العدو الصهيوني الغاصب يفعل ما يفعله بمباركة الرأسمالية المقيتة وتحت عين المجتمع الدولي الذي ينظر بصمت لما يجري في فلسطين، وفي ظل يأس الشعوب العربية من قاداتها الذين ينقادون بدورهم لأربابهم مطواعين لهم غير مخالفين ﻷوامرهم، مسلمين بأن لا حول ولا قوة لهم إلا بأسيادهم، معتقدين بأنهم على كل شيئ قدير، فسلمت الشعوب بأن مايحدث واقع مفروض، وأوت إلى ركن ضعيف، ركن العجز والعاجز، تنشد ربها بعقول لم تعد تدرك معنى المناجاة ومتطلبات الاستجابة ولا قوانين النصر وشروط التمكين، حتى أصبحت تدعوه بقلوب لم تعد توقن بالإجابة وألسنة تردد دون أدنى إرادة، ولم يعد للعز والشرف في قاموسهم إلا حروفا من المعنى خاوية ومن المحتوى فارغة، فصار منظر الدماء وتطاير الأشلاء أمراً اعتيادياً فألفوه، وأصبح هتك الأعراض وأسر النساء وقتل الأطفال مسلسلاً لا يثير فيهم غيرة ولا يحرك فيهم نخوة! حتى شوارع مدننا غابت عنها جموع الناس والمظاهرات الثائرة والمسيرات الحاشدة والشعارات المنددة والشاجبة!! ولقد تاهت الشعوب العربية بين عدو غاصب، وأنظمة ديكتاتورية ومستأجرة، ونخب عصبوية ورجال دين غلاة وسلطويين، فضاعت قضاياها فتحولت إلى ضحية تجلد ذاتها وتقتل بعضها. العدو الصهيوني المجرم يفعل ما يفعله ولا يتحرك إلا مثلث، السعودية وقطر وتركيا، هذا المثلث يقدم الدعم من فتات أمواله للشعب الفلسطيني، ويسبق بالخير الآخرين فيقدم المعونات ويقيم المستشفيات والمخيمات الطبية لعلاج الجرحى والمتضررين، ويتقدم الجميع وينافسهم بإعادة إعمار ما خلفته الحرب من دمار!! مثلث الشر يتباكى على الفلسطينيين وهم أكثر المباركين لما يحدث والمتواطئين مع العدو الصهيوني وما حرب غزة 2008-2009 عنا ببعيد حين راهنوا على اجتياحها والقضاء على المقاومة في أسبوع تقريباً!! مثلث الشر في المنطقة، السعودية وقطر وتركيا، جلبوا المقاتلين والمسلحين للقتال في ليبيا وسورياوالعراق، قدموا المساعدات والمعونات والأسلحة، سخروا البر والبحر والجو لضرب العراق وليبيا وسوريا، لكن مثلث الشر لم يقدم حتى طلقة رصاصة واحدة لإخواننا في فلسطين ولم يجلبوا مسلحا واحدا ليكون مجاهدا بحق، ولا داعشيا واحدا ليكون مسلما بحق!! مثلث الشر يعمل بالأمر، ووفق لعبة تبادل الأدوار، لإضعاف الدور العربي والنخوة العربية، يعمل بقوة لضرب جوهر الدين وإبراز القشور وإحياء كل ما من شأنه يثير الفتنة والاقتتال بين العرب وبعضهم!! مثلث الشر لا يريد مصراً قوية ولا عراقاً عتية ولاسوريا سيادية ولا ليبيا غنية ولا السودان اقتصادية ولا يمنا حرة أبية.... مثلث متخم بالثروة، ولا ترى لهم مشاريع تنموية ولا ترى لهم بقية من خير لجيرانهم وﻹخوانهم، فقط بالمال مسخوا الدين وقتلوا الهوية، بالمال شروا عقولا وأجساما فتية، فجعلوا بالمال النفس رخيصة وأصبح القتل لهم هوية، فيقتل الأخ أخاه مكبراً ومهللاً وللعدو متجاهلاً متناسياً متخاذلاً!! فيها ومنها صرخوا بأعلى صوتهم علماؤهم حيا على الجهاد في ليبيا وفي سوريا، لكن ألسنتهم تأبى الصراخ حين تكون الجريحة غزة، أفتوا جهاداً واجباً ومقدساً هناك وهل هناك جهاد أوجب وأقدس منه في غزة!! * غزة جريحة، غزة تنزف، لكنها لن تموت وستبقى العضو الحي في جسد الأمة.