يترقب الشارع اليمني، اليوم، ما ستؤول إليه مفاوضات ال"موفنبيك" التي تجرى برعاية أممية، لإنهاء أزمة "الفراغ الدستوري" الناجم عن استقالة الرئيس ورئيس الوزراء. ويسود القلق الشارع اليمني من أن تؤول الأوضاع من حوار الساسة إلى حوار البارود ولعلعة الرصاص، الذي لن يبني وطنا بقدر ما يوسع الهوة بين الفرقاء ويهدم المعبد على رؤوس الجميع. وفي هذا الصدد رصد "المشهد اليمني" عدد من مواقف متحاوري "موفنبيك" كمؤشر لما ستؤول إليه المفاوضات. يقول مستشار الرئيس المستقيل والقيادي في جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله"، صالح الصماد إن "الشعب اليمني سمضي في بناء مستقبله، موجها النصح للقوى الداخلية والخارجية باحترام أرادة الشعب بدلا من استخدام لغة "التهديد والعقاب". ويجري الحوثيون واحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام مفاوضات منذ اكثر من اسبوع في فندق "موفنبيك" بحضور مستشار الأمين العام للامم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر، للتوصل إلى حل ينهي أزمة "الفراغ الدستوري" الناجم عن تقديم الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح استقالتهما في 20 يناير الماضي، إلا أنه لم يتم التوصل إلى حل "حتى اللحظة". وأضاف الصماد في منشور على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" "الشعب اليمني شعب عظيم لا يستسيغ ان يبتزه اي قوة (...) لذلك ننصح كل القوی في الداخل والخارج ان يقفوا موقف الشعب بدلا من استخدام لغة التهديد والعقاب"، في إشارة إلى تهديد الاتحاد الأوربي بفرض حصار اقتصادي واعلامي على اليمن. وتابع الصماد "نؤكد مجددا ان الشعب اليمني سيمضي,في بناء مستقبله وسيمد يد الاخاء والتسامح والاحترام وحسن الجوار لكل من مد يد السلام والاحترام لهذا الشعب العزيز، كما نؤكد ان احترام الاعراف الدولية والاتفاقات الدولية التي تحترم الشعوب واستقلالها". من جانبه، قلل عضو ما يسمى "المجلس السياسي" لجماعة الحوثي حسين العزي، من حالة "القلق" التي تسود المجتمع نتيجة "الفراغ الدستوري، وكيفية ملئه. وقال إن "كل هذا العويل والقلق، وكل هذا الضجيج تجاه مسألة الفراغ السياسي القائم وكيف سيتم ملء هذا الفراغ إنما يعكس وبوضوح خطورة المستوى الذي وصلت اليه بعض القوى من انعدام الثقة في هذا الشعب العظيم ، وإدمان الإرتهان والضعف". وأضاف إن "أنصارالله لايعيشون هذه الحالة من القلق التي يعيشها البعض ربما لأنهم يولون شعبهم كل الثقة ويمحضونه كل الولاء". إلى ذلك نشر الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم سابقا) ياسر العواضي، تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال فيها "مطلع الاسبوع القادم"، في تلميح إلى تأجيل حسم قضية الفراغ الدستوري. من جانبه، أكد رئيس كتلة حزب التجمع اليمني للإصلاح البرلمانية زيد الشامي، أنه "لا مناص لليمنيين من حل مشكلاتهم بأنفسهم، وما تزال الفرصة سانحة لتنفيذ ما اتفقوا عليه". وقال "لا ينبغي الركون للرضا الأمريكي على ما قام به الحوثيون من استكمال الاستيلاء على السلطة والسيطرة على دار الرئاسة طالما أنهم سينفذون إرادة أمريكا في الحرب على القاعدة، وستكون مهمة الأممالمتحدة إخراج المشهد وإيجاد المبرر للإنقلاب على الدستور والقانون والتسوية السياسية، لكن ذلك لن يخدم الشعب اليمني، ولن يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة". وأشار إلى أن اليمن "تعيش ظروفاً معقدة بعد استقالة الحكومة ورئيس الجمهورية، والخروج على كل الاتفاقات التي تم التوقيع عليها سيؤدي إلى التشظي والمزيد من الانقسام والفوضىٰ". وقال الشامي إن "الرجوع إلى الحق أولىٰ من التمادي في الباطل، ومصلحة الشعب اليمني ليس في فرض هيمنة القوة والعنف، بل في الوئام والتعايش والتعاون بين جميع القوى السياسية من أجل الخروج من حالة الإنسداد التي أوصلنا إليها الإنقلاب على مؤسسات الدولة. وأشار إلى أن "رسائل الودّ التي تبعثها أمريكا اليوم للحوثيين يجب أن لا يطمئنوا لها، فمحاربة القاعدة ومحاولة استنساخ تجربة العراق وسوريا لا يعني أن شهر العسل سيدوم بينهما". وبين أن "الرئيس هادي وضع بيضه كاملاً في سلة أمريكا، وظن أن المجتمع الدولي لن يتخلى عنه، لكنهم تركوه عندما شعروا أنه فقد السلطة، وكذلك فعلوا مع الرئيس علي عبدالله صالح بعد خروجه من الحكم، ولن يترددوا أن يعيدوا نفس السلوك مع كل من يتعامل معهم".