يحقُ لكل مسلم أن يتعطش شوقاً لمدرسة عظيمة من مدارس العمر، وأن يظل يترقب بفارغ الصبر فرصة الالتحاق بأعظم جامعة إيمانية عرفها تاريخ البشر. ويحقُ لكل مؤمن أن يبذل كل ما بوسعه، كي يحصل على شهادة الفوز والنجاح من هذه المدرسة ليواكب ركاب المتفوقين والمتخرجين من هذه الجامعة الإيمانية العظيمة. إنها مدرسة ربانية، معلموها الملائكة، وتلاميذها بشر طاهرون، من درس فيها تخرج متقناً لكل الدروس المهارية والعملية في الصدق والصبر والإخلاص، ويتخرج منها حاملاً شهادة الأمل والصبر والإيمان. مدرسة وجامعة تُربي الروح، وتنقي النفس، وتُهذب الأخلاق، وتُزكي الأعمال وتطهرها. مدرسة تتعلم فيها فن التخطيط، وتكشف عن قدراتك البشرية الحقيقية، وتتزود فيها بالهمة العالية والطاقة الهائلة. في هذا الصرح تتلاقى نبضات المحبة ، لتتآلف القلوب بحب ورحمة.. وتتآخى الأرواح لتصبح جند الله المجنّدة ضد الأهواء والمعاصي والذنوب وعدواً للظلم وللضلال والفساد. في هذه المدرسة الربانية تسمو الأخلاق، وتتزايد أرصدة الحسنات في بنوك الطاعات والخيرات. ومع هذه الجامعة نفحات ربانية، تغشاها الرحمة والتوبة والمغفرة.. وفيها يوم تتنزل فيه الملائكة. وخير من ألف شهر، إنها أيام وليالي شهر رمضان المبارك .
رمضان رفيق السائرين، ومنجي الهالكين، وأنس المستوحشين، وحادي ركب الصالحين. رمضان كنز المؤمن ومحطة إيمانية ، للتزود بالطاعة وهبه الله تكريماً لهذه الأمة. ورمضان فرصة للتغيير، والفرح في الدنيا والآخرة، وفرصة العِتْق من النار، وفرصة إجابة الدعاء، وفرصة مَغْفرة الذنوب؛
رمضان فرصة لترك الظلم والغش والخداع، والحرص على العدل والصدق وفرصة لكل مسلم أن يحسن أخلاقه ويحرص على خدمة مجتمعة، وإلا فلا حاجة لله من صيام من ساءت أخلاقه ومعاملته ومشى بين الناس بالغيبة والنميمة والظلم والغش والخداع، فالصيام أخلاق ومعاملة لا عادات وتقاليد. إذاً ما هو الواجب علينا في هذا الشهر الكريم وفي هذه المدرسة الربانية والجامعة الإيمانية؟ أن يستثمر المسلم كل قدراته وطاعاته في العمل النافع، والتجارة الرابحة بينه وبين الله، وهذه بعض الوسائل: 1- حدد الهدف من عبادتك في هذا الشهر. 2- اربط هذا الهدف بطاقتك الحقيقية. 3- حافظ على جميع الصلوات في أوقاتها. 4-أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وتدبّر آياته، واتبع أوامره ونواهيه، وتخلّق بأخلاقه وآدابه. 5- حدِّد بدقة ما تريد استفادته من رمضان. 6- غير من عاداتك السيئة التي تريد أن تتخلص منها. 7- اشحن طاقتك بالدعاء والاستغفار. 8- كن عوناً للضعفاء والمساكين بالصدقة وستجد الله في عونك ومسانداً لك في الشدائد. 9 - كن رجلاً اجتماعياً؛ بصلة الرحم والتواصل مع الناس الصالحين. 10- احرص على الأعمال الإيجابية النافعة كل يوم، واستغل فيه كل دقيقة, ولا يضيع وقتك أمام الفضائيات وفي متابعة الأفلام والمسلسلات.