* الرئيسية * مقالات الخميس 13 نوفمبر 2025 11:58 م 23 جمادى أول 1447 ه عايش اليمنيون طوال أكثر من عقد، أعمال هي من الإرهاب الذي يلازم مليشيا الحوثي، ومن صميم سلوكياتها المشينة، التي طالت كل شيء، وهذا العمل هو انتهاك يطال المجال الديني في اليمن من هدم لدور العبادة، التي لها مكانتها وقداستها في النفوس، وامتهان القائمين عليها الوعاظ والأئمة؛ ومن داخل دُور العبادة تذيع فكرها ومعتقدها التي تريد قسره على مجتمع بأكمله. وشاهد المتابعون للشأن اليمني طول هذا السنوات، صوراً شتى للإجرام الحوثي، ناحية الدين والعقيدة الإسلامية الصافية، التي جعلتها المليشيا في مرمى سهامها، وضمن إطارها الحربي، كتحويل المساجد إلى ثكنات عسكرية ومراكز لتجنيد الأطفال وبث الفكر الإمامي السلالي، الذي يُخص لأسرة أو فرد امتيازًا في سلطة الدين والدنيا. ويكون وبال نيرانها بالجحيم الذي تنزله على مساجد ودور العلم والتربية، ممن هي على تضاد مع مشروعها وفكرها وخرافاتها. ورموز أعلام الدعوة والإرشاد الذين لهم باع طويل في محاربة معتقدات الإمامة الملقاة على عامة الشعب، وأسهموا في تعريف حقيقة الدين الاسلامي الذي يناقض كليًا قوام الإمامة. ففي عشرية سوداء ارتكبت مليشيا الحوثي الاجرامية، ضد المساجد وروادها ومعلمي القرآن الكريم والخطباء والأئمة، من الجرائم ما لم يكن يخطر على بال أحد من اليمنيين، فهذه المليشيا التي طفحت مطلع القرن الحالي من كهوف مران، كان المساجد في مرمى سهامها منذ ما قبل الحرب الأولى بصعدة، حيث حولت المساجد إلى منابر لبث الحقد والكراهية والخطاب العنصري الطافي المتطرف، ثم صعدت جرائها مع كل حرض تخوضها ضد اليمنيين انطلاقاً من الفكر الإمامي الذي يرى في كل ما يخالفه عدو. غريزة المليشيات في الخراب في أحدث تقرير حقوقي رسم صورة عن حال المساجد في اليمن، صدر في أغسطس الماضي، توصل إلى توثيق حديث بآلاف الانتهاكات الحوثية، فقد كشف عن 4896 اعتداء وجريمة ارُتكبت بحق رجال الدين ودور العبادة في مختلف المحافظات بين يناير 2015 حتى نهاية حزيران 2025. الانتهاكات الحوثية تفرعت بين القتل المباشر للأئمة والخطباء، وجرائم الإصابة الجسدية، وتفجير المساجد ودور القرآن، والاعتداء بالضرب على المصلين، واختطاف الأئمة والمصلين، والإخفاء القسري للائمة والخطباء، والتعذيب الجسدي والنفسي، وفرض خطباء من أتباعها، والإغلاق الكلي للمساجد وتحويلها إلى مركز للتعبئة الفكرية والطائفية وتفخيخ عقول الأطفال، والأخيرة يلاحظها عامة اليمنيين في المناسبات الدينية التي تُجير إلى مظاهر من السواد والغلو والتحريض على الآخرين. أما حالات القتل للخطباء والأئمة والدعاة والمصلين فقد بلغت 277، منها 72 حالة قتل نتيجة الاطلاق المباشر، و19 حالة قتل نتيجة القصف العشوائي و28 حالة قتل نتيجة استخدام القوة المفرطة والضرب، و19 حالة قتل نتيجة الطعن واستخدام السلاح الأبيض، بالإضافة إلى 178 حالة إصابة جسدية. بإجمالي الرصد الميداني للتقرير يشير إلى 791 حالة انتهاك تعرضت لها المساجد ودور العبادة في اليمن، منها 103 حالة تفجير وتفخيخ للمساجد ودور العبادة، و201 حالة قصف تعرض لها المساجد ودور العبادة، و52 حالة إحراق المساجد ودور العبادة، و341 حالة