الرهوي يؤكد إطلاق برامج تنموية تهدف إلى تخفيض فاتورة الاستيراد    لملس يطّلع على سير العمل في مشروع المستشفى الجديد الجاري تنفيذه بدعم إماراتي    العدو الصهيوني يواصل هدم المنازل في مخيم نور شمس شرق طولكرم    مكافحة الفساد ووزارة النقل تناقشان مظاهر الاختلالات ومعالجاتها    الأمم المتحدة توجه نداء لجمع 1.42 مليار دولار لدعم البرامج الإنسانية باليمن    هيئة مكافحة الفساد تُحيي الذكرى السنوية للصرخة    الكيان يشكو تأثيرات الحصار اليمني خسائر بالمليارات    الوزير البكري يلتقي نائب ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)    فاجعة تهز إب.. وفاة 6 أشخاص من أسرة واحدة اختناقا داخل بئر مياه    سريع يعلن عن الاستهداف الثالث وافيخاي يجدد التحذير باخلاء الموانئ    الأسهم الأوروبية تسجيل استقرارا بعد الهدنة التجارية بين أمريكا والصين    من يصدق ان القاعدة والإخوان يخضعون لأمريكا بهذا الشكل    شركة الغاز بمأرب تدشن استبدال الاسطوانات التالفة تعزيزا لسلامة المواطنين    إتلاف كمية كبيرة من الذخائر والألغام غير المنفجرة في أبين    بروتوكول تعاون بين "المصرية الهندسية" والاتحاد المصرى للدارتس    تدشين أولى رحلات تفويج الحجاج جواً من مطار عدن الدولي    بلجيكا.. اكتشاف أنبوب مياه روماني فريد من نوعه    كريستيانو جونيور يكتب أول سطر من مسيرته الدولية    دخول تخفيضات الرسوم الجمركية الإضافية بين بكين وواشنطن حيز التنفيذ    الحوثي يلغم اليمن.. دلالات وأبعاد ضبط ثلاثة ملايين صاعق ومتفجرات بالبحر الأحمر    لتأخره في توصيل "الطلب".. قيادي حوثي يعتدي بعنف على عامل مطعم بإب    الجزائري ولد علي يصل المكلا    أجواء حارة في الصحاري والسهول    "بلو سكاي" التابعة ل "عبدالحافظ العليمي" تستولي على قطاع S2 عقلة شبوة (وثيقة)    من وادي عومران إلى وادي حضرموت.. مشروع جنوبي لتفكيك بؤر الإرهاب بالمنطقة    بعد زرع الفتنة والفرقة بين الأهل.. حضرموت نحو التدمير الذاتي    أبو عوذل: لا مجال للمزايدة على وطنية ونضال عبدالعزيز الشيخ    الفقيد صالح علي السعدي.. من الرعيل المؤسس لنادي شعب حضرموت    الرأسمالية المتهالكة تواجه أعمق أزماتها: هل ينقذها "عرّاب الصفقات" ترامب؟    مكتب زراعة الأمانة يكرم مركز الشهيد "هاني طومر" الصيفي ب200 شتلة من الأشجار المثمرة    فرنسا ردا على إسرائيل: لا أحد يملي علينا موقفنا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية    علماء روس يطورون طريقة للتنبؤ بالأمراض الوراثية والمناعية    الفريق الوطني يطالب بزيارة اممية لسجون المجرم "طارق عفاش"    الكلمةُ شرفٌ لا يُباع.. ومسؤولية لا تُزوَّر    النفط يتراجع من أعلى مستوى له في أسبوعين    إنتخاب اللاعب طه المحاقري رئيساً للجنة الرياضيين باللجنة الأولمبية اليمنية    مناقشة أوجه التعاون بين وزارة النفط والمركز الوطني للوثائق    وزير النقل يعلن جهوزية مطار صنعاء لاستقبال الرحلات    برعاية وزير الأوقاف.. وكالات الحج والعمرة تقيم اللقاء السنوي مع الحجاج في العاصمة عدن    مصر تستعيد 25 قطعة أثرية من واشنطن    حكيمي رابع مغربي يتوج بجائزة أفضل لاعب أفريقي بالدوري الفرنسي    البغدادي يكشف عن اخفاء قسري لمحامي في صنعاء ويطالب بالاسراع في كشف مصيره    كفى عبثًا!!    البعثات الطبية الصينية في وادي حضرموت    علماء يحققون اكتشافا مذهلا عن الأصول الحقيقية لليابانيين    ألونسو يطلب صفقات لترميم دفاع الريال    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تتضامن مع الصحفي عدنان الأعجم    تدشين دليل الخدمات المرورية في مركز الإصدار الآلي الموحد    "اليونيسيف" تطلق مبادرة للحد من نقص التغذية في اليمن    المناخ الثوري..        قراءة نقدية في كتاب موت الطفل في الشعر العربي المعاصر .. الخطاب والشعرية للدكتور منير فوزي    نساء عدن: صرخة وطن وسط صمت دولي مطبق.!    صبحكم الله بالخير وقبح الله حكومة (أملصوص)    أمريكا.. وَهْمٌ يَتَلَاشَى    مرض الفشل الكلوي (4)    شركات أمنية رافقت نساء المنظمات والشرعية يوم أمس    تسجيل 17,823 إصابة بالملاريا والأمراض الفيروسية في الحديدة منذ بداية 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوثي يلغم اليمن.. دلالات وأبعاد ضبط ثلاثة ملايين صاعق ومتفجرات بالبحر الأحمر
نشر في الصحوة نت يوم 14 - 05 - 2025

تمكنت قوات خفر السواحل في البحر الأحمر السبت الماضي، من إحباط واحدة من أخطر عمليات تهريب العتاد العسكري، حيث ضبطت شحنة ضخمة تحتوي على ثلاثة ملايين صاعق تفجير وأسلاك بطول 3600 كيلومتر وأجهزة اتصال فضائي ومعدات أخرى.
