خمسة أعوام وأهالي مدينة تعز البالغ عددهم 5 مليون مدني يرزحون تحت الظلام بعد استهداف شبكة الكهرباء الواقعة في مديرية المخا التابعة للمحافظة والمحررة منذ ثلاث سنوات. تعز .. المدينة التي نشرت مشاعل النور في كل بقاع اليمن بأساتذتها ومهندسيها ومثقفيها ومفكريها وأدبائها وأطبائها وقياداتها ومهنيها في كل المجالات .. لا تزال منذ خمس سنوات ترزح في الظلام بلا كهرباء؛ وحين تزور ضواحيها تنبِئُك مبانيها المهدمة بسبب الحرب عن أطلال مدينة تفتقر إلى أبسط خدمات الدولة.. آثار الخرب وغياب الخدمات تكشف إلى أي مدى كان خبث أعدائها .. وتترجم جحود أصدقائها.. كثيرة هي الوعود بإنارة هذه المدينة لكنها شبيهة بوعود التحرير الوهمية جزاءً وفاقا للمواقف التاريخية التي قدمها أبناء مدينة تعز بعد استشهاد أكثر من 3 آلاف وجرح أكثر من 15 ألف من المدنيين وتهدم البنية التحتية واستهداف الأحياء السكنية وحصار الحوثيين للمدينة المستمر حتى اليوم. قدّمت تعز وأبناءها من التضحيات الجسام مالم تقدمه مدينة من أجل الوطن وعودة الشرعية، وفي المقابل خِذلت من الشرعية كما لم تخذل أي مدينة والمخجل أن رئيس الحكومة من أبنائها الذين كنا نستبشر بهم خيرًا، ورئيس مجلس النواب منها ورئيس التحالف السياسي منها، وأغلب الوزراء والمسؤولين في المؤسسات الخدمية منها، وإياك إياك أن تتحدث عن تعز في حضرتهم أو تطلب منهم الاهتمام بهذه المدنية فإنهم يخشون من تهمة التحيز لمدينتهم؛ وكأنهم يفضلون إهمالها لكي لا يتهمهم الناس بالعنصريّة. يا هؤلاء .. لا نريدكم أن تكونوا عنصريّين، ولا نريدكم أن تكونوا جاحدين لمدينة تعز واعتبروها مدينية من تلك المدن المحررة، فتعز ضمير الوطن وقلبه النابض وما قدمتْ في يومٍ من الأيام تضحيةً من أجل نفسها؛ بل تنتصر للوطن الكبير وتنتفض في وجه كل المشاريع الظلامية والمؤامرات، فكونوا وطنيين وعلى قدر المسؤولية؛ فلو عايشتم وضع أبنائها في الواقع لعرفتم حجم تقصيركم. والله المستعان