التغني بالتاريخ ينبغي أن يكون حافزاً لنصنع حضارة كما صنع أجدادنا.. لذلك لم يكف مسئولينا أنهم أفسدوا الماضي والحاضر.. بل إنهم صدروا فسادهم للمستقبل.. فنحن لا نستطيع أن نضبط "لجنة امتحانات" فكيف نستطيع أن نضبط دولة مساحتها أكثر من نصف مليون كيلو متر مربع. لقد قتلوا أحلام صغارنا اغتالوا براءتهم شنقوا آمالهم على مقصلة الفوضى والعبثية والتهيمش.. من يجيب على تساؤلات ابنتي وهي المتفوقة دراسياً في كل مراحل التعليم تسألني وأتلعثم بالإجابة... لا أملك "ريشة الغفوري" ولا مداد "أنعم" ولا موهبة "محمود ياسين" كي أرد عليها. تسألني وكيف يميزون بين من هجر النوم عاماً كاملاً... وتنام والكتاب فوق عينيها.. وبين من ملأ ورقة إجابته غشاً.. بل إن مدرسين وموجهين شاركوا في عملية الغش.. إنهم يسرقون جهود 16 عاما من التعليم والإجتهاد والتفوق.. كيف يتمز (المصحح) بين مجهود ذاتي وبين من يسرق هذا المجهود من يجيب على هذه التساؤلات المريرة.. كيف تجد حقك في هذا البلد؟ إن الوطن الذي يصادر أحلام صغاره لوطن موبوء يئسنا من الحاضر فلماذا نصدر هذا اليأس إلى أطفال المستقبل ألا يكفي أننا جعلناهم في الجولات يسرحون شحاتين ويعودون مرهقين محطمين. كلما دخلت ملفاً وجدته أعلن من سابقه.. تدخل إلى ملف التعليم فنجد واقعاً مأساوياً.. تدخل إلى ملف الصحة فتجد الصحة محتاجة إلى بروفيسورات وجراحين كي يصلحوا حالها.. تدخل إلى ملف العدل فتبكي على عدل ضاع في أروقة المحاكم وتدخل.. وتدخل... متى يصلح الحال يا عباد الله؟؟، وأريد إجابة لتساؤلات إبنتي.