أنهى فريق صعدة الأسبوع المنصرم مهامه بتسليم تقريره النهائي لرئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي تضمن كافة الأعمال التي قام بها الفريق خلال الشهرين الماضيين بالإضافة إلى القرارات والتوصيات التي توصل إليها من خلال مناقشته للموضوعات المتصلة بالقضية. وكان الفريق قد واصل عقد جلساته ونقاشاته خلال فترة الشهرين الماضيين استطاع من خلالها تحقيق إنجازات كان يراهن الكثير على أنها لن تتحقق في قضية تحمل من التعقيدات والتداخل والتراكم الزمني ما جعل رهان اولئك يحمل من المنطق الكثير . أعضاء الفريق بمختلف انتماءاتهم كانوا بحجم القضية والحدث مستشعرين انهم أمام أهم فرصة تاريخية قد لا تتكرر تتمثل في انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يجمع كل الفرقاء ويعول عليه اليمنيين كافه في رسم خارطة لمستقبل اليمن الجديد . وقالت نبيلة الزبير رئيسة الفريق إن الفريق تعرض أثناء فترة عمله إلى محاولات لعرقلة أدائه من اطراف لم تسمها لكنه تمكن بفعل إرادة وتعاون أعضائه من مختلف المكونات دون استثناء من تجاوز تلك العراقيل حسب قولها. واعتبرت أن الفريق باتفاقه على الجذور وخروجه برؤية موحدة تجاوز أهم نقطة في القضية متجاوزاً أيضا فرق كثيرة في قضية معقدة فذلك يمثل انجاز كبير للفريق فالاتفاق على أصل المشكلات والجذور تمكن من الوصول للحلول والمعالجات .
المحطة الأولى ..تجاوز الفشل كان الرهان على فشل الفريق منذ الجلسات الأولى كونه غير قادر على وضع خطة عمل حين تأخر حسم الفريق موضوع انتخاب رئاسة للفريق المكونة من رئيس ونائبين ومقرر، فكان أن تغلب الفريق على ذلك الأمر بالسير في الجلسات وعدم تعطيلها فقام بالاتفاق بتشكيل لجنة من أعضائه ضمت ممثلين عن مختلف المكونات حددت مهمتها بإعداد خطة عمل للشهرين الفترة المحددة لعمله. على ذات الصعيد تواصلت النقاشات بين المكونات لحسم موضوع رئاسة الفريق فكان أن تم إقرار نبيلة الزبير رئيسة توافقية للفريق وهو الأمر الذي لم يكن متوقعا لدى الكثير واعتبره البعض بالمفاجأة الكبرى أن يوكل أعضاء فريق صعدة بتكويناتهم القبلية والحزبية الرئاسة لامرأة فأجمع الفريق على أن يحرز ذلك الإنجاز إضافة الى إقراره بالتوافق خطة عمل لفترة الشهرين المقبلة وفق الضوابط التي حددتها اللائحة الداخلية للمؤتمر. المحطة الثانية .. تعميق العلاقة واكتساب الخبرات بدأ الفريق بالدخول في جدول أعماله فعليا وفق الخطة المرسومة وكانت البداية بنقاشات عامة للأعضاء من مختلف المكونات الموجودة في الفريق للتعرف على جذور القضية وتخصيص الجزء الأكبر من تلك الجلسات لتلقي وعقد المحاضرات وورش عمل للتدريبات التي خصصت لتعميق التواصل والمعرفة لدى الأعضاء. بدأت تلك المحاضرات المدربة خديجة الصرحي التي قدمت محاضرة حول "البرنامج التحضيري لبناء فريق العمل"ركز البرنامج على طريقة عمل خطط فرق العمل وكيفية اتخاذ القرار الجماعي إضافة إلى عدد من الأنشطة التدريبية الفردية والجماعية التي قام بها أعضاء الفريق. تلى ذلك استماع الفريق في جلسة أخرى إلى محاضرة حول تجربة دولة جنوب أفريقيا فيما يتعلق بالحوار والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، قدمها الخبير الدولي تشارلز فيلا فيزانشو أستاذ البحوث في جامعة جورج تاون في واشنطن. وعرض الميسر حسام الشرجبي مختصرا بعنوان "أولويات المؤتمر ومخرجاته استعرض فيه مسار مؤتمر الحور الوطني على مدى الستة أشهر والنظام الداخلي المحدد لكافة الخطوات المتبعة. كما قدم دراجان يونوفيتش وهو خيبر في الأممالمتحدة عمل في مجال العدالة الانتقالية لمدة 15 عام في عدة دول محاضرة للعدالة الانتقالية مستعرضا تجارب عدد من الدول . واختتم الفريق تلك التدريبات والمحاضرات بصياغة الدساتير والقوانين وهو عنوان محاضرة للخبير الدولي فرانسوا فريزون –روش وهو خبير في الدستور الفرنسي والتي تناولت كيفية صياغة الدستور وفق عناصر أساسية ضمن سياقين الأول إقليمي والآخر وطني . ورافق هذه الجلسات جلسات خُصصت لمناقشة جذور القضية بعد أن سلمت المكونات السياسية رؤاها المختلفة الى رئاسة الفريق حول الجذور ومناقشة النزول الميداني للاستماع . بعدها أقر الفريق تشكيل لجنتين الاولى للتوثيق والتلخيص مثلت كافة المكونات حُددت مهامها بمناقشة الرؤى المقدمة من قبل المكونات حول الجذور والخروج برؤية موحدة للفريق أجمع وهو الأمر الذي لم تقوم به كثير من الفرق التسع ، فيما كانت اللجنة الثانية لجنة النزول الميداني التي كلفت بوضع خطة لعملية النزول الميداني والمناطق والشخصيات التي سيستهدفها الفريق .