الشحنة التي كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي الإرهابية قادمة من سواحل جيبوتي، وكان من المقرر أن تصل إلى ميناء راس عيسى، والأهم أن عملية التهريب هذه على ضخامتها تكشف عن الوجه الحقيقي للمليشيا المدعومة من إيران، وتثير تساؤلات ملحة حول مستقبل الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة بأكملها في ظل وجود هذه المليشيا.
الوجه الآخر للشحنة
الشحنة هذه لا تمثل مجرد كمية من المعدات العسكرية تم ضبطها، بل مؤشرات واضحة الدلالة على خطة تصعيد شاملة يتهيأ لها الحوثيون، فالصواعق الكهربائية والأسلاك الخاصة بالتفجير تُعد من المكونات الأساسية لتصنيع الألغام والعبوات الناسفة والقوارب المفخخة والطائرات المسيرة الهجومية، وهي أدوات تدمير واسعة النطاق يُعرف الحوثيون باستخدامها في المناطق المدنية والمزارع والمدارس والطرقات والممرات المائية.
ووفقاً لتقارير حقوقية فإن الحوثيين قاموا بزرع أكثر من مليون لغم أرضي منذ بدء الحرب، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، والشحنة الأخيرة توحي بنية الجماعة الإرهابية لتوسيع هذا النهج بشكل كارثي ، في ظل غياب أي مؤشرات أو نوايا للتراجع أو الانخراط الجاد في مسار السلام.
إيران حاضرة والحوثي أداة
لا يمكن قراءة هذه التطورات بمعزل عن الدور الإيراني المتصاعد في المنطقة، فالميليشيا الحوثية باتت اليوم واحدة من أهم أدوات طهران في تنفيذ سياساتها التخريبية، خصوصاً في ظل التوترات المرتبطة ببرنامجها النووي وسعيها لتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة بعد خسارة نفوذها كلياً في سوريا وشبه كلي في لبنان وجزئياً في العراق.
ويبدو من خلال الشحنة أن إيران تدفع بالحوثيين نحو تعقيد المشهد العسكري والأمني في اليمن ومحيطه بغرض الحفاظ على أوراق ضغط إضافية توظفها في أي مفاوضات دولية تخصها، أما اليمن فسيبقى وفق الأجندة الإيرانية ساحة مفتوحة لدفع أثمان هذا الصراع، سياسياً وإنسانياً وأمنياً.
مستقبل مفخخ
تكشف الشحنة الأخيرة عن محاولة لتكريس واقع جديد في اليمن عنوانه: "بلد مفخخ بالكامل"، ليس بالألغام فقط بل بالفوضى والجهل والطائفية، فبعد أن تأكد للحوثيين استحالة إعادة مشروعهم الإمامي القائم على التمييز والسلالية، لجؤوا إلى استراتيجية الأرض المحروقة، وهدفها تدمير مقدرات الدولة وتهجير الكفاءات وتفخيخ العقول كما تفخخ الأرض.
التقارير الميدانية تظهر أن المليشيا لا تكتفي بزرع الألغام، بل تعمل على تغيير المناهج التعليمية ونشر خطاب كراهية طائفي وتجنيد الأطفال وتحويل المدارس إلى معسكرات تدريب في محاولة لإعادة صياغة الهوية اليمنية على مقاس "المرشد الإيراني".
يمكن قراءة الشحنة على أنها رسالة سياسية واضحة للداخل اليمني بأن المليشيا لا تنوي التراجع، بل ماضية في خيار الحرب والقتل والدمار، وللخارج أن جماعة الحوثي الإرهابية لازالت بندق مأجور جاهز للاستخدام كذراع إيرانية في باب المندب والبحر الأحمر، وبأن دورها في زراعة الفوضى في الإقليم لازال سارياً.
ورغم التطورات الخطيرة فلا تزال ردود الفعل الدولية ضعيفة، بل ويتهم مراقبون بعض القوى الدولية بأنها تتغاضى عن جرائم الحوثيين في سبيل مصالح آنية أو تفاهمات مع إيران، والأسوأ أن هذا الصمت يُفسّر من قبل المليشيا كضوء أخضر للاستمرار في مشروعها التدميري، وسيدفع نحو انفجار أكبر ستكون له تداعيات على الأمن الاقليمي والعالمي.
اليمنيون.. درع الصمود الأول
في المقابل ورغم كل المعاناة فإن اليمنيون يؤكدون في كل يوم ومع كل حدث أن مشروع الحوثي لن ينجح، وأنهم مستمرون في مقاومته مهما كانت التكاليف، فالذاكرة الجمعية لليمنيين ترفض العودة إلى عصور الإمامة، وترفض أن تتحول بلادهم إلى "ولاية خامسة" لإيران.
ضبط شحنة كهذه لا يجب أن ينظر إليه كحدث عابر بل هو مؤشر خطير على أن الارهابيين الحوثيين لا يمتلكون النية للسير في طريق السلام، بل يسعون لإعادة صياغة اليمن على مقاس النموذج الإيراني المرتكز على صناعة مليشيات بارعة في صناعة الفوضى في اليمن والمنطقة.
كل هذه الدلات تؤكد أن كبح هذه النوايا السيئة مسؤولية لا تقع على عاتق اليمنيين وحدهم، بل على المجتمع الاقليمي والدولي بأسره، وعلى الجميع أن يعي أن أمن البحر الأحمر واليمن والمنطقة والعالم بات على المحك أكثر من اي وقت مضى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.