أشارت المعارضة السورية إلى وقوع اشتباكات في عدة مناطق، الاثنين، أبرزها العاصمة دمشق، في حين توجهت الأنظار إلى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف وأمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية الرسمية أن لافروف قال إن الخيار العسكري "لن يحل الأزمة السورية،" داعيا كافة الأطراف إلى "إجبار السوريين على قبول وقف إطلاق النار والجلوس إلى مائدة المفاوضات وفق إعلان جنيف" الذي صدر في حزيران/يونيو الماضي. وقال لافروف، عقب مباحثات مع العربي والإبراهيمي: "علينا الآن تحديد الأولويات فإذا كانت الأولية حماية الأبرياء يتعين العمل مع كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية لإقناع وإجبار كافة الأطراف السورية لوقف إطلاق النار والجلوس إلى مائدة المفاوضات وفق إعلان جنيف الذي صدر في حزيران/يونيو الماضي". ورأى لافروف أن تفعيل إعلان جنيف "يُغني عن قرار من مجلس الأمن، على أن تعمل الأطراف المعنية على وقف القتال والمساهمة في بدء الحوار بين الطرفين." وأضاف لافروف أن روسيا "ستواصل العمل مع النظام والمعارضة في محاولة لإقناع الطرفين بالجلوس إلى مائدة المفاوضات والتفكير في المرحلة الانتقالية." واعتبر لافروف أن بعض القوى الغربية تهدف من خلال إصدار قرار في مجلس الأمن حول سوريا "زعزعة الوضع وتهيئة الظروف لتنحي النظام السوري،" معتبراً أن الأمر يحمل "وصفة لمزيد من الدماء." ونقلت الوكالة الروسية عن الإبراهيمي قوله: ""يزداد قناعتي يوما بعد يوم أن الحل يكمن في إعلان جنيف، وعلى أعضاء مجلس الأمن أن يتفقوا فيما بينهم على ترجمة اتفاق جنيف في قرار لمجلس الأمن الدولي بحيث يتحول إلى حل سياسي للأزمة." من جانبها أفادت شبكة مراسلي المجلس الوطني السوري عن وقوع "اشتباكات طاحنة" بين القوات الحكومية السورية وبين عناصر من "الجيش الحر" في أحياء المزة وشارع الثلاثين وكفر سوسة بالعاصمة دمشق وريفها. وأشارت الشبكة أيضاً إلى استهداف الجيش الحر لعدة حواجز تابعة لنظام الأسد "مما أسفر عن عشرات القتلى بين صفوف الأمن والشبيحة والجيش وتدمير عدد من الدبابات" وفقا لمن نقلته الشبكة عن المجلس العسكري بدمشق، مضيفة أن دمشق "أم المدن وفيها ستكون أم المعارك ضد نظام الأسد." أما لجان التنسيق المحلية، فقد أشارت إلى سماع أصوات قصف عنيف بالطيران على مدن وبلدات في ريف دمشق، وأكدت أيضاً سقوط سبعة قتلى وعشرات الجرحى، بينهم أطفال وامرأة، جراء سقوط قذيفة هاون بالقرب من حافلة لنقل الركاب قادمة من الحجر الأسود في شارع الثلاثين. وأشارت اللجان أيضاً إلى قصف عنيف بالطيران الحربي يستهدف شارع بغداد في البوكمال بمحافظة ديرالزور. وأصدرت اللجان بياناً بتعلق بالموقف الدولي حيال المعارضة السورية التي تجتمع قريباً في الدوحة لبحث إعادة هيكلة مؤسساتها وتوحيد صفوفها جاء فيه أن "غياب التمثيل الجدي" الذي يحظى ب"ثقة واحترام الشعب السوري وثواره، والمجتمع الدولي،" هو ما تسبب في "هدر وقت ثمين وأضاع على الثورة الفرصة لتنظيم صفوفها." وذكر البيان أن الثورة السورية تمر "بأصعب مراحلها،" مشيراً إلى "شبه انعدام للدعم العسكري للجيش الحر بما يمكنه من حماية المدنيين و يضمن قلب الموازين لصالح الثورة،" واعتبر أنه لم يعد من المقبول استمرار غياب قيادة سياسية موحدة وفاعلة للثورة. وأكد البيان على ضرورة تمسك المعارض بوثائق القاهرة، وتتمثل في إسقاط النظام بشكل كامل ورفض أي شكل من أشكال الحوار معه، وطلب من أي تشكيل سياسي جديد يهدف إلى تمثيل الثورة "أن يضع في أولوياته تأمين الدعم العسكري المنظم للثوار." يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية في سوريا بشكل مستقل، نظرا لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.