تهم رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الاحد الاتحاد الاوروبي بشن "حملة قذرة" ضد تركيا بانتقاده الاعتقالات الاخيرة التي استهدفت معارضي الرئيس رجب طيب اردوغان. وندد داود اوغلو في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم في انقرة ببيان للاتحاد الاوروبي اعتبر انه يمثل "بداية حملة قذرة ضد حكومتنا". وقال ان الاتحاد الاوروبي يشن "حملة تشهير ضد حكومتنا وبلدنا".
وانتقد مسؤولون كبار في الاتحاد الاوروبي قبل اسبوع الحملات التي تشنها الشرطة التركية وتستهدف اساسا صحافيين معتبرين انها تتعارض مع "القيم الاوروبية" التي يفترض ان تحترمها تركيا التي تتطلع الى الانضمام للاتحاد الاوروبي.
كما شدد الاتحاد الاوروبي الثلاثاء اللهجة حيال تركيا التي اتهمها بالمساس بحرية الصحافة وذكرها بان تقدم مفاوضات انضمامها الى الاتحاد يتوقف على احترام القواعد الديموقراطية.
وشنت الشرطة التركية في 14 كانون الاول/ديسمبر حملة اعتقالات جديدة ضد انصار الداعية الاسلامي فتح الله كولن، عدو اردوغان الاول، مستهدفة خصوصا العاملين في وسائل الاعلام القريبة من غولن.
والجمعة وجه القضاء التركي تهمة الارهاب الى مدير تلفزيون سمانيولو المعارض هداية قره جا واصدر مذكرة اعتقال بحق كولن.
وعلق مراقبون أن تركيا لن تحظى بفرصة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على خلفية التعنت الواضح الذي تبديه أنقرة ومخالفة سياسات الاتحاد الأوروبي خاصة فيما يتعلق بالحريات العامة وبسط قيم الديمقراطية.
واكد هؤلاء ان الحكومة التركية تمارس سياسة قمعية تجاه معارضيها وتشهر سلاح المحاكمات والاعتقالات وكل أساليب الحكم الشمولي وهو ما يتنافى مع القيم والمبادئ التي تلزمها أوروبا حيال أعضاءها.
وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك فولكان بوزقر، إن بلاده لن تكترث في حال اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا خاطئًا بعدم ضمها إلى عضويته.
وأفاد بوزقر" أن استمرار مفاوضات العضوية بين بلاده والاتحاد الأوروبي كان دائمًا في مصلحة تركيا، وأنها ستحقق مكتسبات مع استمرار المفاوضات.
ولفت "بوزقر" إلى أن أوساطًا في الاتحاد الأوروبي أدلت في الآونة الأخيرة، وعلى الأخص الأسبوع الماضي، بتصريحات عديدة أفادت فيها بأن الصحافة لا تتمتع بالحرية في تركيا، موضحًا أن التصريحات المذكورة أتت دون إدراك القضية بشكل صحيح.
وقال اردوغان في خطاب القاه في اسطنبول وبثه التلفزيون "كنت اتابع هذه العملية من كثب بصفتي رئيسا لهذه البلاد. كل شيء قانوني ومطابق للاجراءات والاجراءات التي تتخذ حاليا مطابقة للقوانين ولا غبار عليها". واضاف ان "الشرطة والسلطة القضائية لا تكرران اخطاء الماضي".
ودافع اردوغان عن اعتقال الصحافيين باعتباره جزءا من التحقيق، وقال ان بعضا منهم كان يستخدم المهنة "قناعا" للتمويه على انشطة اخرى.
واستخدمت قوات الشرطة التركية السبت قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مظاهرة احتجاجية احد الاتحادات العمالية فى العاصمة انقرة ، واعتقلت نحو 100 من المشاركين فى التظاهرة ، طبقا لما أوردته صحيفة حرييت .
وقالت السلطات التركية ان المظاهرة غير مشروعة . ويسعى المشاركون فى المظاهرة من اتحاد خاص بالمدرسين للدفاع عن حقوق العمال والتعليم العلماني.
ومنذ عام 2000 عمل البرلمان التركي ليل نهار من أجل إقرار ما يلزم من إصلاحات دستورية وقانونية اشترطها الاتحاد الأوروبي في إطار ما يُسمى بمعايير كوبنهاغن السياسية.
ويخشى الكثير من الأتراك ان يكون حزب العدالة والتنمية الحاكم يسعى الى تحويل تركيا العلمانية تدريجيا نحو النظام الاسلامي المحافظ. هذه الدولة التي بنيت على المبادئ العلمانية البحتة منذ تأسيسها في العام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك.