انتقد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني المفهوم الإمبراطوري الذي يسعى لتشكيل قواعد جديدة للحياة السياسية بمختلف الوسائل المتاحة بما فيها الحرب التي تتجاوز فيها (القوة العظمى) جميع الإرادت الأخرى. وذكر (بري) في كلمة أمام مؤتمر الديمقراطية وحقوق الإنسان بصنعاء، ألقاها بالنيابة عنه الدكتور مروان فارس رئيس اللجنة النيابية لحقوق الإنسان أن القوة العظمى تريد (أن تصنع نمطاً في الحياة وتريد في الوقت ذاته أن تكون كل الأنماط الأخرى في الحياة ممتثلة له امتثالاً كاملاً) مستشهدا في ذلك بما اسماه الاعتداء على العراق" دون استئذان الإرادة الدولية، وعلى أساس "تغليب الثقافة التكنولوجية على جميع الثقافات الأخرى المتأسسة في التاريخ". كما دعا إلى (التمييز بين الحق في المقاومة الذي هو حق تعترف به الشرعية الدولية لحقوق الإنسان وقضية الإرهاب على مختلف مستوياته، إن كان إرهاباً للأفراد والمنظمات أو الدول". واتهم/ نبيه بري الولاياتالمتحدة بأنها (تحاول داخل معطيات الحروب أن تقدم نموذجاً جديداً للديمقراطية التي تدعو لها والتي بجوهرها مغايرة للديمقراطية التي تمارسها عندها) مضيفاً في مجرى حديثه الذرائع الأمريكية لاحتلال العراق بأن (الاحتلال يريد وضع شرعية خاصة به مختلفة مع أصول الشرعية المتوافق عليها دولياً) معتبراً ما جرى في العراق "احتلال خارج عن أطر الشرعية".. وأكد (بري) أن حريات الأفراد (لا يمكن لها أن تتحقق دون حريات الأمم التي هي شرط لا بد منه) داعماً رأيه بمخرجات الحرب على الإرهاب التي نعتها ب(المعركة التاريخية) التي تمارس من خلالها الولاياتالمتحدة (القهر على شعوب العالم)، مؤكداً (إن الإرهاب حالة مرفوضة)، وداعياً إلى (مقاتلة السلاح الذي يستعمل في الأعمال الإرهابية) والذي ما زالت تتسابق الى إنتاجه الدول الكبرى. وعلى الصعيد ذاته رفض رئيس مجلس النواب اللبناني (أن تكون الحرب في أفغانستان أو العراق أو فلسطين حروباً من أجل السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان) معتبراً إياها (حروب تقضي على الحرية والعدالة وجملة القيم التي تؤمن بها الإنسانية) منوهاً إلى أن ما عجزت (الهيئة الدولية عن تنفيذه تم تطبيقه بالمقاومة)ز وخلص في نهاية كلمته إلى حقيقة مفادها: (لا يمكن للحروب أن تصنع الديمقراطية، ولا يمكن للاستبداد أن يقر بحقوق الإنسان) وأن (مجرد التفكير بالأزمة يجب أن يكون مقدمة للخروج منها).