قال الأستاذ عبد الوهاب الآنسي - الأمين العام للتجمع اليمنى لإصلاح - إن اتفاق فبراير الذي تم توقيعه بين الحزب الحاكم و أحزاب اللقاء لمشترك لم يكن كغيرة من الاتفاقات السابقة , فهذا الاتفاق قد تم تأصيله دستوريا " . مشيرا إلى أن هذا الاتفاق تم بموجبه إجراء تعديل دستوري تم على ضوءه التمديد لمجلس النواب الذي صار يستمد شرعيته من هذا الاتفاق. مضيفا: " وهذا ما جعل الحاكم يصفه بالخطأ الفادح". واعتبر الآنسي أن أي إجراءات تتم من قبل السلطة سواء أكان تعديل دستوري أو تشكيل لجنة للانتخابات دون توافق سياسي تعد إجراءات غير قانونية وغير شرعية. وأكد الآنسي فى ندوة أقيمت في مدينة تعز مساء أمس على هامش مهرجان المشترك وحضرها عدد من قيادات المشترك في تعز ولحج والضالع "أن المشترك سوف يمضى في طريق الحوار الوطني الشامل ، وأنه سيوسع من دائرة هذا الحوار حتى يشمل كل فئات المجتمع بإعتبارة الطريق الصحيح لحل مشاكل البلاد وأزماتها ، حتى نصل إلى عقد مؤتمر وطني يقول فيه الشعب كلمته". ونوه الآنسي إلى ضرورة " أن يخرج النضال السلمي من كونه انفعالا آنيا " إلى " التخطيط الاستراتيجي " لضمان الحصول على نتائج ولو بعد حين. وأوضح الأنسي أن المشترك يعمل على محورين أساسيين فى نضاله السلمي وهما " الابتعاد عن مربع العنف ، و الابتعاد عن الطائفية المناطقية ، التي قال أنه صار لها صدى واسع فى أوساط جيل الوحدة ، وكان للنظام الحاكم دورا كبير في غرسها لإغراض فاسدة. وعن دور الإعلام الرسمي قال أمين عام الإصلاح أن الحزب الحاكم قد سخر إمكانيات هائلة وانفق المليارات من أموال الدولة لكي يصفى خصومه السياسيين مبتعدا بذلك عن الرسالة الإعلامية الهادفة التي تخدم المجتمع ، مستشهدا على ذلك في تحويل الإعلام الرسمي لحدث رياضي كخليجي عشرين للاستهلاك السياسي ، وهو أمر مرفوض . ولفت إلى أن الإعلام الرسمي كان دائما يسرب الإشاعات حول الحوارات السابقة بغية إفشالها مزيفا بذلك الحقائق ومتجاوزا المهنية الإعلامية. وطالب الآنسى من جميع قيادة وقواعد اللقاء المشترك تحمل المسؤولية ، والاستمرار في الفعاليات السليمة ، موجها شكره لمحافظة تعز كونها دائما السباقة إلى ذلك . كما دعا الحراك الجنوبي إلى أن يحافظ على رصيده النضالي السلمي الذي اكتسبه طوال الفترة الماضية ، وأن ينخرط مع قوى الحوار الوطني للمساهمة في إخراج البلد من الأزمات. من جهته أشاد على اليزيدى الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بأبناء تعز وبدروهم التاريخي في النضال الوطني ، وقال إن هذه الفعاليات وهذا الزخم الجماهيري ليس بغريب على أبناء تعز فقد كان لهم الدور كبير في التاريخ النضال الوطني. وأنتقد اليزيدي ماوصفه ب " ممارسة الحاكم الوصاية على الشعب ، وعدم السماح لهم في التعبير عن آراءهم ". وعن لماذا الحوار الوطني قال اليزيدى: إنه جاء نتيجة لعجز السلطة وفشلها في إدارة البلاد وحل أزماتها ". ونوه إلى أن جهد المشترك في الحوار الوطني لم يذهب هدرا فقد جمع معه كل فئات المجتمع وأشار إلى أن الحاكم يريد تحويل الحوار إلى مجرد سلسلة من المسارات والصفقات والتفاوض لدخول الانتخابات بالكيفية التي يريدها هو، والتي تضمن له إعادة إنتاج نفسه من جديد. وأوضح اليزيدي بأن الانتخابات ليست أولوية لدى المشترك ، بل هي تأتى في آخر اهتماماته ، حيث يتقدمها وضع البلاد الخطير الذي صنعه الحاكم بسياساته المدمرة. ملفتا إلى أن هناك أجزاء واسعة من البلد لم يعد لدى الدولة وجود فيها ، متسائلا " هل يريدوا أن يقيموا انتخابات في أمانة العاصمة ومدينة تعز فقط ؟". وأختتم الأمين العام المساعد للتنظيم الناصري حديثه بالقول " إن رؤية المشترك للأوضاع برغم استيعابها لطيف سياسي واسع ، فانها لا تمانع من رؤى جديدة من تيارات مختلفة مادام أنها سوف تخدم الوطن".