عجز الأمم المتحدة في قضية محمد قحطان.. وصفة فشل لاتفاق السلام    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل.. إن بي سي: الإعلان عن وفاة الرئيس الإيراني وعدد من المسؤولين بسقوط المروحية خلال ساعات    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    - البرلماني حاشد يتحدث عن قطع جوازه في نصف ساعة وحرارة استقبال النائب العزي وسيارة الوزير هشام    قيادات الدولة تُعزي رئيس برلمانية الإصلاح النائب عبدالرزاق الهجري في وفاة والده    تعز.. وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن من سجون المليشيا    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد المتوكل : الخارج يمتلك حق القوامة على اليمن لإنفاقه عليها
نشر في التغيير يوم 06 - 03 - 2010

اكد د.محمد المتوكل –الأمين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية- , أن الاهتمام الدولي في اليمن يأتي خوفا من أن تتحول اليمن الى مركز للقاعدة خاصة بعد حادثة النيجيري عمر فاروق والذي قال ان الهدف منه هو ما كشف عنه مؤتمر لندن الذي دعا العالم لكي يشهدهم على أن اليمن مؤهلة لأن تغدو دولة فاشلة، ومحتمل أن تقع تحت هيمنة القاعدة لتصبح "يمنستان" مثلها مثل أفغانستان ووزيرستان، وغيرها .. وأكد المتوكل في حوار مع صحيفة "الناس " أن إجراءات اخرى كانت سوف تتخذ عقب هذا الإشهاد الدولي بفشل اليمن وذلك لحماية مصالحهم ويشهد العالم على التدخل الخارجي إلا ان ذلك لم يتم نتيجة لتدخل السعودية لدى الخارج وطرحها فكرة إعطاء النظام اليمني فرصة أخيره لإصلاح وضعة وذلك من خلال ماطرح في لقاء مؤتمر لندن .
وأوضح المتوكل ان السلطة قد بدأت بتنفيذ النقطة الأولى من مؤتمر لندن وهي ايقاف حرب صعدة إلا انها لن تستطيع أن تتحكم بالفعاليات الاحتجاجية في الجنوب لأن الحوثي ليس له مطالب سياسية كما يطلب أبناء الجنوب لأن الحوثي كل الذي يريده هو ترديد الشعار وتدريس المذهب وهذه ليست مشكلة وأنما المشكلة تكمن في أبناء الجنوب لأن الأوضاع في الجنوب بحاجة إلى تنازلات كثيرة من قبل السلطة – حد قولة .
وحول مؤتمر الرياض قال المتوكل ان مؤتمر الرياض كان خاصاً لدعم التنمية في اليمن وأن ذلك كان واضحاً في كلام وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم الأرحبي حين دعا الدول المانحة أن تنشئ لها مكاتب في اليمن ويشرفوا بأنفسهم على صرف أموالهم، وبالتالي نحن بلد تحت الوصاية شئنا أم أبينا وقد نكون محتاجين لهذه الوصاية إلى حد بعيد، لأننا لم نتعلم بعد من تجاربنا ومن تجارب الآخرين، ولم نرضى بإصلاح أنفسنا كسلطة وكشعب ،وبالتالي فسيأتون يشرفون هم على التنمية وإذا لم تسير الخطوات بهذا الشكل، وإذا لم تلتزم اليمن باتفاقاتها مع الخارج فإن هذا الخارج لن يسمح بأن تتعثر مصالحه وسوف يبحث عن شيء آخر وهو التدخل الخارجي .
إلى نص الحوار :
-بداية كيف تقرأ هذا الاهتمام الدولي باليمن؟
*باعتقادي أن هذا الاهتمام الدولي باليمن والذي ظهر فجأة إلى هذا الحد بحيث أصبحت الإذاعات ومحطات التلفزة تتحدث عن مخاطر تحول اليمن إلى أن تصبح مركزاَ للقاعدة، وتأتي قصة النيجيري التي هي في النهاية تمثيلية، إذ كيف أن شخص يخرج من اليمن ويسير إلى نيجيريا وبعدها إلى بريطانيا ثم إلى هولندا ثم إلى أمريكا، وكيف أن هذا الشخص يتلقى كل هذه التدريبات ثم يعجز عن تفجير المتفجرات التي كانت بحوزته!، فهذا لا يصدق.
