ذكر تحقيق صحفي أن المسلسلات التى أنتجتها قطاعات الإنتاج الحكومية المصريه وتعرض على التليفزيون المصرى نفس لم تحقق نسب المشاهدة ، على خلاف المسلسلات التى تعرض على الفضائيات الخاصة وحققت نسبة مشاهدة عالية، . واشار التحقيق أن " بعض هذه المسلسلات لم يشعر بها أحد رغم أنها تحمل بصمة مؤلفين ومخرجين وممثلين كبار مثل محفوظ عبدالرحمن ومحمد فاضل ومجدى صابر وعزت العلايلى وفردوس عبدالحميد وفاروق الفيشاوى". وحاول تحقيق لموقع المصري اليوم الكشف عن أسباب ابتعاد الجمهور عن المسلسلات ذات التمويل الحكومى والتى تعرض على شاشة تليفزيون الدولة. الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن الذى يعرض مسلسله «أهل الهوى» على قناة نايل دراما قال: لست راضيا عن خروج المسلسل بهذا الشكل، والعمل لم يتم الإنفاق عليه جيدا ليخرج للمشاهدين بصورة لائقة، وكان من المفترض الاهتمام لأنه يؤرخ لحقبة زمنية مهمة فى تاريخ مصر تبدأ من 1917 وتنتهى فى 1923، ويتعرض لقصة حياة رموز الفن والثقافة فى ذلك العصر مثل بيرم التونسى وسيد درويش وسلامة موسى وغيرهم من عمالقة الكلمة واللحن، كما يتعرض العمل للحياة السياسية والاجتماعية أثناء ثورة 1919. وأعرب «محفوظ» عن استيائه الشديد من قطاع الإنتاج الذى أنتج المسلسل وقال: «ياريت يتقفل أحسن»، فأنا لن أتعامل مع التليفزيون المصرى مرة أخرى بسبب ضعف تسويق المسلسل الذى استمر تصويره عامين. وأكد المخرج الكبير محمد فاضل الذى يعرض له مسلسل «ربيع الغضب» أن ما يمر به التليفزيون حاليا أزمة مثل التى مرت بها مصر فى عصر الإخوان المسلمين، موضحا أن الإدارة العامة للتسويق التابعة للقطاع الاقتصادى هى من تتحمل المسؤولية، لأنها لا تسوق المسلسلات، وهو ما يتسبب فى أضرار أدبية ومادية للأعمال التى يتم إنتاجها. وأوضح أن القطاع الاقتصادى كان يستطيع الاستفادة من أسماء النجوم الكبار المشاركين فى تلك الأعمال إضافة إلى أسماء المؤلفين والمخرجين، لكنهم لم يفعلوا. وأضاف: التليفزيون استطاع تعويض بعض الخسائر بعرض مسلسل «ربيع الغضب» 3 مرات وفى مواعيد مختلفة على قناة نايل دراما، ومرة على القناة الأولى وأخرى على قناة النيل الثقافية، وأنا شخصيا فخور بتقديم أعمالى على شاشة التليفزيون المصرى لأنه بمثابة شهادة الجودة لأى عمل فنى، وأناشد المسؤولين فى ماسبيرو توحيد جهات الإنتاج والتسويق، لأن ذلك سيسهل الكثير من الأمور. اقرأ أيضًا مؤلفو «ميراث الريح» و«ربيع الغضب» و«أهل الهوى» يكشفون مفاجآت الحلقات المقبلة أمينة: أتمنى أن يحقق «أهل الهوى» و«مولد وصاحبه غايب» النجاح في رمضان انتهاء تصوير مسسلسل «أهل الهوى».. و«عبدالمجيد» يستكمل عمل «الشريعي» وقال الفنان كمال أبورية، الذى يعرض له مسلسل «كان ياما كان» على قناة نايل دراما: كل الأعمال التى ينتجها التليفزيون المصرى يتم دفنها داخل قنواته، فمسلسل «كان يا مكان» لم يتم تسويقه بشكل جيد ولم يحظ بالنجاح المتوقع لقلة خبرة القائمين على التسويق. وأضاف أبورية: النظام الروتينى المتوغل فى مؤسسات وزارة الإعلام يخنق أى مساحة للإبداع، فموظفوها يعملون فقط لتأدية وظيفتهم ولا يشغلهم نجاح العمل من عدمه، فاختيار نوعية العمل الذى يجذب الناس يعتبر فنا لا يتقنه مسؤولو شركة صوت القاهرة المنتجة للمسلسل، ولا يشغلهم سوى إنجاز نسبة معينة من ساعات العمل لكى يحصلوا على مكافأتهم الشهرية. وأكد أنه لن يتعامل مرة أخرى مع قطاعات الإنتاج الحكومى، إلا فى حالة الاستعانة بمتخصصين فى مجال الفن وأن تتعامل مع فريق العمل بضمير، موضحاً أن أغلب المسؤولين حاليا يفتقدون هذه المواصفات وليست لديهم قدرة على التسويق. وأوضح «أبورية» أن التليفزيون المصرى يحتاج لإعادة صياغة كاملة، مطالبا درية شرف الدين، وزيرة الإعلام، بمتابعة تفاصيل الأعمال التى ينتجها التلفزيون المصرى، خاصة أنه لم يحصل على نصف أجره عن المسلسل من شركة صوت القاهرة حتى الآن. من جانبه، قال محمد عبدالله رئيس القطاع الاقتصادى باتحاد الإذاعة والتليفزيون: الأعمال الجيدة تسوق نفسها وتحرص القنوات على شرائها، والتليفزيون المصرى لم يقصر فى تسويق أعماله التى تعرض على شاشته، حيث تم عرض هذه الأعمال للبيع للقنوات الفضائية ورفضوا شراءها لأنها لا تواكب العصر ولا تلبى احتياجات المشاهد، فكيف يحقق عمل بعيد عن ذوق الجمهور نجاحا جماهيريا؟. ووجه رئيس القطاع الاقتصادى رسالة إلى صناع الأعمال الدرامية التى تعرض على شاشة التليفزيون المصرى قائلا: قبل أن تلقوا باللوم على القطاع الاقتصادى والجهات الحكومية، عليكم أن تقدموا أعمالا جيدة تجذب المشاهدين وسوف تسوق نفسها، لكن الأعمال الرديئة تأخذ الكثير من المجهود دون جدوى. وأكد سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة أنه لا يتحمل مسؤولية تسويق المسلسلات لأن صوت القاهرة شركة منتجة وليست مسؤولة عن التسويق، موضحا أن الأعمال التى أنتجتها الشركة لا يوجد بها النجوم الشباب أصحاب الجماهيرية لأن الشركة مرتبطة بميزانية معينة لا تستطيع الخروج عنها مما يعوقها على الاتفاق مع النجوم. وقال «عباس»: المشكلة ليست فى التليفزيون المصرى لأنه يحقق نسبة مشاهدة عالية بدليل أن قناة نايل دراما تحتل المركز التاسع فى نسبة المشاهدة من بين 34 قناة، وللعلم أغلب العاملين فى مسلسلات شركة صوت القاهرة حصلوا على مستحقاته.