اقتحام ونهب وعبث بالمحتويات. وحسب التقرير فقد حولت المليشيا الحوثي 423 مسجداً الى ثكنات عسكرية يتناولون فيها القات، والشيشة والشمة والرقص، و219 مسجداً حولته المليشيات الحوثية الى مركز لغسل عقول الأطفال، و61 مسجداً الى غرفة عمليات لأعمالها الحربية، و394 حالة اغلاق مساجد، و1291 حالة فرض خطباء وأئمة، و467 حالة إغلاق مدارس لتحفيظ القرآن. إلى عام 2018 كانت الأرقام قد كشفت عن تفجير وقصف ونهب 750 مسجداً وخطف 150 من أئمة وخطباء في عدد من محافظاتاليمن، مبدؤها من أنقاض وحصار دماج 2013 حيث بدأ الخراب الحوثي سيععمم إلى كل منطقة في اليمن، واجبار آلاف من الأطفال والنساء والمسنين والشباب من أهالي دماج على الخروج القسري. في واقعة تشبه لما حدث للفلسطينيين قبل أزيد من 70 عاما، من دون نسيان ما لحق صعدة إبان حروبها الست حيث دشنت المليشيات بداياتها الجديدة داخل دور العبادة وقدحت نار الشرر. تقرير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات جاء بعنوان "غريزة المليشيات الحوثية في تفجير المساجد ودور القران وقتل رجال الدين" أوضح إلى تزايد انتهاكات مليشيات الحوثي بحق دور العبادة والمساجد في اليمن، يوماً بعد يوم دون مراعاة للدين والقوانين، آخرها ما حدث في جامع السنة بسعوان في العاصمة صنعاء، من اعتداء وبطش وتهجير ومصادرة للمسجد وتحويله إلى وكراً لبث الأفكار المنحرفة والتحريض على العنف، وتحويل مركز السلفيين في زراجة مديرية الحداء مدينة ذمار الى مركز للاعتقالات. ما حل بمسجد السنة في سعوان بصنعاء مؤخراً، لم يكن إلا حلقة في سلسلة من الإجرام الحوثيين ضد مساجد اليمنيين، ولعل أبرز ما يستحضره كل يمني، مع كل عدوان حوثي على مسجد ومركز تحفيظ قرآن، مشاهد الحصار والقصف والقتل والتهجير لأهالي دار الحديث بدماج في صعدة مطلع العام 2014، ومثلها العدوان على مركز كتاف. مشاهد قاسية انتجتها مسرة الإجرام ويستذكر اليمنيون المشاهد الإجرامية لمليشيا الحوثي منذ دماج وكتاف وعمران، حيث فخخت مليشيا الحوثي مساجد ومراكز تحفيظ قرآن ونسفتها من أساساتها، مرددة على انقضاها شعار الصرخة الخمينية. وجاءت جريمة حصار وقتل الشيخ السبعيني صالح حنتوس في منزله بأقاصي جبال ريمة، في يوليو الماضي، لتهز الضمير العربي وسخط الشارع اليمني، لجريمة حوثية استهدفت شيخ مسن يحفظ الطلاب القرآن في منزله. وتوثق التقارير الحقوقية ووسائل الاعلام اليمنية، الجريمة المروعة بقصف مسجد كوفل في مأرب أثناء صلاة الجمعة، مارس 2017، والتي راح ضحيته نحو 30 شخصاً ونحو 100 جريحاً، وهو واحد من عشرات المساجد التي قصفتها مليشيا الحوثي في عدن وتعز والحديدة والبيضاء. أما مشاهد تحول مساجد اليمنيين إلى مجالس رقص وقات، فقد مثلت ذروة استفزاز اليمنيين في عقيدتهم ومقدساتهم، التي تحتل مكانة رفيعة في نفوسهم، ثم تحويلها إلى منابر لبث خطاب الكراهية والعنف والعنصرية، وعلى رأسها خطاب زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، الذي تنصب الشاشات العملاقة داخل المساجد لبث هرطقاته، فيما يُمنع المصلون من أداء صلاة التراويح. إضافات حوثية وامتداد إمامي تستلهم مليشيات الحوثي من تاريخ الإمامة في اليمن كل الموبقات التي جلبها المشروع