كما أن الأخ عبد العزيز عبد الغني أخبرني عن ردود فعل ركاب الطائرة أنهم كانوا يلاحظون حركات غريبة بين النيجيري ورجال الأمن بشكل مثير، وبالتالي فإن هذا لا بد أن يكون له هدف ، خاصة أنه جاء بعد هذه الحادثة مباشرة لقاء لندن.
-ما هو هذا الهدف؟
*الهدف هو ما كشف عنه لقاء لندن الذي دعا العالم لكي يشهدهم على أن اليمن مؤهلة لأن تغدو دولة فاشلة، ومحتمل أن تقع تحت هيمنة القاعدة لتصبح "يمنستان" مثلها مثل أفغانستان ووزيرستان، وغيرها.
-وماذا بعد إشهاد العالم على أن اليمن فاشلة، هل هو لمجرد المعرفة فقط، أم أن هناك إجراءات سوف يتم اتخاذها؟
*بالتأكيد كان هناك إجراءات، وإشهاد العالم الخطوة الأولى تليها خطوات لحماية مصالحهم ويشهد العالم على هذا التدخل الخارجي.
-وهذا ما لم يتم؟
*لأن السعودية تدخلت لدى الخارج وطرحت فكرة إعطاء النظام اليمني فرصة لإصلاح أوضاعه.
-نفهم من كلامك أن اليمن سلم السعودية كل ملفاته؟
*السعودية تريد أن يكون لها دور في اليمن، وأيضاً الغرب يريد أن تكون السعودية هي المانحة الأكبر للأموال، لأن الغرب لا يريد أن يخسر المال،وبالتالي اليمن أمام فرصة أخيرة لإصلاح الأوضاع التي تم طرحها في لقاء لندن.
-وهي؟
* أولاً حرب صعدة يجب أن تتوقف وهذا ما تم فعلاً، ثانياً مشاكل الجنوب يجب أن تحل،ثالثاً الفساد يجب أن يحارب، رابعاً التنمية يحب أن تسير بخطى أفضل.
وقد بدأت السلطة بتنفيذ النقطة الأولى وهي إيقاف حرب صعدة.
-وهل إيقاف الحرب يعتبر حلاً جذريا لمشكلة صعدة؟
*حرب صعدة كانت تستنزف إمكانية اليمن وقدراتها وكل شيء،وكانت تشكل عائقاً أمام التنمية، ناهيك عن أنها كانت حرب عبثية،مع أن مشكلة صعدة بالنسبة للسلطة مشكلة سهلة مقارنة بمشكلة الجنوب.
-كيف؟
* السلطة هي التي تعلن اندلاع الحرب في صعدة وهي التي توقفها، لكنها لا تستطيع أن تتحكم بالفعاليات الاحتجاجية في الجنوب ولن تستطيع التحكم بما هو أكبر من ذلك.
كما أن الحوثي ليس له مطالب سياسية كمطالب أبناء الجنوب، فكل ما يريده هو ترديد الشعار وتدريس المذهب، وهذا حق يكفله الدستور، وهذه في النهاية ليست مشكلة.
-وأين المشكلة إذا؟ً
* المشكلة الآن هي في الجنوب، والأوضاع فيها بحاجة إلى تنازلات كثيرة من قبل السلطة، فأبناء المحافظات الجنوبية لا يمكن أن يقبلوا باحتكار السلطة والثروة، لأنه يقول: أنا كنت دولة ووافقت على الوحدة باتفاق دولي، والآخرين مؤيدين لقضية إشراكي في السلطة والثروة.
فما مدى استعداد السلطة لهذه الشراكة في السلطة والثروة.
-السلطة تقول أنها مستعدة للحوار مع الحراك الجنوبي على أي شيء باستثناء الانفصال؟
*الآن المسألة ليست بيد السلطة ، بل هو قرار دولي يلزم السلطة بالحوار مع الحراك، ولأن هناك قيادات متعددة في الحراك فقد بدأوا يبحثون عن قيادات خارج اليمن وبدأوا يمهدون للقاء بين هذه القوى والقوى السياسية في الداخل ومن خلال الحوار يبدأ البحث في حل مشكلة الجنوب.
