لقد كان لقرار مجلس الأمن بخصوص اليمن رسالة واضحة تبين أن الحق لابد أن ينتصر، لم تستطع إيران وحلفاؤها أن يفشلوا حق اليمن في مواجهة الظلم، لقد كان هذا انتصارا للمظلومين الذين سفكت دماؤهم ودمرت بيوتهم ونهبت أموالهم وأصابهم الرعب والخوف والجوع، لأن هناك دولة تريد إمبراطورية فارسية وعصابة من الجهلاء يريدون تحقيق أطماعهم على جماجم الناس، ورئيس سابق يريد إيصال ابنه ليحكم من خلف الستار للوصول للحكم بعد أن حكم ثلاث وثلاثين سنة، ولا يهمهم ما وصلت إليه البلاد وتمزيق الناس في بث الكراهية والحقد والفرقة وإتلاف المنطقة بما يخدم مصالح إسرائيل التي تريد أن تكون هي المتفوقة، وهاهم يقومون بالواجب نيابة عنها، وكان الواجب عليها أن تمنحهم نياشين على جهدهم وتوفير المال والسلاح عليها. وبعد أن قامت عاصفة الحزم التي كانت مفاجأة لإيران وعملائها، وكان يجب على إيران والحوثيين والرئيس صالح أن يدركوا أن المملكة لها مكانة قيادية عند المسلمين وقد رأوا أن قادة العالم الإسلامي وعلماءهم ورجالاتهم يتوجهون للمملكة، ولم تعلن أي دولة تحالفها معها أو تأييدها، هذه الرسالة لم تصل لقادة إيران لأن أبصارهم عميت وأضلت الطريق، والمضحك أن ظريف وروحاني يقدمان مبادرة تريد إعادة الأمور إلى الصفر وتتجاهل الآخرين، وتريد قمع وقتل الناس وفرض رأي واحد لا تستطيع إيران أن تخدع الناس مرة ثانية، ولو كانت صادقة لنصحت وضغطت على الحوثيين وعلى علي صالح للانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة واحترام الشرعية الدستورية، واحترام حسن الجوار، ولكن إيران تريد مشروع مصالحة لما قبل عاصفة الحزم، وكأن شيئا لم يكن من باب الهيمنة والاستكبار، ولكن اللعبة تغيرت، عبد الملك الحوثي ومن معه لم تنفعهم إيران واستخدمتهم واستخدمهم علي عبد الله صالح وانخدع الحوثي بمرتزقة محتالين أحبوا الشهرة والمال أمثال علي البخيتي وإخوانه محمد وحسين وعلي العماد ومحمد العماد وبقية الأبواق والحزب الاشتراكي الذي أراد الانتقام من الإصلاح وغيره. وأراد الانتقام من دول المنطقة، وفي الأخير وجد نفسه هاربا وشعاراته وتهديداته اللامسؤولة لم تجد نفعا، وكانت فقاعات وكسب عداء وكره الناس وشعاراته كانت زائفة وعاد الناس لتاريخ الماضي الظالم في عهد الأئمة وتدمير القرى وسفك الدماء والإرهاب المذهبي. خسر الحوثي ما كان سيكسبه لو قبل بالشراكة والاعتراف بالآخر وفق السلام والحوار والالتزام بالمبادئ الخليجية.وعلي عبد الله صالح انخدع بالشباب الطموحين المغامرين من أقربائه ومن الذين نافقوه لماله وأراد إيصال ابنه للسلطة، ولو أنه قبل بما اتفق عليه بالمبادرة الخليجية وتفرع للعمل الإنساني والعمل الخيري والإصلاح بين الناس لأحبه الناس. وكان يستطيع أن يقدم ابنه في انتخابات قادمة، ولكن انخدع بما جرى بمصر وليبيا وتونس وقدم الجيش لتدمير البلاد وحول الحرس الجمهوري إلى أداة لقمع وقتل مما حول البلاد إلى حرب أهلية وخسر علاقاته في المنطقة