عاش قطاع غزة، أمس، والليلة قبل الماضية أعنف أيام المحرقة، وارتفع عدد الضحايا في اليوم العشرين إلى أكثر من 6200 شهيد وجريح، وصعّدت “إسرائيل" الاستهداف إذ اغتالت وزير الداخلية في الحكومة المقالة سعيد صيام وسحقت بمعيته نجله وشقيقه وسبعة آخرين في يوم تميّز أيضاً بقصف مقر الأونروا وإحراق مستودعات الغذاء والدواء، وقصف ثلاثة مستشفيات وبناية تضم عدداً كبيراً من وسائل الإعلام، واختزال طبيبين نرويجيين عائدين من القطاع ما شاهداه بالقول “صراخ وأشلاء ودماء إنه الجحيم"، فيما يستعد العرب لقمتين في الدوحة اليوم “بمن حضر" واقتصادية في الكويت الاثنين المقبل. واغتال الاحتلال في غارة جوية، أمس، القيادي البارز ووزير الداخلية في الحكومة المقالة سعيد صيام، ونجله محمد، وشقيقه إياد، وعدداً من أسرة شقيقه والجيران. وتوعد الجناح العسكري للحركة برد “سيكون بالأفعال وليس بالكلمات"، كما تعهد القيادي في الحركة محمد نزال في دمشق بأن الثمن سيكون باهظاً على الاحتلال. وكانت قوات الاحتلال تتقدم تحت جنح الظلام، ليل الأربعاء/ الخميس، سالكة الأراضي الزراعية المتاخمة للحدود الشرقية لمستعمرة “نتساريم" سابقاً، وبتغطية مكثفة من سلاح الجو والمدفعية، التي أطلقت صواريخها وقذائفها أمام القوات البرية لإبعاد المقاومين، وإفساح المجال لها للتقدم في العمق، وتحقيق إنجاز تظاهري. وأطلقت مدفعية العدو عشرات القذائف وقنابل الفوسفور الأبيض على الأبراج السكنية، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من الأبراج، وإصابة العشرات من السكان وبخاصة النساء والأطفال. واستمرّ القصف “الإسرائيلي" بشكل عنيف على منطقة تل الهوى، ما أدى الى إحراق مخازن تابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا" بالكامل. وأعرب أعضاء مجلس الأمن والعديد من العواصم عن استنكارهم لاستهداف الأونروا، بينما الصمت يخيم عليهم إزاء آلاف الشهداء والجرحى. ولم تكن المستشفيات في مأمن من استهداف قوات الاحتلال التي قصفت مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر ومستشفى الوفاء، كما قصفت بناية الشروق وسط غزة، وتضم عددا من مكاتب القنوات الفضائية ووكالات الأنباء والصحف. وواصلت فصائل المقاومة إطلاق الصواريخ التي سقط منها، في اليوم العشرين على مستعمرات وقواعد الاحتلال داخل فلسطينالمحتلة عام 48 ،25 صاروخاً أدت إلى إصابة 9 مستوطنين، بينهم ثلاثة جروحهم خطرة، وفقاً لأرقام العدو. وباتت القمة العربية الطارئة التي دعت إليها دولة قطر، على شفا حفرة من الانعقاد “بمن حضر" في ظل تراجع اليمن عن موافقتها على عقد القمة ما أعاد عدد الموافقين رسميا إلى 13 دولة، في حين يتطلب عقد القمة 15 موافقة عربية، واعلن دبلوماسي عربي أن توجهاً نحو عقد القمة الطارئة بمن حضر من الزعماء والقادة يمثل خياراً مرجحاً، بعدما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في وقت سابق الخيار نفسه، بينما واصلت الدوحة استعداداتها الحثيثة لعقد القمة في ظل وصول رؤساء وقادة سوريا ولبنان والجزائر وموريتانيا والسودان إلى العاصمة القطرية. وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجه خطابا إلى الأمة العربية، انتقد فيه آلية التعاطي مع ما يحدث في غزة، معلنا أن الدوحة بصدد تقديم اقتراحات للقمة الطارئة على رأسها سحب مبادرة السلام العربية، ووقف التطبيع بجميع أشكاله، وتأسيس صندوق لإعمار القطاع، تبرع بافتتاحه بربع مليار دولار، وقال الأمير في سياق انتقاده للوضع العربي، وما واجهته دعوته للقمة “ما إن يكتمل النصاب حتى ينقص، حسبي الله ونعم الوكيل"، مؤكدا أن شلال الدم في غزة يستدعي تخصيص قمة له، لا أن يناقش على هامش أخرى. في غضون ذلك، تواصلت التحضيرات للقمة الاقتصادية العربية في الكويت، حيث بدأ وزراء الخارجية العرب بالتوافد على العاصمة الكويتية، حيث يجتمعون اليوم تحضيرا للقمة التي تعقد الاثنين المقبل، وسط تأكيدات عربية وكويتية أن الملف الفلسطيني حاضر بقوة، وسيناقشه الزعماء العرب في قمتهم. وعلى صعيد المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، قفل المبعوث “الإسرائيلي" إلى القاهرة عاموس جلعاد عائداً، لإطلاع القيادة “الإسرائيلية" على فحوى ملاحظات حركة حماس عليها، التي أفادت تسريبات إعلامية بأن مسؤولي الاحتلال اعتبروها صعبة، فيما كانت “إسرائيل" أعلنت تفهمها للمبادرة. وفيما أعلن دبلوماسي مصري موافقة “إسرائيلية" على المبادرة، سارع الكيان إلى النفي، مكتفياً بالقول إن اجتماعا لحكومة الحرب المصغرة سيعقد للخروج بموقف منها. وفي المقابل شددت حركة حماس على لسان أكثر من مسؤول وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل أنها على ملاحظاتها وشروطها لوقف النار.