يعتبر علم الإحصاء أحد العلوم التي تُدرس في الجامعات العالمية ويمنح البكالوريوس والماجستير والدكتورة لطلاب الإحصاء. وعلم الإحصاء هو احد فروع الرياضيات الذي يلعب دوراً مهماً لحل الكثير من المشاكل التي تواجه الإنسان في شتى المجالات كالمجال السياسي والاجتماعي والاعلامي وغيره. فأين نحن في اليمن من هذا العلم العظيم؟ وخاصة في الأمور السياسية والاجتماعية التي نحتاج الى تجميع كمية كبيرة من الأرقام والمعلومات لكي تساعدنا لحل الكثير من المشاكل التي تواجه المجتمع اليمني. فلكي نستطيع حل اي مشكلة يجب علينا معرفة المشكلة وأسبابها وتحليلها وتفسيرها بواسطة أرقام وحقائق نقوم بتجميعها من المجتمع نفسه بطرق عدة مثل المقابلة أو المراسلة. فهل يوجد لدينا رقم صحيح تم عملة بطريقة علمية للبطالة المنتشرة في كل قرية ومديرية ومدينة ومحافظة؟ هل يوجد هناك نسبة صحيحة وليست عشوائية لمعرفة عدم إكمال الشباب للتعليم الجامعي؟ واخذ الأسباب الحقيقية من خلال عمل دراسة احصائية بواسطة هؤلاء الشباب. ففي كثير من الدول مثل أمريكا تقوم بعض الجامعات والكثير من الشركات المتخصصة لعمل احصاء في كافة المجالات لمساعدة المهتمين ورجال الدولة لتنفيذ برامجهم. فالسياسي في الولاياتالمتحدةالامريكية عندما يريد أن ينتخب يقوم بعمل احصاء بالأرقام وليس بالخيال للمشاكل التي تواجه المجتمع ومعرفة اسبابها حتى يقوم بعمل برنامج معين لحملته الانتخابية والتخطيط لها بواسطة حقائق وأرقام لإقناع المجتمع بالتصويت له. والاقتصادي والإداري يبحث دائماً على أرقام من خلال الاحصاء لكي تساعدهم على معرفة وحل مشاكلهم الاقتصادية والإدارية. حتى في لعبة كرة القدم اصبح المدربين العالميين يهتمون بالاحصاءات التي تخص فرقهم لمعرفة عدد التمريرات الصحيحة وغير الصحيحة, ونسبة امتلاك فرقهم للكورة في المباريات وغيرها من الأشياء التي تساعد على تطوير اللاعبين والفريق بصفه عامة. فهل هناك أي دور لقسم الإحصاء -ان وجد في الجامعات اليمنية- لخدمة المجتمع من خلال عمل إحصائيات معينة لبعض المشاكل التي تواجه مجتمعنا؟ وهل السياسي اليمني الذي ترشح أو سوف يترشح لعضوية المجلس المحلي لأي مديرية أو محافظة أو لرئاسة الجمهورية لديه احصائيات دقيقة وغير عشوائية لمتطلبات المجتمع الخاصة به؟ هذا ما كنت أبحث عنه عندما قمت بزيارة مديرية دوعن التي ولدت فيها والتي تعتبر احد اكبر مديريات محافظة حضرموت ولكن للأسف لم أتحصل على اجابات ولا احصائيات.