السلالي، وزادت عليها اللون المذهبي الإيراني في طقوسه ومعتقداته ومرجعياته، وتمحورها داخل معسكر الثورة الإيرانية وتصديرها، منذ ان خطّت الجماعة ظهورها عام 2004، وحربها الأولى مع الدولة وهي ملتحمة لما تسميه إيران بمحور المقاومة، وهو المحور المعادي للعروبة والإسلام الصافي، بينما لم يكن ذلك الا سعيًا لإعادة سلطة نظام الامامة البائس بتحجره وغطرسته الذي حَكَم باسم الدين وبه احتمى وأقفل الباب على اليمن، وانتزع حياة الناس ومعاشها، ومحو العقيدة الاسلامية المستقيمة، وقيم العدالة والمساواة وحب الأوطان بعمرانها وحفظ أمنها من خلال الاجتماع البشري. من يعاين الشاشة والصور في المناسبات الدينية وغيرها التي تُكثر منها الجماعة يلحظ ما لحق دور العباد من السواد المكفهر، والخطاب العنصري المهيج للنفوس وشحنها بالعداء والكراهية على اليمنيين في الداخل ممن هم مقاومين للإمامة وخرابها. ويرى اليمنيون أن أخطر ما في الأمر هو شرخ النسيج الاجتماعي من دائرة الأسرة إلى القبيلة الذي تسعى له الجماعة السلالية في سبيل توطيد مشروعها، وبذات العداء والكراهية توجه شطر من هذا العدوان منها على الجوار اليمني والمحيط العربي ككل، يذيعها من خلف الشاشات زعيم المليشيا، وتنشر ملازم وكتب خاصة بقاداتها ومنظّريها وعليها يمتحن المرتادين، مقابل طوي الموروث الفقهي للعلماء اليمنيين، وكل كتب السنة وموروثها الصافي، ولطمس ذلك يتم فرض الخطباء من أشد الكهنة السلاليين تطرفاً وتحريضاً على العنف والإرهاب واستفزاز الناس في عقيدتهم، يعتلونّها ويبررون لسلطة الإمام صاحب الحق الإلهي عن حروبه وسياسات الجوع والفقر، وقمع حريات الرأي السياسي، إلى تبخيس حقهم في الحاضر والمستقبل. وبرغم كل هذه الهجمة الحوثية الشرسة، على المساجد وروادها وعقيدة اليمنيين وهويتهم، يتجلى الرفض الشعبي الكبير، فالمساجد التي يتم مصادرتها واحلال عناصر الجماعة المليشياوية، تتحول إلى مساجد خاوية، كما تبرز مظاهر الاحتشاد الكبير وغير المسبوق في ليالي العشر الأواخر من رمضان، إلا تأكيد على رفض اليمنيين للمشروع الحوثي ونبذه، الأمر الذي يزيد سعار الحوثية فتصعد من عدوانها. 1. 2. 3. 4. 5. * اليمن * الاجرام الحوثي * الحوثيين * المساجد موضوعات متعلقة * توقيع اتفاقية بين البرنامج السعودي واليمن لإنشاء محطات كهرباء استراتيجية في عدن... * لقاء يمني فرنسي يناقش أمن الملاحة الدولية وخطط التعافي الاقتصادي * استبعاد "أيقونة مطار عدن" يشعل مواقع التواصل وتساؤلات الرأي العام * الوزير الزنداني يبحث مع اليابان التعاون في قضايا أمن البحر الاحمر * "قيادي جنوبي في قمة المناخ العالمية: حضور يمني جديد من بوابة الشباب... * الحوثيون يطالبون المبعوث الأممي بالإسراع في تنفيذ خارطة الطريق * الزينبيات... الذراع النسوي للإرهاب الحوثي * وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني يبحث تعزيز التعاون الثنائي بين اليمن والصين * قرارات نوعية للاتحاد اليمني لكرة القدم * السعودية تعلن القبض على خمسة أشخاص بينهم يمنيون .. والكشف عن تهمتهم * أجواء باردة تضرب 17 محافظة خلال الساعات القادمة وتحذيرات مهمة للمواطنين * أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025