-ما تقييمك للنتائج التي خرج بها مؤتمر الرياض مؤخراً؟
* مؤتمر الرياض كان خاصاً بدعم التنمية في اليمن ،وكلام وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم الأرحبي كان واضحاً حين دعا الدول المانحة أن تنشئ لها مكاتب في اليمن ويشرفوا بأنفسهم على صرف أموالهم، وبالتالي نحن بلد تحت الوصاية شئنا أم أبينا وقد نكون محتاجين لهذه الوصاية إلى حد بعيد، لأننا لم نتعلم بعد من تجاربنا ومن تجارب الآخرين، ولم نرضى بإصلاح أنفسنا كسلطة وكشعب ،وبالتالي فسيأتون يشرفون هم على التنمية وإذا لم تسير الخطوات بهذا الشكل، وإذا لم تلتزم اليمن باتفاقاتها مع الخارج فإن هذا الخارج لن يسمح بأن تتعثر مصالحه وسوف يبحث عن شيء آخر وهو التدخل الخارجي ، ويبدأ بطرحه على الأمم المتحدة على أن هناك صراع بين الشمال والجنوب، وبالتالي لا بد من استفتاء على الوحدة والذي بلا شك لن يكون هذا الاستفتاء لصالح الوحدة، فعلينا أن نتعلم ماذا نريد نحن؟ أما الآخرون فهم مستعدون أن يدعمونا إذا أردنا أن نصلح أوضاعنا ولحماية اليمن وحماية مصالحهم، وإذا كنا في اليمن غير قادرين على حماية مصالحنا فالخارج غير مستعد أن يترك مصالحه.
-ما الذي يمكن أن يعمله الخارج؟
*هناك أحد أمرين: أولهما: إما أن الخارج يعدّ العدة لأن يتولى مباشرة حماية مصالحه في اليمن، ويتعزز هذا الرأي مع احتمال اندلاع الحرب مع إيران، لأنها ستقوم إيران بإغلاق خليج عمان " مضيق هرمز"، وبالتالي يصبح باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي هو المنفذ الرئيس للبترول الذي يسعى الغرب لحماية ممراته، أيضاً هناك دول خارجية كبيرة تطمح في اليمن غير أمريكا وبريطانيا وأبرزها روسيا والصين التي أفصحت عن نيتها في إنشاء قاعدة بحرية لها في خليج عدن.
-وما هو الخيار الثاني؟
* الهدف الثاني يتمثل في السعي لإخراج اليمن من وضعه الحالي وإتاحة فرصة لإصلاح الأمور بشكل يهيئ نوع من الاستقرار أو التغيير.
-كيف يجتمع الاستقرار و التغيير في هدف واحد؟
* لأنهم يخشون أن تنهار الأوضاع، ولا توجد البدائل المناسبة، وبالتالي هم يريدون أن يضغطوا في اتجاهين: إما أن يصلح النظام وتستقر الأوضاع وتأمن مصالحهم، وإما أن يجدوا وسائل مهيئة لفرصة التغيير،كما فعلوا في اندونيسيا وموريتانيا، وفي كثير من الدول.
فالخلاصة هي إما أن يتولى الغرب والخارج مهمة الهيمنة والحماية المباشرة لمصالحه، وإما أن يكون هنالك طرف محلي يقوم بهذه المهمة سواء النظام القائم أو غيره، ما لم فسيكون التدخل الخارجي المباشر.
-لكن الخارج يدرك جيداً أن التدخل المباشر في اليمن ليس سهلاً إن لم يكن مستحيلاً؟
*التدخل المباشر في حالة إقراره لن يتم فجأة، ولن يكون شاملاً كل مساحة اليمن ،وأنا أعتقد أن التدخل الخارجي يمكن أن ينجح في المحافظات الجنوبية التي تعودت على الاستعمار (139) سنة، وتعودت على الدولة أيام الحزب الاشتراكي، وبالتالي ممكن أن يصبحوا جزء من الخليج تحت إدارة الشيخ أوباما.
