قال وزير الخارجية الدكتور / أبو بكر القربي أن رسم سياسة الخارجية اليمنية منوطاً دستورياً بالسلطة العليا في الدولة ممثلة برئيس الجمهورية وذلك اعتمادا على ما يقدم له من دراسات وتقارير وتحليلات من عدد من مؤسسات الدولة والمستشارين وعلى رأسها وزارة الخارجية . وأكد في حلقة نقاش أقامها مركز سبأ للدراسات الأربعاء حول تعبئة الموارد السياسة الخارجية لليمن إن السياسية الخارجية اليمنية بعد قيام الوحدة اتجهت إلى إزالة أسباب التوتر في علاقتها مع محيطها الإقليمي وذلك بترسيمها الحدود مع دول الجوار .
وأشار القربي إلى أن دول الخليج بحكم محيطها الجغرافي الأقرب مع اليمن ، جعلها الأكثر تأثيراً وتأثراً باليمن الأمر الذي دفع راسمي السياسة الخارجية اليمنية للسعي لتطوير علاقتها بدول الخليج وبشكل خاص السعي للانضمام إلى عدد من هيئات ومؤسسات المجلس .
ولفت إلى الوضع المضطرب في القرن الأفريقي ، الذي قال إنه يؤثر على اليمن بمناخ شتى اقتصادياً وامنياً واجتماعياً ، ولعل أبرز هذه المظاهر النزوح الهائل للاجئين الصوماليين على بلادنا وظاهرة القرصنة التي أصبحت خطراً يهدد الملاحة الدولية ومصالح العالم المختلفة وهذا ما دفع السياسية اليمنية منذ وقت مبكر وبذلت جهوداً متوالية ومتواصلة لتحقيق المصالحة الصومالية .
وفي ورقته بعنوان " تعبئة الموارد السياسية الخارجية لليمن " شدد الدكتور جلال فقيرة استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء على أهمية استمرار التنسيق مع الدول العربية الفاعلة في النظام الإقليمي مثل السعودية ومصر وسوريا لما من شأنها توفير دعماً مهماً لسياسة اليمن ومبادراتها الخارجية ، وكذا توظيف الإعلام بشكل احترافي في مجال السياسة الخارجية وتطوير مضامينه من خلال البرامج الموجهة التي تسلط الضوء على قضايا بعينها في السياسية الخارجية بما يؤمن نقل رسالة اليمن وخطابها السياسي بفاعلية أكبر .
من جهته انتقد د. أحمد المصعبي المدير التنفيذي لمركز سبأ للدراسات الإستراتيجية ، استمرار اليمن في اعتماد الدوائر التقليدية بسياستها الخارجية ، مشيراً إلى أن كثير من السياسات الخارجية في المنطقة تقدم أولويات أمن النظام على تنمية المجتمع ونمو الاقتصاد ، لكن الوقت حان لعكس المعادلة وذلك سيؤدي حتماً على أمن الدولة أيضاً .
وفي مداخلة للدكتور عبد الكريم حجر ، قال إن المبادئ والأهداف السياسية الخارجية اليمنية والمتمثلة في المبادرات القومية أثبتت فشلها وعلى سبيل المثال الدفاع العربي المشترك الذي قدم إلى الجامعة العربية ولم يفعل .
وقال إن علاقة اليمن بالجوار وإخفاق علاقة اليمن بالدول الأخرى كان سببها رؤساء البعث والسفراء في تلك الدول. منتقداً إعطاء مكتب رئاسة الجمهورية الصلاحيات الأكبر في تحديد واختيار السفراء ، داعياً إلى إلغاء وزارة الخارجية كون الرئاسة أعطت مكتبها الأهمية الكبرى في التعامل مع السياسية الخارجية .
الدكتور / عبد العزيز الكميم هاجم تلفزيون العالم (الإيراني )والذي قال بأنه يمارس تشهير واضح ضد وحدة اليمن , ملفتا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه السياسة الخارجية اليمنية ممثل بمحاولة استمالة إيران وجعلها جزء مكمل من عالمها الإسلامي واليمن منهم .