رمضان للشباب اليمني لم يختلف عن غيره من شهور السنة فالنوم صديق الشاب حتى العصر والليل " تخزين" والنهار لمن استطاع إليه سبيلا . فالحال أصبح معكوس من شباب عاطل لعطلة شابة تبحث مأوى في وطن لا يتسع للجميع . فقط وسائل إعلام هزيله تعرض مسلسلات أكثر هزلا سواء المسلسلات العربية او اليمنية ، لم يعد هناك إنتاج فني يستحق الذكر بالمنطقة العربية بدليل اكتساح الدراما التركية القريبة من الخيال الروائي ناهيك من الدراما الكورية وغيرها ، بحقيقة الأمر لا يوجد دراما اكثر من واقع الشعب اليمني ، فقط دراما التذمر و حتى التذمر لم يعد المواطن يحترفه كالسابق فقد اصبحنا مستسلمين مثل الكلاب التي تملأ الشوارع دون ان تعلم من أين تقتات او تأكل بل على العكس اصبحنا نحسد هذه الكلاب لراحتها النفسية التي نبحث عنها في بيوتنا فلا كهرباء ولا فواتير ولا انتظار لأحزاب اللقاء المشترك كي تمارس دورها كأحزاب حاكمة . الوضع السياسي لليمن يعتمد على الفترة الانتقالية التي لم نعد ندرك كمواطنين مدى جديتها وماهي ضريبتها التي من المؤكد سيتحملها المواطن العادي ، الوضع الإقتصادي يحطنا في خانة الدول الأكثر فقرا وجوعا . وبين الهراء الذي تنشره وسائل الإعلام المحسوبة والهراء الذي نعيشه . هناك حقيقة وحيدة هي أننا دون دولة رغم كل التضحيات ، لم نشاهد المسلسلات الرمضانية كالمعتاد فما نعيشه عبارة عن مسلسل تتجدد سيناريوهات حلقاته بشكل يومي لكن دون مخرج يستحق وضع اسمه . هو كأس العالم الذي أثار بعض الحماس والإحباط بنفس الوقت فالكل يشجع منتخبه إلا اليمنيين فقد نسي الجميع أين المنتخب الوطني وهل ما زال وطني ام تم تجنيسه بأحد الدول الخليجية ، كأس العالم الذي يعرف بلعبة الفقراء لم يعد كذلك ففقراء اليمن غير أي فقراء فهمهم هي لقمة يسدوا بها جوعهم فقط.. وما يدعو للانفعال هو دولة قطر التي تركت دعمها للإخوان وعادت لتحتكر نقل كافة الدوريات والبطولات وجعلت من متعة مشاهدة الرياضة التي لم يتبقى لنا غير مشاهدتها بعد انهيار الرياضة في اليمن حكرا للقادرين على شراء كرت قنواتها.لم يبقى من رمضان الكثير لكن بقى من عامنا النصف كي نسعد لمفاجآت الدستور المنتظر والإنتخابات المزعومة .