في موكب جنائزي تقدمته عدد من قيادات الأحزاب السياسية وبعض المحبين وأهالي الفقد شيع في العاصمة المصرية القاهرة يوم أمس جثمان المرحوم / محمد الصبري والذي وافته المنية بعد رحلة معاناة مع المرض. وعرف الأستاذ محمد الصبري بمواقفه الوطنية والشجاعة في عديد من المحطات والأزمات التي مرت بها اليمن، واستطاع بحنكة السياسي وطيب المعشر وحسن الخلق وسلامة الصدر من إقامة جسور علاقة طيبة مع الوسط السياسي والإعلامي الذي عبر عن حزنه على رحيل الصبري في هذا الظرف الحرج والحساس. لأكثر من عقد من الزمن كان محمد الصبري أحد قادة أحزاب اللقاء المشترك وصاحب حضور قوي وفاعل داخل هذا الكيان المعارض، وكان سياسي وصاحب رؤية ثاقبة كما يصفه زملاءه، ولهذا ليس غريباً أن يخيم الحزن على الوسط السياسي وأن تتحول شبكة التواصل إلى خيمة عزاء ومواساة برحيل الصبري الشخصية الوطنية والسياسية المعروفة التي كان لها أثرها في الحياة السياسية والحزبية. وعبر عدنان العديني نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح عن حزنه لرحيل المناضل محمد الصبري متذكرا ما وصفه بالزمن الجميل، وقال: "حين كان المشترك جسر عبورنا الجماعي كان محمد يحي الصبري صوته الذي اسمعنا معزوفة الحرية، اسس للوفاق والتوافق وساهم في مصالحة تاريخية نحن في امس الحاجة لها اليوم". من جهته أكد البرلماني علي عشال بأن محمد يحي الصبري كان سياسي من طراز فريد، ومثقف ثاقب الفكر والنظر، ومن القلائل الذي يستحقون لقب ( سياسيون عابرون للحزبيات). وأضاف عشال بأن محمد الصبري كان متواضعاً بدون تكلف، ومعتزاً بنفسه بدون مبالغة، جاداً مع لين ومرح في الطبع، ومهذباً حتى عندما يعبر عن انفعالاته، ليس في قلبه مكان للحقد والكراهية، يملأ الحب للآخرين عليه كل وجدانه ومشاعره، عفيف النفس، نظيف اليد، هو أقرب إلى زهد القديسين وبراءة الأطفال وشهامة الفرسان، مشيرا ً إلى أن الصبري رحل في زمن أشد ما نكون حاجة للرجال من امثاله. أما الكاتب نبيل البكيري فقال: "عرفت المناضل محمد الصبري باكراً على صفحات الصحف كاتبًا وسياسيا وباحثا، فعرفته بعدها على أرض الواقع ذلك الإنسان البسيط المتقد تواضعًا ونبلًا وحضورًا وزهدًا ومعرفة". وأشار البكيري إلى أن الصربي عرف في الندوات والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية، رجلا بهي الحضور لا تفارق الابتسامة محياه لحظة وفِي أحلك الظروف والمواقف. وأكد البكيري بأن الراحل محمد الصبري كان سياسيا بأفق وطني متجاوزًا لكل الحلقات الصغيرة في دائرة الوطن، كان كبيرا بحجم الوطن لا تستطيع تصنيفه سياسيا بسهولة، تتشابك علاقاته وصداقاته مع الجميع من مختلف التيارات والأحزاب، وكان عصي على التصنيف رغم انتمائه الناصري. وترحم حبيب العريقي على روح الفقيد الصبري قائلا: "فجعنا برحيل صاحب الابتسامة والمناضل الجسور الاستاذ محمد الصبري والتي فقدت الساحة الوطنية برحيله شخصية من الشخصيات النادرة التي يصعب تعويضها". وقال الصحفي مصطفى الصبري: "كان الأستاذ محمد الصبري انموذجا للسياسي والمثقف عاش رجلا دون ضغائن وصادقا محبا". وقال الصحفي خالد العلواني الصبري: "عرفت الأستاذ محمد الصبري عن قرب، وأجريت معه عدة حوارات صحفية، وكنت في كل حوار أجد لديه جديدا في الطرح والمضمون يلامس ملابسات المرحلة، يؤمن بأن الأحزاب أدوات للتنافس في حمل البرامج الخادمة للمجتمع، يحتفي بعلاقاته العابرة لحزبه، ويصطف في رحاب اليمن الكبير، ويسابق في حمل همومه وقضاياه، فرقتنا الأحداث الناسفة وظل موقفه الوطني حاضرا على الرغم من الغياب، واليوم غادر دنيانا مجللا بالحب والتقدير فرحمة الله عليك استاذ محمد الصبري وعزاؤنا أننا جميعا في صالة المغادرة منتظرون". وأكد الصحفي حمدي البكاري بأن الصبري كان سياسيا مختلفا.. منفتحاً على المختلف معه ومؤتلفا مع ذاته ومبادئه.. كان محلقا في فضاءات لاتعرف الصغائر.. كل منا يشعر أنه صديقه... كان متصالحاً مع نفسه ومتضامناً مع غيره.. نظيف اليد واللسان وعزيز النفس.. صبور ووقور لايشكو آلامه ولايغادر أحلامه رغم مرارة الواقع وكان مختلفاً ونبيلاً وصادقاً... وباعثاً دوماً للأمل .