قالت منظمة الأممالمتحدة أن هناك ملايين من اليمنيين يتضورون جوعاً فى الوقت الذى يركز فيه المجتمع الدولى على القضايا الأمنية ومكافحة القاعدة. وأشارت الأممالمتحدة إلى أن إمدادات الغذاء والمساعدات قد تم تخفيضها نظراً للغياب شبه الكامل للتمويل من قبل المانحين، بينما ثلث سكان اليمن أي نحو 7 ملايين نسمة يكافحون يومياً من أجل الحصول على قوت كاف لهم ما أدى إلى إحتلال اليمن للمرتبة الثالثة عالمياً بالنسبة لسؤ التغذية. وأجرى برنامج الغذاء العالمى مسحاً كشف عن أن من بين هؤلاء الذين يتضورون جوعاً يومياً، يوجد 2.7 مليون شخص مصنفاً فى خانة انعدام الأمن الغذائى، بمعنى أنهم ينفقون ثلث دخلهم بالكامل على الخبز. وقال برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، وهو أكبر منظمة إنسانية في العالم لمكافحة الجوع، إن معدلات انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية ترتفع فى اليمن إلى مستويات حرجة طارئة حيث يكافح واحد من كل ثلاثة يمنيين من أجل الحصول على الغذاء الذى يحتاجونه لأسرهم، مما يجعل اليمن واحدة من أكثر البلدان تضررا من الجوع فى العالم، وفقا لدراسة حديثة لبرنامج الأغذية العالمى. وأوضحت الدراسة عن هنام أدلة على تزايد معدلات الفقر بين السكان بصورة عامة بسبب استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتأثير طويل الأمد للأزمة المالية العالمية التى ساهمت فى تفاقم مستويات الجوع فى جميع أنحاء البلاد. وقال الدالي بلقاسمي، المدير الإقليمى لبرنامج الأغذية العالمى لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشرق أوروبا "إن المساعدات الغذائية التى يقدمها برنامج الأغذية العالمى هى أمر حيوى لاستمرار الحياة لأشد لأشخاص جوعا وضعفا فى اليمن، كما أنها تساعد على إعادة الاستقرار إلى السكان المتضررين من النزاع". وأضاف "إننا ممتنون لمجتمع المانحين لدعمهم لعمل برنامج الأغذية العالمى فى اليمن، وبالعمل معا ينبغى على المجتمع الإقليمى والدولى أن يأخذ زمام المبادرة فى التصدى لهذه الاحتياجات الملحة من خلال مضاعفة الجهود المبذولة لحماية ومساعدة أشد الناس ضعفا وفقرا ولوقف هذا الحلقة المفرغة للفقر، والجوع، وسوء التغذية". وتشير النتائج الأولية للمسح الشامل للأمن الغذائى الذى قام به البرنامج أن 32 فى المائة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائى مما يعنى أن أكثر من واحد من كل ثلاثة يمنيين يعانون فى الوقت الراهن من الجوع الحاد. وسلطت الدراسة، التى وجدت أن 12 فى المائة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد، الضوء أيضا على أن واحدا من كل 10 أطفال دون سن 5 سنوات يعانون من سوء التغذية، مما يدل على وجود دورة واضحة ينتقل خلالها سوء التغذية من الأم إلى طفلها. وتعانى 25 فى المائة من النساء فى سن الإنجاب فى اليمن من سوء التغذية. ومستويات التقزم بين الأطفال فى اليمن من بين أعلى ثلاثة بلدان فى العالم التى يعانى فيها الأطفال من نقص الوزن بالنسبة لسنهم. وتقوم عمليات برنامج الأغذية العالمى فى اليمن فى الوقت الراهن بتوفير المساعدات الحيوية ل 1.5 مليون شخص شهريا. ويشمل هذا أكثر من 250 ألف شخص من النازحين داخليا نتيجة الصراع فى شمال البلاد. وقال برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة إنه يواجه عجزا خطيرا يبلغ 75 فى المائة من التمويل المطلوب لجميع عملياته فى اليمن، ويحتاج إلى أكثر من 45 مليون دولار حتى نهاية يونيو 2010. مشيراً إلى أن هذا العجز الخطير قد أدى إلى اضطرار البرنامج للبدء فى خفض الحصص الغذائية لكل من اللاجئين والأشخاص النازحين داخليا بدء من الشهر الماضي.