كنت قد توقفت عن كتابة المقالات السياسية لحاجة في نفسي ...غير ان الوقائع التي تكاد تتكرر يوميا تستثير تفكيرك ...وتحرك اناملك للبوح عن ما بداخلك من احاسيس ورؤى قد يتنتفع بها الاخرون ..ولعل افضل ما تبوح به هذه الايام النصيحة لاصدقائك ...وأحبابك ...افرادا وجماعات ...احزابا ومكونات ...على أمل أن تلقى آذانا صاغية ...وقلوبا واعية ...لتفكيرك الاستراتيجي النابع من مبرر جلب المصلحة ودفع الضرر .. وفي صلب الموضوع الذي عنونته ب ( من تجمع الاصلاح ...الى إصلاح التجمع ) دعوة واضحة ياتي في متنها لاحقا ما تنشده قاعدة عريضة تتعدى مئات الآلف من شباب وكوادر الاصلاح ...رجالا ونساء .. ومن مختلف شرائح المجتمع اليمني ...ومثقفيه ...بل اتجرأ وأقول انها مطالب شريحة واسعه جدا من غير المنتمين لهذا الحزب الكبير في طول اليمن وعرضه ...بوصفه الحزب المعول عليه في قيادة اليمن السعيد .. بالشراكة مع الاحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ..واخراجه من النفق المظلم الذي خيم على ديموغرافيا قبل ان يكون ذلك جغرافيا ..
وحتى لا أطيل على القارئ الكريم ...لاني لست هنا بصدد المدح وابراز ما هو ايجابي لتستمر اسطوانة التقديس والهلامية ...بل نحن هنا لنضع النقاط على الحروووف ...ولا ينصح الا من كان عظيما ...ولا تقع الحسبة ... والتقويم ..الا لغرض الاصلاح من اجل الاستمرار وتجويد العطاء ... فالتجمع اليمني للاصلاح مثله مثل اي حزب يمني يحتاج الى تشخيص وتقويم على مستوى العمل التنظيمي واللوائح والنظام الداخلي ...ومستوى العمل الجماهيري القائم على رؤية واااضحة منبثقة من ثقافة المجتمع وحاجاته ..وهنا سوف أقدم جملة من التوصيات التي أظن انها لو اخذت بعين الاعتبار ستلعب دورا كبير في تقدم الحزب ونهضته ...فضلا عن تعزيز ثقة الشعب به ..وعلى النحو الاتي :
اولا : على المستوى التنظيمي : - تشكيل لجنة على المستوى الوطني من ذوي الخبرة والاختصاص ومشهود لهم بالكفاءة تضطلع مهمتها الاساسية بمراجعة اللوائح والنظام الداخلي للحزب في ضوء المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية ..وتقديم خلاصة بذلك للامانة العامة في مدة لاتتجاوز شهر ديسمبر القادم 2014. - توزيع الدراسة التحليلة النقدية الآنفة الذكر على المكاتب التنفيذية في المحافظات وفروعها في المناطق الجغرافية ..مصحوبة بنسخة من اللوائح والنظام الداخلي محل النقد والتحليل لاضفاء الملاحضات عليها وتطبيق مبدأ التشاركية في صناعة القرار وتحديد مسار الحزب. - عقد مؤتمر واسع نخبوي بمشاركة واااسعة للقيادات الشابة والطموحة ..من الجنسين لدراسة ما توصلت اليه اللجان المعنية بتحليل ودراسة اللوائح والنظام الداخلي والتوصل الى قرارات تلتزم باصدارها الامانة العامة لتحدث نوعا من التجديد لتلك اللوائح والتي من شانه اتاحة الفرصة عمليا للمتخصصين بشغل الوظائف التنظيمية الداخليه بشي من الكفاءة والفاعلية ...الضامنة لسرعة الانجاز ..وجودة الاداء .. - اعتماد مبدأ التقويم والمقارنة المرجعية الفصلية ...كل ثلاثة أشهر ..للقيادات الفوقية والقاعدية ..واصلاح الاعوجاج ..واحداث التغيرات بين فترة واخرى ...فالمياه الراكدة تأسن.. - اعتماد مبدأ الانتخابات المرحلية للقيادات أيا كانت بعيدا عن الوصاية ...او التزكية ..لتحرير التنظيم من الهلامية ..والشخصنة التي لاتكاد تظهر حتى اللحظة الا في بعض المناطق. - تحديث المنهج التربوي بكل مجالاته ..باعتبار ان التثقيف بعيدا عن المتغيرات يحدث انفصام في شخصية الفرد ...والذي يعد ( الفرد ) هو حلقة الوصل بين المشروع والمستفيدين منه. - استحداث دوائر مجالية جديدة والغاء اخرى في ضوء معايير الحاجة ...وبيئة العمل. - عمل ما يسمى بمحفظة الموارد البشرية ..بهدف دراسة مهارات واتجاهات افراد الحزب وتوظيفها بطريقة مثلى وفقا لذلك .. - استمرار المؤتمرات التربوية الداخلية في فروع الحزب ..والسماع للجميع بسعة صدر ..وتقبل النقد ...فلا ينصحك ويصحح مسارك الا مخلص ..
ثانيا : العمل السياسي والجماهيري : - صياغة استراتيجية للحزب تتضمن رؤيته ورسالته وقيمه وغاياته واهدافه عبر متخصصين في التفكير والتخطيط الاستراتيجي بعد اجراء التحليل البيئي الاستراتيجي ...وتوعية الصف بها اولا حتي لا يسير الصف في وادي ورؤية الحزب في وادي آخر ثم ونشر هذه الاستراتيجية عبر صفحته على شبكة الانترنت والوسائل الاعلامية..والوسائط الاخرى. - اعداد مشروع اقتصادي متكامل بحجم اليمن بواسطة خبراء ..باعتبار ان الشعب يريد افعالا لا اقوالا ...وعلى وجه الخصوص في مجال الاقتصاد ..وتجربة الاتراك خير برهان .. - اعتماد مبدأ المشاركة مع الآخر والقبول به في اطار العمل السياسي أيا كان ..وتربية الصف والمجتمع على ذلك ..بوصف ان هذا من خصوصيات المجتمع اليمني .. - الانتقال ببعض مكونات التنظيم الى العمل المجتمعي عبر المنظمات والجمعيات والمؤسسات لتجسيد اللحمة بشرائح المجتمع عمليا وتقديم الخدمات المتنوعة له .. - نبذ الماضي بكل سلبياته وايجابيته ...وفتح صفحة جديده مع الكل باعتبار ان هذه الخطوة من سمات المسلم ودستور حياته . - تجنب خطابات الاستفزاز والتجريح ...والتي قد تحصل بقصد او بغير قصد واستبداله بخطاب التسامح ..والتماس الاعذار .. - توحيد مصادر الخطاب الجماهيري الذي يجمع ولا يفرق ...وييسر ولا يعسر ...ويؤمن ولا يخوف ..ويبشر ولا ينفر ... - التواصل المستمر مع الجميع ..والتعويل عليهم في الداخل قبل الخارج ...فهم الابقى ...والاقرب .. - تعديل النظام السياسي بما يجعل الحزب رديفا لا مناكفا ...معاونا لا متفرجا ...وجريئا لا متأجرحا ...وشجاعا لا خائفا ..
واخيرا ...تلك بعض المقترحات والتي اظن انها خطوط عريضة يستفاد منها لتطوير واصلاح نظام الحزب الداخلي التنظيمي والسياسي بما يجعله متوائما مع المتغيرات المتسارعة ..بوصفه حزبا معول عليه ..وعيون الملايين من ابناء شعبنا العظيم متجه اليه ...ترتقب من الكثير ..أمنيا ..واقتصاديا .. مع خالص محبتي لمن يقرأ مقالتي بسعة صدر ...وحسن ظن ،،،،