قبل بضعة سنوات وفي يوم جمعة كنت جالساً وإذا برجل يأتي ويضع امامي على الطاولة قرص كمبيوتر (سيدي) وقال بالحرف الواحد: رجاءً تشاهده. ثم انصرف بسرعة. في البداية أرتب وتأملت في القرص ومن ثم قارنته من حيث السماكة بالأقراص التي عندي؛ خوفاً من أن يكون محشواً بمادة متفجرة ووو الخ. ثم ادرجته في محرك الاقراص؛ لمشاهدته. وجدت فيه في مقدمة العرض عبارة عن فلاش بعنوان جرائم الصالح- طبعاً قبل ما يعفشه الثوار وقبل ما يحمير نفسه مؤخراً- المهم استمريت بالمشاهدة إلى أن رأيت حشداً من الجماهير في مكان عام.... وسمعت صوت رجلاً يحاضر فيهم.... لم أتحقق من هويته إلا عندما قرّبت الكاميراً منه فوجدت بأنه السيد حسين بدر الدين الحوثي. تلفت يسرة ويمنة وأخرجت القرص من الجهاز بلمح البصر! كون النظام آنذاك كان يخوض حروباً مع الحوثي، وبنفس الوقت تذكرت قضية الأستاذ المدرس بمدرسة خالد بن الوليد الذي كان له أراء تختلف عما يريده النظام، فاتهم بأنه مرتداً، لكنه أثبت بأنه ينطق الشهادتين، فاتهموه بالحوثية التي كانت جريمة يعاقب عليها. اليوم وأنا أتصفح مواقع الانترنت أقرأ أن المؤتمر الشعبي يسعى لإعلان تحالفه مع جماعة أنصار الله، أو يسعى أنصار الله للتحالف مع المؤتمر. المهم من هذا كله أدركت بأن الألقاب والمسميات في عالم السياسية تلعب دوراً كبيراً، وأدركت بأن الحروب الستة التي ارهقت ميزانية دولة وأهرقت دماء وأزهقت انفس كانت بين الصالح والحوثي! أما الحميري وأنصار الله فهم أصدقاء حريصون على اليمن أرضاً وأنساناً.