-وماذا عن الجزء الشمالي؟
* الشمال يتم إرجاعه تحت الإدارة السعودية، ليعطوا المعاشات والمرتبات حسب العادة، وسابقاَ كانت أمريكا لا تأتي إلى اليمن إلا عبر السعودية، ولكن في السبعينات بعد الحمدي تدخلت أمريكا مباشرة، وأرادت أن يكون لها نفوذ في اليمن لكي تشكل أيضا ضغط على السعودية، لكنها اكتشفت بأن ذلك غير مجدٍ، وأدركت أن عدوا عاقلاً خير من صديق جاهل، ولذلك يئست أمريكا منا في الشمال .
-وماذا إذا يئست أيضاً السعودية؟
*لا تستطيع السعودية أن تيئس منا لأننا سنؤذيهم، وإذا كانت السعودية خاضت الحرب السادسة لكي تؤمن حدودها، ونجحت في نقل كل القرى المحاذية للحدود اليمنية لكي يمنعوا عملية تهريب اليمنيين لكن دون جدوى،ولن تستطيع منع ذلك، حتى أمريكا بكل إمكاناتها عجزت عن منع المكسيكيين من الهروب إلى أراضيها بشتى الوسائل فاضطرت في النهاية إلى أن تعطي عشرين مليار دولار لتطوير المكسيك حتى تمنع هروب أبنائها إليها "يرزوا بقعتهم" .
-وماذا عن خطر القاعدة؟
*الخارج يرون أن القاعدة لا يمكن أن تنمو في اليمن إلا في مناخ الفوضى والفقر والصراعات، وأن معالجتها لا يمكن أن تكون أمنية فقط لأنهم قد فشلوا فيها في أفغانستان وكذلك في العراق، فكان عليهم عدم تكرار التجربة في اليمن، فلن تهدأ الأمور إلا بإصلاح سياسي اولاً،ثم بالقضاء على عوامل وجود القاعدة
كالفقر والفوضى والصراعات وغيرها.
ومؤتمر الرياض جاء ليبحث في عملية التنمية الاقتصادية واستيعاب أموال الدعم بحيث تسير كلها في خطوات متوازية لإيقاف الحروب والصراعات مع الإصلاح السياسي .
فعلينا أن نتعاون لنسير في هذا الخط لمصلحة اليمن ولمصلحة هذه السلطة لو كانت تعرف لكن إذا عاندت فإن الطريق سيكون التدخل الخارجي وتمزيق اليمن .
-ما مدى تفاؤلك باستجابة السلطة لهذه الفرصة التي قد تكون الأخيرة؟
*أخشى أن السلطة عن طريق "فهلوة جديدة" التي اعتادت على ممارستها، تظن أنها ستلعب على الخارج، ولعلها تحدث نفسها بالقول:"بعدها يدخلوا ونحن سنخرجهم"، لكن اليوم الناس قد تعلموا كلهم، والسلطة ما زالت غير مدركة للمتغيرات، وما زالت تحكم المجتمع بنفس الأساليب التي حكمت بها في مرحلة معينة، بالرغم من أن المجتمع قد تغير.
ولهذا على السلطة أن تتعلم وتدرك حجم المتغيرات.
-وإذا لم يكن ذلك؟
*أنا عندي أمل أنه ربما قد تعلمت السلطة، لكن هناك تجارب مثلا في الفلبين وأندونيسيا وغيرها أنهم أتاحوا فرصة للأنظمة التي كانت تتعامل معهم، لأنهم لا يريدون نظام فاشل وإنما يريدون صديق قادر على حفظ مصالحه، فإذا لم تدرك السلطة هذا الكلام وتستجيب للتغير فإن البلد سوف تدخل مخاطر جديدة والتقسيم وارد .
-وهل المعارضة تدرك مثل هذه الأبعاد ؟
*قد تدركها لكن مشكلة المعارضة أحياناًَ أنها لا تفكر بطريقة تراعي فيها المصالح العامة مفصولة عن مصلحتها كحزب، وبالتالي تظل مصلحة الحزب تؤثر على المصالح العامة.
-ما الذي تقصده هنا؟
* لنفترض أن عملية تهدئة الجنوب تحتاج إلى أن يكون هناك دوراً كبيراً للحزب الاشتراكي بحكم تواجده الكبير، فهل هذا سيكون محل رضاء بين الأحزاب الأخرى داخل المشترك أم عليّ وعلى أعدائي يا رب.
