يبدو أن الدعم القطري المستمر للمقاتلين المتشددين في سوريا لا يروق لواشنطن، وخاصة في ظل تنامي الجماعات المتشددة المرتبطة بالقاعدة كجبهة النصرة التي تشكل خطرا كبيرا على دول الجوار. وقالت مصادر مطّلعة لصحيفة "العرب" اللندنية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه رسالة تحذير شديدة لأمير قطر خلال لقائهما الثلاثاء الماضي طالبه فيها بوقف تمويل المتطرفين وحصر الدعم المسلح بالجيش الحر. وتشير بعض المصادر المطلعة إلى أن جبهة النصرة وبعض الجماعات السلفية المقاتلة بسوريا تتلقى دعما كبيرا من أنقرةوالدوحة، في وقت يحمل فيه النظام عدد من الدول المجاورة بالتورط في العنف المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين. وذكرت مصادر "العرب" أن الرئيس الاميركي طلب من وزير خارجيته جون كيري إطلاع ضيوفه القطريين على معلومات أميركية دقيقة تتناول عدم جدية الدوحة في دعم الجيش الحر ومحاولتها التحريض على اللواء سليم إدريس قائد الجيش الحر وعدم تسليمه أية أسلحة وتوجيهها الى جماعات مثل النصرة وغيرها من الجماعات المرتبطة بالقاعدة. وتواجه قطر انتقادات كبيرة في عدد من الدول العربية التي تتهمها بمحاولة زعزعة الاستقرار في العالم العربي عبر دعم الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة، لكن الدوحة تؤكد دوما أنها تحاول مساعدة الشعوب فقط ل"نيل حريتها". ويبدو أن دول الخليج أيضا بدأت تضيق ذرعا بالموقف القطري الذي سيجلب الكوارث للمنطقة كلها، حيث أكدت مصادر للصحيفة البريطانية أن السعودية مستاءة جدا من الموقف القطري وإنها انسحبت من اجتماع اسطنبول الأخير معبرة عن امتعاضها من التصرفات القطرية التي لم تعد تحتمل. وقال المصدر السعودي إن بلاده تركز حاليا على مساعدة المعارضة في جنوبسوريا، مشيرا إلى امتعاض المسؤولين السعوديين من فرض قطر لرئيس حكومة على المعارضة السورية دون التشاور معهم. وأكد وجود اتفاق سعودي أميركي وتسهيلات أردنية تتضمن معسكرات تدريب لضباط وأفراد منشقين من الجيش السوري يشكلون ضمانة داعمة لخلق تيار معتدل وواقعي من النخبة السورية يستطيع ضمان عدم وجود ارتدادات طائفية عنيفة بعد زوال حكم الأسد. وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم نفى مؤخرا تورط بلاده في النزاع السوري، مشيرا إلى أن هدفها يتلخص ب"مساعدة الشعب السوري في تحقيق رغباته وطموحاته".