قال المهندس عبد الله صعتر إنه من المستحيل على الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الجمع بين الحصانة والسياسية، مضيفاً : " إذا أراد ممارسة السياسة فيجب أولاً أن يتوجه إلى المحكمة لتحكم بينه وبين الشعب، أما إذا أراد الحصانة فليسكت وإلى الأبد ". وشدد صعتر على ضرورة إقالة كل من ثبت تورطه في جرائم قتل المتظاهرين السلميين وقصف الأحياء السكنية وقتل المدنيين، وعلى رأس هؤلاء أقارب الرئيس المخلوع من قيادة المؤسسة العسكرية والأمنية ، وإعادة هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
ودعا القيادي في اللقاء المشترك الحكومة إلى البدء بإعادة البناء والإعمار ، ومحاسبة الفاسدين على ما اقترفوه بحق الشعب خلال الفترة الماضية ، وإلى فرض سيادة الدولة على كل شبر في الوطن .
كما دعا صعتر الجماعات المسلحة إلى الكف عن رفع السلاح وسفك دماء الأبرياء ، وأن تتوجه لتعبر عن مواقفها بالطرق السلمية المعروفة. وترحم الشيخ صعتر على أرواح الشهداء، داعيا المولى عزوجل أن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى. وطالب صعتر في كلمته التي ألقاها خلال حفل تكريم شهداء خولان بساحة التغيير أمس، الحكومة بتوفير الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والجرحى، ومنحهم تأمين صحي كامل، وأن تكون لهم الأولوية في المنح والتوظيف والدراسة والترقية، وأن تصرف لهم مرتبات كافية ، وسكن لمن ليس لديهم سكن.
وأضاف بأن شهداء الثورة الشعبية السلمية قد أسقطوا بدمائهم مشاريع التوريث والتمديد والتأبيد ، " وقلعوا بأرواحهم عداد الرئاسة "، في سبيل الله وفي سبيل إنقاذ أمة من الفناء، وفتحوا أمام جميع اليمنيين باب الحرية والمستقبل لبناء دولة المؤسسات المدنية.
واصفاً إياهم بأنهم سادة الشهداء كونهم اختاروا طريق العزة لهم وللشعب جميعاً ، وأنهم أثبتوا أنهم أقوى من صواريخ " اسكود" التي تحيط بالعاصمة صنعاء ، وكذلك أقوى من جيوش ومعسكرات العائلة المحيطة بالعاصمة وكذلك أقوى من الأجهزة الأمنية داخل العاصمة.
وطالب صعتر الثوار بضرورة مواصلة ثورتهم السلمية حتى تتحقق كامل أهدافها، كما دعا من يثيرون الفوضى اليوم إلى الكف عن ذلك كونه يمثل إهانة لهم، وأنه لا بد من فتح صفحة جديدة.
وناشد أبناء خولان بأن يوحدوا صفوفهم وأن يقفوا في وجه كل من يريد العودة بالبلاد إلى الوراء ، وطالبهم بأن يقوموا بحل قضايا الثأر التي بينهم وأن يحلوا مشاكلهم وألا يحمل أحد منهم السلاح في وجه أخيه .
من جانبه تعهد الأستاذ عبد الله الشندقي رئيس ائتلاف الوحدة والسلام التابع لخولان بالسير على درب الشهداء الأبرار، كما تعهد بالوقوف جنباً إلى جنب مع أسر الشهداء حتى محاكمة القتلة وإعدامهم قصاصاً لدماء الشهداء الأبرار، مؤكداً في كلمته أن هذا حق كفله الله وكفلته جميع الشرائع والدساتير والقوانين السماوية والوضعية. وطالب الشندقي حكومة الوفاق ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي " بإسم أسر الشهداء وأبناء خولان كافة بضرورة الإسراع بإعادة هيكلة الجيش على أسس وطنية ، مؤكداً أن هذا هو مطلب الثورة والشهداء وأسر الشهداء ".
وفي كلمة أسر شهداء خولان تعهد عبد الله صالح الفقيه والد الشهيد مهيوب الفقيه بمواصلة السير على درب الشهداء حتى تتحقق كامل أهداف الثورة الشعبية السلمية.
وطالب بضرورة محاكمة القتلة وإقامة العدل ، وبناء الدولة المدنية ومحاكمة الفاسدين وإعادة أموال الشعب المنهوبة ، وكذا هيكلة الجيش ، وتحرير القوات المسلحة والأمن أيدي العائلة.
وفي ختام الاحتفالية التي أقيمت أمس السبت في ملتقى المنتديات بساحة التغيير بصنعاء تم تكريم أسر 14 شهيد من شهداء خولان الذين سقطوا في مختلف مراحل الثورة الشعبية السلمية بحضور عدد من مشائخ خولان ووجهاءها، وكذا بحضور عدد كبير من شباب الثورة بالإضافة إلى ممثلين عن أسر الشهداء وعدد من مراسلي وسائل الأعلام المرئية والمقروءة.