كلما اشتدت حلقات الصراع الحزبي في صنعاء وعلى صنعاء تحت عناوين متعددة كلما تنفس بعض من أطراف الصراع بتحويل صراعهم الى عدن والجنوب وتحت مسميات عديدة وتحويل أنظار العالم نحو الإرهاب في الجنوب وخطورته على اليمن والإقليم والعالم في محاولة من تلك الأطراف الى التنفيس عن أزماتها ولممارسة المزيد من الضغوط على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي نحو تحقيق مصالحها الذاتية والحزبية وتأليب الجنوب واليمن على فخامته وهم يدركون الحقيقة ان الجنوب ليس قاعدة للإرهاب وان الإرهاب كلغة وأسلوب ليس من ثقافته الإرهاب وهو مستورد ، فالجنوب مجتمع مدني ويعشق النظام والقانون والسلام ، الجنوب مجتمع عاشق للتغيير والتقدم وعندما ذهب للوحدة كان يتطلع الى بناء يمن جديد ومتقدم يؤسس لوحدة عربية أساسها الحرية والعدالة والعيش الكريم تحت رأية دولة قوية أساسها النظام والقانون ولكن ليس كل الأماني تتحقق فقد تم طعن الوحدة والانقلاب عليها لصالح قوى كارهة للوحدة العربية والنظام والقانون وهذا باعتراف تلك القوى ومن ناصرها ودعمها بوعي او بدون وعي . وهناك من وصف الوضع في الجنوب بعد حرب 94م بالاستعمار وآخرين وصفوا الوضع بالاحتلال ولكن لا احد امتلك الشجاعة واعتذر او فكر بوضع الحلول للخروج من تلك الأوصاف والسبب ان الناس سرعان ما ينسون ولكنهم لا يدركون ان التاريخ لا ينسى وانه بسبب ذلك حدث الانقسام المجتمعي والنفسي . ومن هنا كان الهدف هو شيطنة الجنوب وللأسف ان هناك قوى وأحزاب يمنية وإقليمية بل ودولية تعي ذلك ولكنها تتجاهل ذلك عن تعمد وإصرار وان كانوا كما يقولون ضد الإرهاب ومع مكافحته فلماذا لا يعيدون ترتيب أوراقهم وسياساتهم من خلال اعادة دراسة تاريخ الوحدة وحل القضية الجنوبية وإشراك شعب الجنوب في مكافحة الإرهاب وإعادة مكونات الدولة التي كانت قايمة في الجنوب قبل الوحدة وإعادة تأهيلها لتشارك في مكافحة الإرهاب ونشر مفاهيم الدولة في كل الإمكان من اليمن حتى تتهيأ الظروف الطبيعية لوحدة عادلة أساسها دولة النظام والقانون ومن غير ذلك فلن تستقر اليمن ولن تتمكن من تحقيق أسس دولة حديثة تتسع لكل أبناء اليمن وليس سلطة ديكتاتورية تتصارع عليها قوى النفوذ والتخلف والإرهاب والفساد ويمكننا ان ندعوا كل الأطراف يمنية وإقليمية ودولية الى التساؤل مع أنفسهم ومع غيرهم عن ما تحقق من أهداف 26 سبتمبر 62م حتى الان في جانب تأسيس دولة النظام والقانون ولماذا فشلت محاولات بناء الدولة ومن يقف ضدها ولماذا؟ . ولماذا تم تدمير مكونات دولة الجنوب ولمصلحة من ؟ . عندما قلنا في العنوان عن شيطنة الجنوب لصالح صنعاء والمقصود هنا بقوى النفوذ والفساد وتجار الحروب والفتن والتطرف ثم انه ليس من العيب ان المرء يعتذر ويجتهد ويجاهد في سبيل تصحيح أخطاءه نحو فتح صفحة جديدة والتفكر بقدرة الله على فعل كل شيء وأين سيقفون يوم الحساب امام رب العباد وكيف سيبررون له أخطاءهم ؟ . واليوم وبعد ان تغيرت واقع وملامح المشهد السياسي اليمني بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م بقيادة أنصار الله فان شعب الجنوب يشعر ان ذلك النجاح قد أزاح عنهم جزء من الهموم والظلم الثقيلين واستبشروا خيراً في المتغير الجديد في المشهد اليمني وما تضمنته خطابات السيد عبدالملك الحوثي زعيم أنصار الله الاخيرة من إشارات للقضية الجنوبية على ان يتفهم السيد عبدالملك بطبيعة القضية ومطالب شعب الجنوب الذي كان صادقاً في توجهه الوحدوي وتم معاقبته بقسوة وانتقام واحتقار ومهانة بعد اربع سنوات من توجههم للوحدة في مايو 1990م والتي توجت بحرب ظالمة ويمكن ان نطلق عليها بالصليبية نتيجة استخدام الفتاوي الدينية ضدهم وكأنهم شعب كافر وجب محاربته وهتك عرضه وأرضه مما يستدعي من سماحة السيد عبدالملك اعادة النظر في واقع الجنوب بما يرضاه شعب الجنوب وبذلك تكون قد أعدت الحق لنصابه وفرجت عن همه وساعدته في تحقيق رغباته المشروعة والطبيعية وتحقيق السلام والأمن والطمأنينة لمنطقة الشعب العربي وللأمة الاسلامية والخروج من دايرة الاٍرهاب المصطنع باسم الاسلام والإسلام منه براء حتى بات الاٍرهاب صفة ملازمة لكل مسلم ووسيلة لابتزاز قوى الشر العالمية. ان الوقوف المتعنت والمتخلف لتطلعات الشعوب ليست من قيم الاسلام والحبيب المصطفى محمد ابن عبدالله خاتم الأنبياء وسيد الخلق الذي كان نصيراً للمظلومين والمقهورين في كل مكان واليوم لا نريد تكرار سياسة الماضي المدمرة والمتخلفة التي أثقلت من كاهل اليمن ودمرت كل شيء جميل فولدت الاحتفانات الفكرية والنفسية والمعنوية وكذلك الثقة بالغد وبالوحدة والعيش المشترك والوئام والسلام ، ولهذا فان الواجب الديني والإنساني والأخلاقي النظر لتطلعات شعب الجنوب وبما يحفظ كرامة الاسلام وشعوبه على ان يتم التوافق على كيفية تحقيق وحدة حقيقية وعادلة وقانونية تحفظ حقوق وتطلعات الجميع وبعد ان يتم قيام دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة لشعب اليمن شمالاً وجنوباً خاصةً ان شعب الجنوب تثقف وتربى وعاش في ظلال دولة النظام والقانون التي تم القضاء عليها بعد الوحدة مباشرةً وكأنه لا يحق لهم ان يواصلوا مسيرتهم وحياتهم في ظل دولة عادلة وحقيقية ، ومن هنا فانه ووفقاً للمتغير الجديد نبتهل الى الله خالق الكون بما فيه اولاً وثانياً وندعوا الله من السيد عبدالملك الحوثي ان يتفهم لتطلعات شعب الجنوب بدلاً من دعوة الخارج بإنصافهم وتحقيق عدالتهم وتكون بداية مؤلمة للتدخل الخارجي المكشر بأنيابه نحو منطقتنا بينما نحن نرفض قبول بعضنا بعض والتفهم لتطلعات شعوبنا ويكفي العبث بحياة الانسان اليمني . وتلك مناشدة صادقة من مواطن مسلم وعربي مكلوم من ضياع وطنه وحقوقه الطبيعية ونتمنى من السيد عبدالملك ومن يتطلع للتغيير والتقدم والنماء التفهم والتفكر العميق لتطلعات شعب الجنوب الذي انتمي اليه بكل جوارحي . "الامناء"