قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت ان الدستور الجديد الذي يمنحه مزيدا من الصلاحيات لن يؤسس ل"ديكتاتورية" في البلاد. وصرح في محافظة كاناكالي الغربية "يقولون ان النظام الرئاسي سيجلب الديكتاتورية. هل هناك دكتاتورية في الولاياتالمتحدة او المكسيك او البرازيل"؟
واضاف "التغيير حتمي. وبناء تركيا الجديدة حتمي. ووضع دستور جديد حتمي. والنظام الرئاسي سيكون باذن الله حتميا".
ويرغب اردوغان الذي شارك في تاسيس حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي، والذي انتخب رئيسا في اب/اغسطس بعد اكثر من عقد في منصب رئيس الوزراء، في الحصول على صلاحيات تنفيذية رئاسية تشبه التي يتمتع بها الرئيس في النظام الاميركي.
ويرى مراقبون ان تزايد حدة الانتقادات على سياسة اردوغان دفع به الى محاولة تجميل صورته امام الراي العام، وهي خطوة تبين ان اردوغان اصبح يعيش حالة من العزلة الداخلية والخارجية.
واكد هؤلاء أن أردوغان يريد ان يظهر للناس انه ديمقراطي بالأقوال لا غير وانما الممارسات الحقيقية تبين ان النظام التركي دكتاتوري.
وكان الرئيس التركي قد اعتبر ان تركيا تتمتع بحرية الصحافة وهو اثار سخرية المتابعين الاتراك الذين اعتبروا ان اردوغان يستخف بعقول الشعب خاصة مع تنامي الملاحقات القضائية ضد الصحافيين.
ويواجه أكثر من 70 إعلاميا الملاحقة القضائية لتناولهم فضيحة الفساد التي تفجرت في ديسمبر/كانون الأول عام 2013 مع اعتقال رجال أعمال مقربين من أردوغان وأبناء عدد من الوزراء في حكومته.
وفاز اردوغان في اب/اغسطس الماضي باول انتخابات رئاسية تركية تجري بشكل مباشر.
ويتطلب اجراء اية تعديلات دستورية دعم اكثر من ثلثي اعضاء البرلمان المؤلف من 550 مقعدا او 367 مقعدا على الاقل.
ويسعى حزب العدالة والتنمية الذي يمتلك حاليا 312 مقعدا في البرلمان، الى زيادة عدد مقاعده في انتخابات 7 حزيران/يونيو.
وتتهم المعارضة اردوغان بان له توجهات ديكتاتورية. الا ان الرئيس قال السبت انه "اذا اراد الناس رئاسة تنفيذية، فامكانهم اختيار ذلك".
وقال الكاتب الأميركي مايكل شانك "إن الحكومة التي يقودها رئيس الجمهورية أردوغان لا تولي الأهمية لصيانة الحقوق، فهي التي تسجن الصحفيين وضباط الشرطة والمعلمين الذين يدعمون حركة الخدمة التي تستلهم فكرها من الإسلام، والذين يدعمون زعيم هذه الحركة فتح الله كولن".
كما نوه شانك إلى أن تركيا حققت كثيرا من النجاحات في مجال الديمقراطية والاقتصاد بقيادة أردوغان خلال السنوات العشر الأولى من حكمه، قائلا "إن الوصول إلى هذه المرحلة التي تمر بها تركيا الآن أمر مخجل. وقد ازدادت الممنوعات بعد فضيحة الفساد بحق أردوغان ومظاهرات حديقة جيزي.
واضاف "كانت تركيا تُعتبر من أقوى الاقتصادات ومن أكبر الشركاء التجاريين في العالم ومن أهم حلفاء الغرب في مباحثات الشرق الأوسط. لكن كل هذه الآمال قد آلت إلى الزوال".