أثارت طالبة سعودية تدرس الطب في إحدى الجامعات، موجة «غضب»، بعد أن نشرت أمس (الإثنين)، فيديو على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «سناب شات»، يظهر جثثاً في مشرحة داخل المستشفى الجامعي الذي تتلقى فيه درساً تطبيقياً مع زميلاتها في الكلية. والتقطت الطالبة من خلال حسابها «Rody Beaty» التي تدرس في كلية الطب بميدنة جدة (لم يتضح اسم الجامعة)، مقطعاً وصور عدة للجثث، أرفقتهم بتعليقات ساخرة ورسوم تعبيرية كان بعضها مضحكاً، ورفعت الغطاء عن وجوه بعض الموتى، ما أثار غضب مغردين في مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبوا ب«محاسبتها وفصلها من الكلية».
ودشن مغردون أمس، وسم (هاشتاغ) على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعنوان «سنابيه تهين جثث المستشفى»، عبروا فيه عن غضبهم من هذا الفعل الذي «لا يحترم حرمة الجثث ولا يمت إلى الإنسانية في شيء، فقط بهدف الاستعراض»، مؤكدين أن «لفت الانتباه» أصبح «هوساً» لدى كثير من الشباب هذه الأيام، من دون الانتباه إلى «حرمة وخصوصية الآخرين»، لافتين إلى أنهم «لا يعون أن هذا الفعل يعرضهم إلى خطر المساءلة».
وغردت رنيم: «الطب ليس وظيفة أو منصب من أجل التفاخر والتباهي، أو يكون واجهة أمام الآخرين، الطب هو إنسانيّة وليس علم مجرد ندرسه». وفي تغريدة للدكتور فواز المغامس «ماهكذا تكون دراسة الطب، ثلث الطب هو التعلم والممارسة، وماتبقى يتجلى في الأخلاق وحفظ سر البشر، للميت حرمة كما للحي».
وتساءلت رنيم: «إذا كان تعاملها مع الموت والأموات خالي من الإحساس نهائياً، غداً إذا تخرجت كيف ستعامل المرضى». وتمنى المغرد «هستوري سيكر» أن تكون الصور «دمى للتشريح لاجثث وإلا كان فعلها خيانة للأمانة الطبية، إمتهان لكرامة الميت وانتهاك لخصوصيته».
وردت مغردة على «هستوري» بالقول: «الجثث حقيقيه، والطلاب لا يتدربون على جثث غير حقيقة، هؤلاء غير طبيعيين ويجب محاسبتهم وفصلهم من هذه المهنه العظيمة».
وغرد عبد العزيز ب«البعض درس الطب وكل همه (لابكوت)، و(كوب كوفي)، و(تميلح)، وتجاهل أن الطب مهنة شريفة لها أخلاقيات يجب أن تحترم». وفي تغريدة أخرى لعهود بنت عبد العزيز قالت: «تقدرين تعلميننا أنك تدرسين طب بطريقة اخرى، لهذه الدرجة هوس التصوير يجعلك تقومي بتصوير وإهانة الموتى والضحك مع زميلاتك فوق رؤوسهم» في إشارة إلى الموتى.
ونشرت الطالبة في وقت لاحق «اعتذارا»، جاء فيه: «اعتذار عن السنابات التي نشرتها صباحاً»، مضيفة «دخلت المشرحة مع كثير من الطالبات من تخصصات مختلفة لأول مرة في حياتي. ولم تأتينا الجرأة لأنظر إلى أشكال الجثث. وكان واضحاً في صوتي أنني خائفة. ولم يكن أية منا تقصد الإساءة. ولكن فهم ما قمنا به خطأ غير مقصود»، ونشرت حديثاً يؤكد على قبول الاعتذار، ويحذر من عواقب عدم قبوله.
وبررت الطالبة فعلتها بأن «الجثث لغير مسلمين»، إلا أن ردها زاد غضب المغردين أكثر، ووصفوا تبريرها ب«العذر الأقبح من ذنب»، وانهالوا عليها بالألفاظ القاسية، ووصفوها وزميلاتها اللاتي ظهرن أو سمعت أصواتهن في المقطع ب«المرضى النفسيين».
فيما رأت المغردة بشرى الثمالي أن «الجميع متفق أنها لم تراعي حرمة الموتى، لكن الذين ينشرون الصور يقومون بنفس الفعل لكن بطريقة أخرى».
يُذكر أن «سناب شات» يوفر تطبيقاً بعنوان «كلنا أمن» للتبليغ عن المخالفين لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في الموقع.
ولا يحدد المقطع اسم الجامعة التي تدرس فيها الطالبة، وتضم مدينة جدة جامعتان، هما: «الملك عبدالعزيز»، و«جدة»، إضافة إلى كليات طب أهلية.