لم استطع المقاومة وبدأت بذرف الدموع، كأي مشاهد عادي أحببت مشاهدة فيلم «عشرة أيام قبل الزفة » حاولت كثيرا تمالك نفسي والسيطرة على عواطفي وكبت الغصة التي انحشرت في حلقي ولكن للآسف كانت التراجيديا التي قدمها عمرو جمال تطاردني ، واقعية مفرطة شكلت الفيلم ،حياة مكتملة نعيشها في هذه البقعة من العالم، قال عمرو جمال مايدور في كل مكان هنا، للحظة أحسست بأن الفرح قريب كنت كمن يبحث عن النهاية في مصفوفة من الخيبات عن الانفراجة وسط واقع يزيد قسوة، وكنت أسابق الفيلم لمحاولة اللهاث نحو الفرج ولكن يأبى عمرو جمال إلا أن يعيشنا الواقعية كما هي بدون فلسفة حتى آخر خمس دقائق من الفيلم. فيلم تراجيدي محشو بجمال عدن روح عدن هواء عدن وفتنة عدن وناس عدن وازقة وشوارع وحافات وجبال عدن التي ماتزال تصارع من أجل الحياة، فيلم «عشرة أيام قبل الزفة» قال كل شيء وبصحيح العبارة دون كل ما يحدث بصدق، تراجيديا الواقع التي لا نستطيع تجاوزها أو تجاهلها رغم مسحة الابتسامة التي حاول خداعنا بها المخرج في النهاية، إلا أنه ترك لنا نهاية يشوبها الخوف والتوجس. لن أقول فيلم رائع مهما كان كذلك ، الفيلم منضبط من أول خمس دقائق تتبعت الأخطاء حاولت النظر بعدسة الناقد ولكن الغصة كانت تخنقني وتمارس سلطة الواقعية التي خلقتها تراجيديا الزمن ومأسي ولحظات الحياة. مع هذا كان الفيلم جميل سوف أقول هذه البداية ويبقى الأمل موجود في تجاوز كل سقطات الحياة وخيباتها، رؤية بسيطة وعمل يستحق التصفيق بحرارة وحرقة. ليش يا أم المساكين؟!