عبدالله الهدلق رسالةٌ موجَّهةٌ لكل مشايخ الضلال والفتنة الشامتين بمن تحل بهم الكوارث والمصائب، والذين زعموا أن أمريكا وهي رمز التطور والتقدم وقفت عاجزة أمام (جندي من جنود الله ) إعصار (إرما) المدمر الذي بلغت سرعته 300 كم / ساعة وما تلاه من أعاصير مدمرة أخرى ! وكما هو معتاد في الكوارث التي تصيب الغرب فإن مشايخ الضلال والفتنة يشمتون بهم ويزعمون أن الزلازل والبراكين والإعاصير والكوارث الطبيعية ( جنودٌ من جنود الله !) سلَّطها الله على هؤلاء الكفار لمعاقبتهم وردعهم ، فهل لهؤلاء المشايخ أن يتأملوا معي تلك الأحداث ويبدوا رأيهم الشرعي فيها: - - سيولجدة عام 2011 م التي أودت بأرواح أكثر من 120 قتيل ودمرت الممتلكات والمنازل هل كانت بفعل جندي من (جنود الله !) ؟ - عندما عصفت الرياح العاتية وحركت الرافعة الضخمة في الحرم المكي عام 2015 م وأوقعتها وتسببت بسقوط أكثر من 100 قتيلٍ من ضيوف الرحمن وفي بيت الله الآمن ، فهل كان هذا الحادث بفعل جندي من (جنود الله !) ؟ - كم مرة أغرقت السيول الحرم في مكةالمكرمة وقتلت أُناساً كثيرين هناك ، وهدمت الكعبة المشرفة قديماً وحديثاً فهل كان جندي من (جنود الله !) وراء تلك المصائب ؟ - الزلزال المدمر الذي ضرب باكستان وخلف حوالي 288 قتيلاً ، هل هو أيضاً بفعل جندي من (جنود الله !) ضرب المسلمين في باكستان بدلاً من أن يضرب الكفار ؟ ! - هل كل الكوارث الطبيعية والفيضانات والزلازل التي تضرب بلداناً إسلامية جنود من (جنود الله !) سلطها الله على المسلمين؟ ! . ولو اعتمدنا منطق مشايخ الضلال والفتنة وكراهيتهم الدينية فسيبدو لنا أن (جنود الله !) يضربون المسلمين وبلدانهم يميناً وشمالاً ، ولماذا يا مشايخ الضلال والفتنة والكراهية الدينية لا تعتبرون (جنود الله !) جنود رحمةٍ وشفقة لا جنود هلاكِ وعذاب ، يبعثها الله لمساعدةِ المحتاجين الذين يموتون جوعاً في العالم ، ويُنقِذون المضطهدين والمظلومين ، ويساعدون ضحايا الحروب والصراعات والأمراض والأوبئةِ . والكفارُ في نظركم يا مشايخ الضلال والفتنة والكراهية الدينية - الذين تزعمون أنَّ الله سلَّط جنوده عليهم - أرسلوا مساعداتهم إلى ضحايا الزلازل والفيضانات والكوارث في العالم كله وبعثوا الأطباء والممرضات واللقاحات إلى المناطق المصابة والموبؤة لإنقاذ الأرواح البشرية ، فلا تفرحوا يا مشايخ الضلال والفتنه بالكوارث الطبيعية إذا حلت بغيركم ، ودعوا الكراهية الدينية ، وتمنوا الخير للجميع ، ولا تشمتوا بغيركم إذا حلت بهم المصائب والمحن ، وتخلوا عن منطقكم الأعوج وكراهيتكم الدينية .