دعا ناشطون حقوقيون ومعارضون سياسيون إلى توسيع رقعه الاحتجاجات السلمية, ورفع وتيرة حركتها بشكل أقوى لوقف وردع ما وصفوه "ظلم وطغيان" السلطات الحكومية. وأكد هؤلاء النشطاء أن ضعف مناعة المجتمع وترهل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية, أفسح المجال واسعا أمام الحكومة وأجهزتها الأمنية بمختلف تشكيلاتها إلى شن حملات اعتقالات واسعة النطاق بحق أناس على ذمه حرب صعده والحراك الجنوبي وقضايا الرأي والتعبير, والزج بهم في غياهب السجون بشكل مخالف للدستور والقانون. جاء ذلك في لقاء تضامني مع أهالي المعتقلين على ذمه حرب صعده, أقامته صباح اليوم بمقر الحزب الاشتراكي بصنعاء المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات. وتساءل الناشط الحقوقي علي الديلمي, الذي تتبنى منظمته حمله "المعتقلون أولا" عن أحوال مئات السجناء في سجون السلطة وأوضاعهم المأساوية, واستمرار بقاءهم رغم صدور عدد من التوجيهات بما فيها أوامر خطيه من رئيس الجمهورية. ولا توجد إحصاءات رسميه معلنه حول عدد السجناء سواء على ذمه حرب صعده أو الحراك الجنوبي, غير إن تقديرات منظمات حقوقيه غير دقيقه تشير إلى وجود آلاف من المعتقلين الذين امضوا فترات طويلة. وقالت علياء الوجيه في كلمه أهالي المعتقلين إن خمس سنوات من الاعتصامات والاحتجاجات والمطالبات المختلفة لم تجد أذانا صاغية لدى السلطة للإفراج عن أقاربهم من السجون. وتمنت علياء,وهي فتاه في العشرينات من العمر, أثناء مخاطبتها الحاضرين بنبره محبطه, من الوساطة القطرية أن تمارس الضغوط الممكنة على الحكومة بغيه إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين. وروت"فاطمة الفقيه", وهي زوجه المعتقل العزي صالح راجح, فصول مما شاهدته عن حال زوجها في السجن أثناء زيارتها له. وقالت أنها أنذهلت عندما رأته وعليه آثار اعتداء, مناشده الحكومة بمرارة بأن تسمح لها بزيارته بعد أن منعت من ذلك. واشتكى عبد اللطيف محمد, شقيق المعتقل إسحاق من تعرض أخوه للاعتداء من قبل عناصر القاعدة, وقال انه في آخر زيارة له قبل منعه رأى الدم على ملابس أخيه الذي اخبره أن أفراد الأمن اعتدوا عليه بالضرب عندما احضروا للقائه من بدروم الأمن السياسي الذي يقبع فيه. لكن جميله علي فاجأت الحضور بالقول انه لا يوجد لديها أي قريب معتقل, وإنما المعتقل الحقيقي هو الوطن على أيدي من وصفتهم"الفاسدين". ودعت للمطالبة بتحرير الأرض أولا حتى يتحرر الإنسان فيما بعد. وفي السياق ذاته, انتقد نقيب الصحفيين اليمنيين "الأسبق عبدالباري" بشده ضعف الأحزاب والمنظمات في الدفاع عن المعتقلين وقضايا الحريات. وقال طاهر إن هؤلاء المعتقلين يعاقبون وينكل بهم خارج إطار الدستور والقانون, والخطأ وفقا له ليس في الاعتقال, وإنما في ضعف الاحتجاج - حد تعبيره. وأكد طاهر على أننا أمام حكومة ظالمه ومستبدة تزيد بطشها بفعل ضعف قوتنا, وان الطريق الوحيد هو تقويه فعاليات الاحتجاج السلمي وتوسيع دائرته حتى يزول الظلم والطغيان. من جانبه, قال محمد صالح البخيتي, إن رئيس الجمهورية طلب الوساطة القطرية, ليس من اجل تنفيذ اتفاقيه الدوحة لوقف الحرب, وإنما لهدف سياسي ومادي, معبرا عن فقدان أمله في التعويل على أي وساطة للإفراج عن المعتقلين. وفي شأن جنوبي ذي صله, اعتبر القيادي الاشتراكي محمد غالب احمد, بقاء معتقلي حرب صعده داخل السجون دليل على عدم احترام الدولة للدستور والقانون والاتفاقات. وقال غالب, الذي يرأس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الاشتراكي اليمني, إن السلطة تعتقل الناس في الجنوب الذين يناضلون سلميا أو يكتبون مقالات في صحف, فيما تترك الذين يطالبون بالانفصال والقتلة يأكلوا ويخزنوا مع رجال الأمن طلقاء - حد قوله. وخلص هؤلاء إلى ضرورة توجيه مناشدات لرئيس الجمهورية والوساطة القطرية من اجل إطلاق سراح المعتقلين, فضلا عن تنظيم اعتصام سلمي يشارك فيه طيف واسع من المجتمع أمام جهاز الأمن السياسي لممارسه الضغط وتكوين رأي عام يدفع باتجاه التعجيل بالإفراج عنهم.