هل قد وصلنا إلى الحد الذي فيه مصلحة الإصلاح تعتبر مصلحة للاشتراكي ومصلحة لاتحاد القوى الشعبية ومصلحة للبعث أو الناصري، وأيضاَ مصلحة الاشتراكي هي مصلحة لكل المجموعة أم أنه لا يزال لدينا نوع من الإحساس بالفردية، فأنا لا أريد أن يكون الطرف الآخر أقوى مني، أو أن الطرف الآخر يوازيني، فهذا سؤال بصراحة يجب أن يبحث بوضوح داخل المشترك .
فعملية معالجة القضية الجنوبية تتطلب منا جميعاً إحساسا كبيرا بالمسؤوليةً فنحن في بيت واحد يوشك أن يسقط على رؤوس الجميع، خاصة إذا فكر كل حزب في "ما هو موقعه وأين هو؟" وهل هو مناسب أم لا بتقديم تنازلات حتى لو كانت على حساب خراب البلاد .
-لكن البعض يرى تضاؤل تأثير المشترك في الشارع الجنوبي،خاصة وأن الحراك قد تجاوز الأحزاب ميدانياً؟
*هذا صحيح بالنسبة للأحزاب، لكن هل تعلم أن 80% من الذين يقودون الحراك هم من الحزب الاشتراكي.
-كانوا أم لا زالوا في الحزب الاشتراكي ؟
*هم كانوا في الحزب الاشتراكي وبعضهم ما زال عضواً فيه، لأن الحزب لا يستطيع فصلهم كونهم خرجوا منه لأسباب وظروف معينة لا يمكن أن يعالجها الفصل، وإنما يتم معالجة هذه الأسباب.
-لكن هناك أعضاء فصلوا أنفسهم من الحزب ولم ينتظروا لقرار الفصل؟
*نعم هناك عدد منهم فصلوا أنفسهم من الحزب الاشتراكي، وحتى في أحزاب أخرى، فأنا مثلاًَ وجدت أعضاء في الإصلاح يقولون: "إذا كان الإصلاح في الشمال غير مستعد أن يتعامل مع قضية الجنوب فنحن مستعدين أن نعمل لنا إصلاح في الجنوب"، وكذلك هو شأن الحزب الناصري وغيره.
-أثناء زيارتك مؤخراً للمحافظات الجنوبية هل لاحظت فعلاً تنامي رغبة المواطنين في الانفصال؟
*بالعكس أنا وجدت كثير من الجنوبيين لا يريدون الانفصال، وأنهم يشعروا بمخاطر الصراعات التي سيقعون فيها، ولكنهم عندما يخيرون بين الحكم القائم وبين الانفصال لا شك يختارون الانفصال في هذه الحالة .
وكثير من الأخوة الجنوبيين يريدون فقط أن نقدم لهم حلاًَ بديلاًَ عن الانفصال، لكن أن نريد منهم أن يقلعوا عن فكرة الانفصال دون أن نقدم لهم تصوراً بديلاً غير تقسيم الأموال وتوزيع المشاريع الوهمية والخطابات وإثارة الفتن بين الناس وأعمال الفهلوة التي انتهى وقتها، فالناس قد تعلمت وتغيرت ولم يعد غير طريق التغيير هو الطريق المقبول.
-كيف تنظر إلى مساعي السلطة في الحوار مع قيادات المعارضة في الخارج؟
*هناك عملية بحث جارية عن خيط في الجنوب وليس للشمال فقط، تنفيذا للخطوات التي أقروها في مؤتمر لندن، وأولها إيقاف الحرب في صعدة، وثانياَ حل الإشكالية في الجنوب، والآن هم يبحثون عن المدخل للجنوب، كانوا يظنون أن عناصر الحراك يمكن الحوار معها، لكنهم وجدوا قيادات متعددة فبدأوا يتجهون للبحث عن الجهة التي يتم الحوار معها كخيط لبداية بحث حل لمشكلة الجنوب .
