قالت أسوان شاهر سعد - رئيس مركز أسوان للدراسات والبحوث الاجتماعية والقانونية - ان مشروع دعم قضايا المرأة في أجندة الأحزاب السياسية في اليمن تتلخص فكرته في محاولة الاقتراب من احتياجات وتطلعات المرأة اليمنية من وجهة نظرها وتعزيز حضورها ضمن أجندة وخطط الأحزاب السياسية بصورة أفضل. وأضافت - في كلمة لها بورشة العمل الخاصة باستعراض نتائج دراسة ميدانية "علاقة المرأة بالأحزاب السياسية" التي عقدت اليوم بصنعاء بتنظيم من المركز بالتعاون مع الوقفية الوطنية للديمقراطية (إن، إي، دي) في إطار مشروع دعم قضايا المرأة في أجندة الأحزاب السياسية- إن الدراسة تعد هدية وسلاح لكل امرأة تطمح وتتطلع لتحسين وضعها وتأمل الاستفادة من مختلف الأدوات والقنوات المتاحة لانتزاع حقوقها من الأحزاب السياسية . مشيرة إلى أن المشروع يأتي على مرحلتين الأولى مناقشة مسودة الدراسة الميدانية التي نفذها المركز واستهدفت قيادات نسائية حزبية في السلطة والمعارضة وإعلامية وحقوقية وقانونية ومرشحات سابقات، فيما استهدفت المرحلة الثانية 500 امرأة كعينة عشوائية من أمانة العاصمة ومحافظات تعزوعدنوحضرموتوالحديدة عبر استبيان ميداني موسع. وأضافت ان الورشة هدفت إلى تعريف أكثر من (50) مشاركا ومشاركة من الجهات الحكومية والمنظمات المدنية والناشطين الحقوقيين وصحفيين وإعلاميين، بالعلاقة بين الأحزاب السياسية والمرأة اليمنية بنظرة شمولية في البيئة الاجتماعية الحاضنة، حاملة في تكوينها وتصورها خصائص تلك البيئة. من جانبه قال الدكتور/ عبد الباقي شمسان - أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء- إن الفجوة بين الأحزاب السياسية والمرأة تزداد اتساعا لأسباب تتعلق بتدني مستوى ثقة المرأة بنفسها وضعف وغياب آليات الاتصال المستمر بها من قبل الأحزاب. لافتا إلى أن الاهتمام بالمرأة يحتل مكانة متدنية في برامج الأحزاب فضلا عن ضعف تمثيلها في الهياكل الحزبية. وأشار الى حجم المشكلات التي تعاني منها المرأة في بيئة مجتمعية تقليدية تعيد إنتاج الأدوار الاجتماعية للإناث والذكور وتتوزع في مجال جغرافي يتناثر فيه السكان في 129 ألفا و 299 منطقة ريفية، ما يؤدي الى تدني مستوى الخدمات الأساسية فيها. وبين ان نسبة ثقة المرأة بمصداقية الأحزاب السياسية في تبني قضاياها تبلغ 6ر2 % إلى حد كبير، و12 % ثقة كبيرة، و38 % ثقة متوسطة ،و6 ر 23 % ضعيفة، و 18 % لا تثق بها أبدا باعتبارها مؤشرات سلبية تستدعي وضع إستراتيجية لإعادة جسور الثقة بين المرأة والأحزاب وقال: إن منظمات المجتمع المدني احتلت المرتبة الأولى من بين الجهات المدافعة عن المرأة وعن قضاياها ب(1819) درجة يليه الجهات المانحة ب(1707) درجة ثم حزب المؤتمر الشعبي العام ب(1391)، وأحزاب المشترك ب(1102)، ليأتي شيوخ القبائل في المرتبة الأخيرة بواقع ( 643) درجة. وعن أسباب إخفاق المرشحات في الانتخابات العامة النيابية والمحلية - قالت الدراسة - ان غياب تشجيع المجتمع لانخراط المرأة في الحياة السياسية والحزبية يعد السبب الأول يليه ثقافة المجتمع الذكورية، والنظرة الدونية ،ثم تعرض المرأة المرشحة للتشهير والتهديد من قبل الذكور أو المجتمع، ومحدودية دعم الأحزاب للمرأة المرشحة. وأكدت الدراسة على ضرورة وضع إستراتيجية توعوية وتدريبية تعيد رسم صورة المرأة لذاتها على مستوى الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام والتربية والتعليم بما يحدث في محصلته النهائية إحداث أثر تدريجي في مؤسسة التنشئة الأولى الأسرة. وأوصت الدراسة - التي أعدها الدكتور/ عبد الباقي شمسان وأجريت على عينه قوامها (500) امرأة من خمس محافظات هي : الأمانة ، عدن ، تعز، الحديدة ، حضرموت ، وشملت مختلف المستويات التعليمية والاجتماعية وكذا مجالات النشاط كربة بيت، موظفه ، صاحبة عمل حر، طالبة جامعية - بضرورة تبني قضايا المرأة في برامج الأحزاب والعمل على تحقيقها من خلال التشبيك والتنسيق ضمن مجموعة من الأحزاب والمنظمات المدنية . ودعت إلى تبنى ودعم منظمات المجتمع المدني زمام المبادرة بشأن تمكين المرأة من طرح أجندتها والدفاع عنها.