لعبة الصراع في اليمن لا يعني انها لعبة بمعنى الكلمة لكنها تبدو شبية بذلك , فالازمة منذ بداية 2011م هي نفسها لم تتغير فالصراع بين اخوان اليمن وباقي الطوائف ان لم نقل انها منذ صيف94م فالنزعة الدينية التي تمتلكها هذه الطائفة هي من ترسم الازمة او تحلها في نفس الحال , لا غريب فالقاعدة لدى الاخوان على مستوى الوطن العربي تمثل ورقة لا يمكن تجاهلها ومن المعيب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا غض الطرف عنها او تجاهلها, فما يحدث في اليمن هو وليد تراكم ازمات وليس ازمة الربيع العربي التي ظهرت كموجة عارمة رسمت اولى ملامح الشرق الاوسط الجديد ,فالوحدة تحولت من منجز الى ازمة ومن تشارك الى تسلط سياسي وبعدها توالت الازمات ليس فقط بين المؤتمر الشعبي العام والفصائل الاخرى بل كانت بين احزاب المعارضة نفسها حيث مثل الاتجاه الفكري والعقائدي حبل نقيض بين الفرقاء في المعارضة نفسها . لكن اليوم نعيش على اثر تلك الازمات السابقة حتى على المستوى الخارجي سواء مع المملكة التي لم تالو جهدا في تغذية الصراع القبلي الحكومي او السياسي او الاقتصادي سواء على المستوى الشعبي او الرسمي حتى جاءت ازمة 2011م والذي تعذر اليمنيون ايجاد حل بأنفسهم وارتهن الجميع للمملكة وهنا بدأت بنك الاهداف تظهر لدى المملكة وفتح السجل للتصفية الحسابات واضطرت المملكة لابقاء علي عبدالله صالح في حلقة الصراع وذلك لسببين:- ادراك المملكة بان الرئيس السابق ورقة لا يمكن تجاهلها او تحييدها في عملية الصراع وبهذا يمكن تحقق شيئا في عملية توازن القوى وبقاء الصراع في اليمن والسبب الثاني كل بنود بنك الاهداف لدى المملكة يمكن ان تكون تخص الرئيس السابق وهذا ما يعني ان الصراع سينتهي مجرد خروج الاخير من الصراع وهنا لن تستطيع السعودية او غيرها اللعب باي ورقة او التحكم في اطراف الصراع. البعد الخارجي تظهر اليوم القوى المتناقضة على الزعامة في الساحة اليمنيةفالامارات التي تحارب الاخوان وتحد من تواجدهم بعكس توجه المملكة الى دعمهم في اليمن او على الاقل استخدامهم كاداة, فيما تختفي قطر نسبيا في اللعبة في اليمن بمجرد تدخل السعودية في اللعبة فيما بقيت الكويت ضمن منظومة السعودية لقوى التحالف, الا ان الاوراق سواء اتفقت في اليمن فان المحتوى متناقض فقد اختارت الامارات عملية السهم الذهبي لعدن لارتباط الميناء واعتبارات اقتصادية, ومن الواضح ان عدن لم تسلم بعملية نوعية او معركة كاملة الاركان فمن القول انها سلمت بعملية اتفاق ضمنية على اقل تقدير ان لم تكن صفقة ستعرف خباياها ولو بعد حين. الحرب في اليمن ليس في العراق او سوريا فتلك الحروب لها جذور ربما اكثر عمقا سواء كانت طائفيا او عرقيا اضفت عليها السياسةبشيء من التضليل لكن في اليمن مهما بلغت حدتها فان النزعة الطائفية فهي وليدة اللحظة وربما لا تتعدى عقد من الزمن ولا تتعدى جيل بحاله وهذا ما سيجعلها تضعف وكذا عزوف اكثر اليمنيين عن الصراع الطائفي وهنا ستكون الورقة مجرد دفعة للصراع وليس غاية او هدف, وفي الجانب الاخر تسعى الدول الكبرى لتحقيق المصالحالاستراتيجية اما عبر هدر اموال الخليج واستزاف المخزون الحربي من السلاح وشراء المزيد بالإضافة الى تدمير بنية الجيش اليمني في نفس الوقت وبذلك ايجاد الشرخ بين الجيوش العربية وهي على يقين بان اكبر داعم لامن السعودية فيما تعرضت لاي حرب او اعتداء هو الجيش اليمني كما حصل في العراق اثنايء حربها على ايران وبهذا تضمن امرين الامر الاول تحويل اتجاه العداء عن اسرائيل والامر الثاني ضمان الشراء للاسلحة وادامة الشرخ في المجتمع العربي لسيناريو قادم قد نعيش مع ذلك عقد من الزمن لتبداء اول مراحله. في اليمن سينتهي المد الايراني ان وجد سيتنهي التدخل السعودي ستنتهي الفروقات الطائفية ربما في وقتا لا ندركه لان هناك روابط اخرى ستظهر في الوقت المناسب, لكن ما الامر الان وما هي السبل لاخراج البلاد من الازمة هل تواجد الكل ام ابعاد الكل والامر متروك لاولي الحكمة من الساسة .