لستُ أدري لماذا هذا الحقد الدفين من بقايا نظام علي قارح على اليمن واليمنيين جميعاً والذي تجلى في هذا المشهد المأساوي المظلم من عقاب جماعي وقطع للضروريات وغير ذلك ناهيك عن استباحة الدماء والمحرمات والضرب الذي ظل منذ أكثر من شهر ونصف وما يزال على العديد من المناطق اليمنية خاصة زنجبار وأرحب وتعز، ولعل هذا الضرب والقصف المتواصل بمختلف أنواع الأسلحة لتلك المناطق إنما هو مكافأة من بقايا نظام علي قارح لها على رصيدها الإسلامي والذي منه أنَّ أبين ومنها زنجبار ورد فيها حديثٌ صحيح ونصه: (يخرج من عدنأبين اثنا عشر ألفاً يقاتلون في سبيل الله هم خيرٌ من بيني وبينهم). وأما أرحب فقد كان منها أول من لبى دعوته صلى الله عليه وسلم بأن يقوم بحمايته كيما يبلغ دعوة الله تعالى وهو (قيس بن مالك بن لائي الأرحبي الهمداني) رضي الله عنه وكما ثبت في الصحيح. وأما تعز والتي منها الجند والتي هي مربض ومهبط ومستقر معاذ بن جبل رضي الله عنه والذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليستقر فيها وليكون الرأس الأول للدعاة والعمال في عهده صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح. وأخص بالذكر مدينة تعز والتي منها منطقة الروضة التي أحالها المجرمون (العوبلي وقيران) وجنودهما إلى أحوال هي أسوأ مما صنعه أشقاؤهم يهود السبت في حربهم الأخيرة على غزة. وها أنا أكتب هذه المقالة تحت القصف الشديد بمختلف أنواع الأسلحة على حي الروضة السكني والتي أصبحت اليوم خراباً بلقعاً، وتشرد سكانها شذر مذر، وحين القصف قلتُ: لقد أحال أولئك المجرمون حي الروضة فأضحت حروفها كالتالي: (الراء: رصاص، والواو: ويلات، والضاد: ضرب، والهاء: هاون). هوان دماء اليمنيين: أيها اليمنيون: لقد هانت دماؤكم على الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلى الإتحاد الأوروبي وعلى منظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي) وعلى جامعة الدول العربية وعلى مجلس التعاون الخليجي باستثناء قطر، ولذلك لم ينبس كل أولئك ببنت شفه لما يحدث في بلادنا حالياً، بل إن من أولئك من يتآمر على الثورة وعلى اليمنيين ويعمل لإبقاء نظام علي قارح رغم أنوف اليمنيين، وهم في ذلك لا يرقبون في يمني إلاً ولا ذمة، ولا تهمهم إلا مصالحهم وحسب، ولتُهدر دماء اليمنيين سيولاً في سبيل مصالحهم. وإذا كانت دماء اليمنيين قد هانت على كل أولئك، لكنها عند الله تعالى لن تهون – إن شاء الله تعالى – وإن موعدنا الصبح، أليس الصبح بقريب؟