المحطة الثالثة ..انجاز وتوافق كانت الدعوات تتوالى من كثير من أعضاء الفريق لاستكمال التوافق على هيئة رئاسة الفريق المتبقية بعد التوافق على الرئيس المتمثلة بالنائب اول ونائب ثاني ومقرر للفريق بعد أن استمر الفريق في اداء مهامه لما يقارب الشهر بتعاون كافة الاعضاء وتفاعل رئيسة الفريق من خلال توزيع المهام وخلق توازن بين كافة المكونات فكان ان اُحيل الأمر إلى رئاسة المؤتمر . في الثاني عشر من مايو حسمت رئاسة مؤتمر الحوار الوطني ذلك الأمر المعلق بشأن هيئة رئاسة فريق صعدة وتم إقرار عبدالحميد حريز نائب الأول لرئيس الفريق وخالد أمين الغيش نائب ثاني والدكتور وهيب حسن خدابخش مقررا للفريق الأمر الذي حضي بموافقة من كافة اعضاء الفريق بالإجماع كنجاح يضاف الى النجاحات السابقة . تواصلت جلسات الفريق واللجان المنبثقة التي خرجت بقرارات خضعت للنقاش من قبل الأعضاء اهمها قرار لجنة النزول الميداني الاكتفاء بتوجيه دعوات للحضور لشهود تم تحديد أسمائهم للتعمق في معرفة الجذور وإقرار النزول الميداني للمحتوى . على ذات الصعيد أقرت لجنة التلخيص والتوثيق توجيه رسائل لطلب الوثائق لجهات حددتها بداء من المكونات السياسية ومجلس النواب والاجهزة الامنية المختلفة كالداخلية والدفاع والامن القومي والامن السياسي والشخصيات الاجتماعية التي قامت بدور الوساطة ماقبل واثناء الحرب الاولى لصعدة . واستمع الفريق بعد ذلك لبعض الشهود حيث تحدث أمام الفريق كلا من الدكتور عبدالرحيم حمران ومحمد يحي عزان وعبدالكريم جدبان وصالح الوجمان وأحمد عقبات كشهود عاشوا فتره ما قبل نشوب الحرب الأولى اضافة الى قيامهم بدور الوسطاء آنذاك.. كما حدد جلسة لاستماع عرض لتقرير النزول الميداني لفريق العدالة الانتقالية حول أوضاع النازحين في منطقة حرض بمحافظة حجة استعرض الأوضاع التي يعاني منها النازحين والظروف التي أدت الى الحالة التي وصلوا إليها. على ذات الصعيد استلمت لجنة التلخيص والوثائق صور لوثائق من عدد من الجهات لكنها لم تستكمل حسب تقرير اللجنة المكلفة بذلك من جهات عده .
المرحلة الرابعة ... قرارات جماعية محصلة عمل تلك الفترة تمثلت في القرار المرفوع من لجنة التلخيص والتوثيق المنبثقة عن الفريق التي حددت جذور القضية بثمان نقاط كخلاصة لرؤى المكونات السياسية المختلفة وعملية الاستماع للشهود والاطلاع على الوثائق الامر الذي اثار جدل مجددا حول ذلك التقرير .فكان ان اتفق كافة الاعضاء على أربع نقاط منها تمثلت في التالي : ضعف الدولة ومؤسساتها. ضعف التنمية الشاملة . التدخلات الخارجية . دخول أفكار أثرت بالتعايش التاريخي بين المذاهب الأساسية. في حين حدث تباين في وجهات النظر حول الاربع النقاط الاخرى مما ادى الى إقرار رئاسة واعضاء الفريق رفعها تلك النقاط الخلافية الى لجنة التوافق للفصل فيها . الأمر لم يتوافق عليه كثير من أعضاء الفريق بمختلف انتماءاتهم من منطلق أن الحل والتوافق لابد أن يكون من داخل قاعة قضية صعدة فهم من اُلقي على عاتقهم تلك المسئولية التاريخية كل تلك القناعات أرجعت مناقشة تلك النقاط الخلافية حول الجذور فكان لها أن تجد الحل بالفعل من أعضاء الفريق دون الرجوع للجنة التوافق، ليحقق الفريق إنجاز اخر وهو الخروج برؤية نهائية موحدة لجذور قضية صعدة شملت الاتفاق على النقاط الخلافية والتي كان الفريق قد رفعها للجنة التوافق. وقد احتوت الرؤية المشتركة لفريق صعدة على سبع نقاط محددة كجذور للقضية هي : ضعف الدولة ومؤسستها. ضعف التنمية الشاملة. التدخلات الخارجية. دخول أفكار أخلت بالتعايش التاريخي بين المذاهب الرئيسية في اليمن . اللعب بورقة التوازنات والإدارة بالأزمات. عدم مهنية وحيادية وسائل الاعلام. مشروع حسين بدر الدين الحوثي الفكري وما حصل على إثر إطلاق (الشعار والصرخة) من خلاف مع السلطة واعتقالات ووساطات لم تنجح وصولا إلى الحرب في يونيو 2004م". انتهت رحلة عمل فريق صعدة الاولى لينتقل الفريق إلى مناقشة خطته للمرحلة الثانية التي بدأها فعليا من خلال تشكيل لجنة لعملية النزول الميداني وتسليم المكونات السياسية الموجودة في الفريق لرؤاها للمحتوى التي لم يكن الوقت كافي لسماعها واثرائها بالنقاش والتلخيص من قبل رئاسة الفريق للخروج برؤية موحدة لمحتوى القضية ويكون بذلك قد قطع شوطاً كبيرا في قضية تحمل من التداخل والتعقيد الكثير.