تشهد سلطنة عمان حراكا دبلوماسيا كبيرا هذه الأيام في محاولة لتحقيق إنجاز طال انتظاره في اليمن و دول الإقليم والعالم لإنهاء الحرب اليمنية واستقرار المنطقة . وكانت من ضمن التحركات المتسارعة عقدت سلطنة عمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم الثلاثاء جلسة مباحثات رسمية وذلك بديوان عام وزارة الخارجية, بحسب الاعلام العماني الرسمي . وقالت وكالة الانباء العمانية ان بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية العماني استقبل سعادة علي أصغر خاجي المستشار الأعلى لوزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة،و تم خلال المقابلة التأكيد على علاقات الصداقة بين البلدين بالإضافة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة. وقالت مصادر عمانية رسمية انه عقدت السلطنة وإيران مباحثات رسمية بمسقط تم خلالها بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين والتأكيد على حرص الجانبين على مواصلة تطورها في مختلف المجالات وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأفادت وكالة الأنباء العمانية يوم امس بأن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وصل إلى السلطنة في زيارة قصيرة. وأضافت الوكالة أن الوزير السعودي "حمل رسالة شفوية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى السلطان هيثم بن طارق، تتصل بالعلاقات بين البلدين وآفاق تعزيزها". و ربطت مصادر سياسية عمانية زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى سلطنة عمان بمعطيات تتعلق بنقل جلسات الحوار بين الرياضوطهران من بغداد إلى مسقط. ولكنها أكدت أن تبادل الزيارات والوفود يعطي فرصة لمسقطوالرياض من أجل بناء علاقات جديدة متحرّرة من سطوة الماضي القائم على الشك. وقالت المصادر إن السلطنة تقوم، بالتوازي مع تحركها في الملف اليمني، بجهود لتقريب وجهات النظر السعودية – الإيرانية، وأن مسقط تحتضن المرحلة الثانية من الحوار بين البلدين بعد أن شهد العراق المرحلة الأولى من المفاوضات، والتي كانت بمثابة جلسات تمهيدية عرضت فيها كل جهة مطالبها، وتبادل الطرفان كلمات المجاملة وكسب الثقة. وينظر السعوديون إلى التفاوض مع إيران كضرورة للحل في اليمن، وهي رؤية تستند إلى قناعة بأن الحوثيين لا يتشددون في الحوارات الجارية لمطالب خاصة بهم، ولكن في سياق لعبة أوسع تديرها إيران لتحصيل مكاسب على جبهات أخرى سواء مع السعودية ودول المنطقة أو على مسار الملف النووي والمفاوضات الجارية في فيينا. واحتضنت بغداد قبل شهر تقريبا اجتماعا بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الرياضوطهران وتهدئة الأوضاع في المنطقة. وأحيطت تلك المباحثات بسرية كبيرة، لكن مصادر خاصة تحدثت عن بحث مستقبل الصراع في سوريا وتشكيل حكومة لبنانية ووقف إطلاق النار في اليمن، مشيرة إلى أن أيّ تفاهم سعودي إيراني سيتطلب جولات عديدة، ربما تستغرق بضعة شهور، قبل التوصل إلى شيء. وكان قد تصاعد التوتّر بين الرياضوطهران بسبب حرب اليمن، حيث صعّدت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران هجماتها على السعودية. كما تفاقم التوتر بين البلدين بعد هجوم 2019 على منشآت نفط سعودية ألقت الرياض باللوم فيه على إيران، وهو اتهام تنفيه طهران.