عاد النقاش بشأن سلاح حزب الله إلى الواجهة في الساحة السياسية اللبنانية بعد صدور نتائج الانتخابات التشريعية التي فاز فيها تحالف قوى 14 آذار ب71 مقعدا مقابل 57 مقعدا للمعارضة، أو ما يعرف بتحالف 8 آذار. وقد شهدت الساحة اللبنانية قبل الانتخابات، وخاصة قبل توقيع اتفاق الدوحة في 23 مايو/أيار 2008، صراعات اتسمت بالحدة وأدت إلى ما يعرف بأحداث السابع من مايو/أيار 2008، عندما اندلع صراع عسكري في منطقة بيروت الغربية، وكان سلاح حزب الله العامل الأساسي فيه. واتخذت الحكومة اللبنانية آنذاك -التي بقيت فيها قوى 14 آذار لوحدها عقب انسحاب ممثلي المعارضة منها- قرارا في الخامس من مايو/أيار 2008 بإزالة شبكة الهاتف الخاصة بحزب الله، بعد أن سبق ذلك جدل حاد بين المعارضة والموالاة في موضوع السلاح. خطوة استباقية وبرغم أن الحملة الانتخابية العنيفة تجنبت بشكل عام التطرق إلى موضوع سلاح حزب الله فإنه فور إعلان نتائج الانتخابات -وفي خطوة وصفت بالاستباقية- صرح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في مجلس النواب محمد رعد بأن سلاح المقاومة سلاح شرعي وأنه ليس محل نقاش، داعيا فريق الموالاة إلى اعتبار إسرائيل هي العدو. وبادر سعد الحريري زعيم تيار المستقبل إلى الرد على رعد مستغربا طرح الموضوع ومتعهدا "بالالتزام بالمقاومة، على أن تطرح الأمور على طاولة الحوار". وعلّق النائب عن تيار المستقبل مصطفى هاشم المرعبي على الموضوع بقوله إن "كل الأمور، بما فيها سلاح حزب الله متروكة لطاولة الحوار"، مضيفا أن رئيس تكتل المستقبل طلب رفع هذا الموضوع من التداول في الأروقة السياسية والإعلام. وأشار المرعبي في حديث للجزيرة نت إلى أن هذا الطرح "لا يتعارض مع تطبيق القرارات الدولية التي نتمسك بها، ولكن هناك سلاح مقاومة، ونحن اعتبرناه يحل بالحوار الداخلي بإستراتيجية دفاعية معينة ويخضع لقرار مجلس الوزراء". حوار هادئ ومن جهته يرى الباحث والكاتب جورج ناصيف، المقرب من قوى 14 آذار أن "كل الأمور ستحال إلى طاولة الحوار، ولن تكون هناك تشنجات بعد الآن، ولا مناخ تحديات، ولا سحب سلاح حزب الله". وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه "سيكون هناك حوار هادئ، وسط هدوء على الجبهة الإقليمية والدولية لبضع سنوات"، وأشار إلى أن القضية ستحل بالتدريج والتفاهم، "حيث تكون العلاقات الأميركية الإيرانية السورية قد خرجت من مرحلة الاحتقان". ويؤكد ناصيف أن "الجو مختلف عن السابق"، وأن "هناك توافقا سوريا سعوديا" سمح بإجراء الانتخابات. أما الباحث الإستراتيجي الدكتور أمين حطيط، المقرب من حزب الله، فقال للجزيرة نت إن "الانتخابات كانت استفتاء شعبيا ملتفا حول المقاومة، خصوصا في الجنوب والبقاع"، وأكد أن "الإرادة الشعبية هي التي تفرض موضوع السلاح، وليس قرارات فوقية خارجية أو إقليمية أو داخلية". وأوضح أن "طرح أميركا أو سواها لموضوع السلاح هو لإثارة الغبار السياسي لكي لا يستثمر حزب الله انتصاره، لأن جماهيره المعنية مباشرة بالخطر الصهيوني قالت كلمتها". طرح لا قيمة له ويرى حطيط أن سعد الحريري يمثل "فئة في الموالاة تعرف أن طرح سلاح المقاومة لن يكون له قيمة، بل يؤدي إلى اضطرابات داخلية تبدد انتصار هذه الفئة بينما تستعد لاستلام السلطة". وأضاف أن "هناك فئة لا تقبل بسلاح المقاومة لارتباطات خارجية، وأخرى تنتظر، ونحن نصدق الفئة الأولى ونتفهمها". كما تناول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الموضوع في كلمة وجهها للبنانيين عقب صدور نتائج الانتخابات، وقال "جرت انتخابات في لبنان في كل الدوائر في ظل وجود ترسانة للمقاومة لم تكن موجودة منذ العام 1982 ولم يحصل أي شيء، والناس انتخبت واقترعت ولا أحد ضغط أو فرض عليها