وتسبب في جعل اسمه واسم ابنه في البند السابع. لقد كانت حساباته خاطئة لأن سقوط عمران وصنعاء ودخول الجيش والحوثيين للحديدة وتعز وأبد أغراه وحلفاءه، وكانت لعبته خاسرة، ولذا نجد إيران لم تستطع أن تواجه تحالفا عربيا لم تتوقعه ولم تقدم جديدا لا بالدعم في ظل تفوق عاصفة الحزم وقوتها والدعم الشعبي والعربي والإسلامي لها وكذلك الدولي، ولذا فإن تصريحات وتهريج خامنئي وروحاني وغيرهما مجرد رسالة تطمين مجاملة للحوثيين ولعلي صالح، وهي لا تعني شيئا، فإيران تعرف جيداً مكانة المملكة لدى العالم الإسلامي والعالم، فهي مهبط الوحي والحرمين الشريفين، وهما مرقد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي صاحبة التضامن الإسلامي، وهي التي تقدم التنمية والخدمات الإنسانية، وهي أمل وقلب العالم الإسلامي، وهي مفتوحة للجاليات التي تدعم اقتصاد بلادها، وأولها اليمن بينما إيران لا تقدم للعالم الإسلامي شيئا خيريا أو إنسانيا أو اقتصاديا ولا دور لها في التضامن الإسلامي، بل العكس دمرت العراق وسوريا وتدمر اليمن وتثير الفتن في إفريقيا وآسيا مما أدى إلى قطع العلاقات معها. واستفزت المسلمين بنبش قبور الصحابة والأئمة بسوريا والعراق، إضافة إلى الاحتفال بأبي لؤلوة المجوسي قاتل عمر، وترسل الأسلحة وتدرب على الحروب وتعطي منح دراسية لدراسة الطائفية والترف والإرهاب ولبت الكراهية، بينما هناك منح دراسية تقدمها دول مجلس التعاون للتعليم والتنمية والبناء. ايران ومن معها لا يستطيعون أن يستمروا في الخداع، وكذلك حلفاؤها المؤقتون الذين تستخدمهم كجسر للوصول لأهدافها، لأن الأمور أصبحت مكشوفة، يعرف أهل اليمن أن دول مجلس التعاون هي التي تدعم اليمن من حيث التنمية والمشاريع وتتعامل مع الدولة وتصبر على تجاوزات من البعض حرصاً على الاستقرار، وكل ما في اليمن من أخوة لا هم لهم إلا المحبة والتعاون وجمع كلمة العرب وهم يرون أن اليمن جزء منهم ولا يفرضون عليها شيئا ولا يستخدمون العنف. وإيران لا تستطيع أن تدفع المرتبات والميزانية إلا لأتباعها حسب الحاجة، ولن تستطيع إيران أن تقدم الخدمات الطبية والتعليمية والمدارس والطرق، فهذا لا يعنيها، انكشفت أوراقها وسقطت أوراق التوت منذ الثورة السورية إلى اليمن، وفهم العالم الإسلامي أطماع إيران وعرف الناس أن فيلق القدس قد أخطأ الخارطة، فهو يقتل السوريين واليمنيينوالعراقيين ولم يصل ولن يصل إلى القدس حتى الفلسطينيين كشفوا اللعبة ودعاياتها مع الغرب لا تغدو نكتة وسخرية والعالم يرى اليوم الغزل والعلاقات القديمة سرا الجديدة علنا وأنه لا فرق بين الشاه والملالي ولكن الملالي أسوأ تطرفا، استخدموا الدين، والأيام ستثبت لإيران خطأها. وكذلك من وقعوا في فخها وآخرهم الحوثي الذي سار بعيداً وتهور واغتر وتكبر وتجبر، ومذابح وجرائم اليمن سوف تعرض على المحكمة الجنائية، وعلى العدل الإلهي، فالدماء والأعراض وما جرى لليمن وسوريا والعراق، ولن يهرب من عقوبة الله. *الشرق القطرية