قال الباحث في الأمن القومي الإسرائيلي والمحاضر في جامعة ثل أبيب يوئيل جوجانسكي إن اليمن دولة فاشلة وإحدى أخطر الدول الفاشلة، وإسقاط النظام الحالي قد يفضي إلى نضال عنيف بين القبائل، الأمر الذي قد يترتب عليه إضرار بالمصالح الأمريكية – حد تعبيره. وأضاف جوجانسكي في مقال بعنوان "في اليمن: انهيار مرتقب خطر" نشره موقع "إسرائيل اليوم": إن إضعافا آخر لسلطة أجهزة الدولة في اليمن على ما يجري داخلها يجب أن يقلق من يريدون إيقاف تأثير إيران المتنامي في المنطقة. وأكد الباحث الإسرائيلي "إن الدولة العربية الأفقر والأكثر سكانا في شبه الجزيرة العربية هي قنبلة موقوتة متكتكة.. وليس السؤال هل سيسقط النظام بل متى". مشيرا إلى أن "إن العنف بين القبائل، والجريمة، والقرصنة في البحار، ونسبة شبان غير تناسبية، والجوع والأمراض" جزء فقط من التحديات التي تواجهها اليمن في الحياة اليومية. وأكد الباحث في جامعة تل أبيب بأن الوضع يقتضي إجراء إصلاح للحكم يتناول القضاء على الفساد، وتعزيز سلطة القانون، وفصل السلطات والرقابة المدنية على أجهزة الأمن وتقديما بطيئا ومن الداخل لمسارات الديمقراطية، وهي إجراءات لا تستطيع اليمن تحملها بغير مساعدة وضغط خارجيين. وإذا لم يحدث هذا فقد تنفد بعد خمس سنين احتياطيات النفط، ولن يكون في إمكان الحكومة آنذاك أن تزود سكانها الذين قد يضاعفون عددهم في العقد القادم، بالماء". نص المقال في اليمن: انهيار مرتقب خطر بقلم: يوئيل جوجانسكي*
تجابه صنعاء منذ زمن مطامح انفصالية في جنوب الدولة، وتمردا شيعيا بتأييد إيراني شمالها وتجابه القاعدة التي استغل نشطاؤها التضاريس ومشايعة القبائل لزيادة قوة قبضتها في الدولة. إن الدولة العربية الأفقر والأكثر سكانا في شبه الجزيرة العربية هي قنبلة موقوتة متكتكة. وليس السؤال هل سيسقط النظام بل متى. الى جانب زيادة ممكنة لنشاط القاعدة، ستكون الأمور تهديدا لا لنظم الحكم في الجزيرة العربية فحسب بل للجماعة الدولية وللولايات المتحدة أيضا.
إن العنف بين القبائل، والجريمة، والقرصنة في البحار، ونسبة شبان غير تناسبية، والجوع والامراض جزء فقط من التحديات التي تواجهها اليمن في الحياة اليومية. انها دولة فاشلة واحدى أخطر الدول الفاشلة. وإن سوءً آخر للوضع قد يفضي الى انحلال الدولة اليمنية والعودة الى العقلية القبلية – بوجود أقاليم منفصلة ذات حكم ذاتي مستقل كالصومال. إن انحلال اليمن قد يهدد ايضا حرية الملاحة في مضيق باب المندب (الذي يمر منه أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط كل يوم)، وأمن أكبر منتجة للنفط في العالم، أي السعودية، التي تقاسمها حدودا طويلة مخترقة في أكثرها.
إن إضعافا آخر لسلطة اجهزة الدولة على ما يجري داخلها يجب ان يقلق من يريدون ايقاف تأثير ايران المتنامي في المنطقة. إن ايران التي جعلت اليمن وساحات فاشلة اخرى هدفا لزيادة تأثيرها، قد تم اتهامها أكثر من مرة بتسليح المتمردين الشيعة التي تحاول صنعاء القضاء عليهم لترسل رسالة الى الانفصاليين في الجنوب بأنها مصممة على النضال من اجل سلامتها، تسلحهم بالوسائل القتالية والمساعدة المادية وتدريب الذراع العسكرية.
إن ايران – كما يمكن ان نرى بمرور سفينتيها الحربيتين من قناة السويس – تريد ان تزيد حضورها البحري في البحر الاحمر (وفي الرد ايضا على النشاط الاسرائيلي لمقاومة تهريب السلاح في المنطقة). لهذا تُقدم تأثيرها السياسي وتؤسس علاقات اقتصادية وعسكرية على نحو يُمكّنها من استغلالها بنشاط معادٍ لاسرائيل. ومن المؤكد ان ضعف السلطة في صنعاء لن يضر بها.
يقتضي الوضع اجراء اصلاح للحكم يتناول القضاء على الفساد، وتعزيز سلطة القانون، وفصل السلطات والرقابة المدنية على اجهزة الأمن وتقديما بطيئا ومن الداخل لمسارات الدمقرطة، وهي اجراءات لا تستطيع اليمن تحملها بغير مساعدة وضغط خارجيين. واذا لم يحدث هذا فقد تنفد بعد خمس سنين احتياطيات النفط. ولن يكون في امكان الحكومة آنذاك أن تزود سكانها الذين قد يضاعفون عددهم في العقد القادم، بالماء.
إن اسقاط النظام الحالي وهو الرباط السياسي الوحيد في الوقت الحالي قد يفضي – حتى بناء مؤسسات دولة تؤدي عملها – الى نضال عنيف بين القبائل، يضاف على مس آخر بالقاعدة الاقليمية ("المعتدلة") التي تؤسسها الولاياتالمتحدة في السنين الاخيرة وإضرار بمكافحة الارهاب العالمي وهي مكافحة كانت حكومة اليمن مشاركة فيها.
* باحث في معهد الامن القومي و محاضر في دراسات اللقب الثاني في الدبلوماسية في جامعة تل ابيب