توقيت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية كان ذكي ومناسب فقد حظي بتغطية وسائل الإعلام المحلية والعالمية وطغى وغطى على فوز الرئيس الإيراني حسن روحاني بولاية ثانية وسحب من تحته البساط وجعله حدثا عاديا ليس له أهمية. ان زيارة الرئيس ترامب للملكة العربية السعودية كانت ناجحة بكل المقاييس فعلى مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين تم التوقيع على اتفاقيات اقتصادية ومذكرات تفاهم زادت قيمتها عن 300 مليار دولار وهذه حكومية ناهيك عن الصفقات والاتفاقيات بين شركات أمريكية كبرى وشركات سعودية فهناك مصالح مشتركة ضخمة تربط المملكة العربية السعودية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. أيضا مشاركة الرئيس ترامب القمة الخليجية وكذلك العربية والإسلامية أيضا ناجحة بكل المقاييس وكانت مشاركة إيجابية واتسمت بالتفاهم والانسجام وتطابق في وجهات النظر على الاقل في قضية مكافحة الإرهاب والمقصود به بالدرجة تنظيم كلاب النار داعش وايضا قضية الخطر الإيراني وضرورة التصدي له ومنع التمدد الإيراني في الدول العربية مثل سوريا والعراق ولبنان والحد من تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون ومنع حصولها على السلاح النووي. الملفت أن زيارة الرئيس الأمريكي ترامب الى الكيان الصهيوني والتي هي محطته الثانية في أول جولة خارجية والتي سوف يكون ختامها في الفاتيكان كان من أبرز عناوينها أيضا الخطر الإيراني وإعادة النظر في الاتفاق النووي ومنع امتلاك إيران للسلاح النووي والكيماوي فهي دولة مارقة راعية للإرهاب لا تفهم إلا لغة القوة. من المؤكد أن زيارة ترامب سوف تفتح الأبواب أمام علاقة استراتيجية متميزة بين الولاياتالمتحدة والعالم العربي والإسلامي في جميع المجالات ويكفي أن من أهم عناوينها التقارب والتفاهم بين الأديان والحضارات ويكون هناك حوار وتفاهم وليس صراع وتصادم بين الديانات كما هو حاصل اليوم من حروب عبثية تستنزف خيرات وثروات الأمة العربية والإسلامية والتي يقف وراءها محور الشر الذي تقوده روسيا والنظام الإيراني واذنابهم من التنظيمات الإرهابية التي في مقدمتها حزب الله وكلاب النار داعش وايضا النصرة وبقية المليشيات الشيعية الماجورة. من المفيد القول أن فوز الرئيس الإيراني روحاني لن يغير من الواقع شيئا فالولاية الثانية هي امتداد للولاية الأولى لان الرئيس الإيراني هو منصب شرفي وواجهة لتحسين صورة النظام الإيراني الدموي في الخارج فهو مجرد أداة بيد الحاكم الفعلي المرشد سيد خامنئي وذراعه العسكري الحرس الثوري الإيراني ونتحدى الرئيس روحاني أن يطبق قراره الذي اتخذه في آخر أيام حملته الانتخابية وهي توزيع دخل النفط على المحرومين والمستضعفين من الشعب الإيراني لأن الولي الفقيه سيد خامنئي يبعثر دخل النفط على التنظيمات الإرهابية التي ياتي في مقدمتها حزب الله وانصار الله . إن العالم يتغير والتحالفات تتبدل ولكن نعتقد أن عقلية ملالي طهران الذي يحكمون ايران لن تتغير فهي عقلية متشددة عدوانية مبنية على فكر عدواني وطائفي متطرف وهذا الفكر الضيق العنصري حتما ستكون عواقبه وخيمة ونهايته كارثية لانه ببساطة ما بني على باطل فهو باطل والنار تاكل نفسها أن لم تجد ما تأكله فسوف يرتد كبدها الى نحرها بعد أن تتحول الى دولة منبوذة فقد بدأت الحرب الاقتصادية عليها تمهيدا للحرب العسكرية المدمرة. إن نتائج زيارة الرئيس ترامب للملكة العربية السعودية التي غطت على فوز الرئيس روحاني بولاية ثانية كانت باكورة انجازاتها افتتاح المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض وهو أيضا موجه لمكافحة التمدد الإيراني في المنطقة لأن النظام الإيراني هو رأس الافعى والراعي الرسمي التنظيمات الإرهابية وقريبا جدا سيكون القضاء على تنظيم كلاب النار داعش وبعدها سوف يُقطع رأس الافعى إيران.