-يعني السلطة تقوم بعملية البحث عن خيط لحل مشكلة الجنوب؟
*ليست السلطة هي التي تبحث عن قيادات المعارضة في الخارج، وإنما هو قرار دولي والبحث عن هذه القيادات ليس من جانب السلطة فقط وإنما هو من جانب دول خارجية أخرى تبحث عن نفس الهدف عن الأشخاص الذي يمكن الحوار معهم، بل اعتقد أنه احتمال يشركوا المشترك في هذا الحوار،لأنهم يشعرون أن هناك دور للمشترك والحزب الاشتراكي تحديداَ في الحراك.
-في الفترة الأخيرة يلاحظ في الاحتجاجات الجنوبية رفع أعلام خضراء، مقابل تناقص الأعلام الشطرية التي كانت ترفع بكثرة سابقاً، ما تفسيرك لهذا التحول؟
*نعم أنا لاحظت استخدام الشعار الأخضر في المظاهرات،مما أثار لدي عدد من التساؤلات:ماذا يعني ذلك، ومن أوحى لهم بالفكرة، وكذلك أيضاً يلاحظ أن علي سالم البيض يحمل في جيبه المنديل الأخضر.
وهذا باعتقادي يدل على الاعتراف بإمكانية قبول الحوار مع الآخر، والتنازل عن رفع أعلام الجنوب، وهي ثورة خضراء كمؤشر إيجابي وخطوة ممتازة خاصة من الذين كانوا أكثر الناس تطرفاَ في فك الارتباط كعلي سالم البيض.
-لكن هناك من يرى هذه الأعلام الخضراء مجرد تغيير في الوسيلة وليس في الهدف، خاصة وأن تصريحات قيادات الحراك لم تتغير؟
*أيهما أفضل أن ترفع راية خضراء ليس لها معنى سوى المطالبة بعملية التغيير أو أن ترفع الأعلام الشطرية، فأنا في رأيي أن الأفضل هو الشعار الأول "الأخضر" وأنا بصراحة ارتحت لذلك، وكم أتمنى لو يتبنى المشترك هذا العمل ويرفع الرايات الخضراء في الشمال والجنوب فجميعنا نطالب بالتغيير.
-تغيير من؟
* تغيير العقلية الحاكمة وليس تغيير الأشخاص.
-عبر ماذا؟
*عبر انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن الإرادة الشعبية،والناس لا يريدون إلا هذا.
يا أخي الإخوان في أفريقيا قد تطوروا أكثر منا، وأيضاً حتى في الإمارات وحدة ليس فيها هيمنة ولا تسلط ولا احتكار ولا أعمال شطارة لكن نحن يتصور لنا بأن احتكار السلطة والثروة هي شطارة وبأنه لا يكون "فوق رأسنا رأس" و"لا نشمّ جنب نخسنا نخس" ويتصور لنا أنها قيم وأن الأمر كله بيد واحد وهذا تخلف وشتيمة بمعنى أنه لا يوجد مؤسسات ولا دولة، دول الخليج تحولت إلى دول ونحن تحولنا إلى بدو نرحل وراء أموال الآخرين فهذا غير منطقي!!
-برأيك ما ذا بعد الدعم المالي الخارجي لليمن؟
*الله سبحانه وتعالى حين أعطى القوامة للرجل على المرأة كانت تحت مبرر النفقة "وبما أنفقوا من أموالهم " فهل تتصور وأنت تمد يدك للمساعدة من الخارج أن يعطوك إياها هكذا بدون مقابل "لله وفي الله" لقد أصبح الآن الخارج يمتلك جزء من القوامة على اليمن وهذا حق مقابل واجب وإذا أرادت اليمن أن تفسخ هذه العلاقة فلترد حقهم الأموال .
-لماذا كل هذه النظرة التشاؤمية؟
*أنا إلى حد الآن متفائل أن هناك جانب دولي بدأ يشكل ضغط لكني أخشى من عناد أصحابنا في السلطة، فإلى متى يمكن أن تعاند وبالأخص من القوى المحيطة التي لا يمكن أن تستوعب مثل هذا الأمر، فإما أن يؤدي في النهاية إلى أن القوى الأخرى تيئس في إصلاح النظام وبالتالي تبدأ تبحث عن حل آخر وهو التدخل الخارجي.
-الآن السلطة نجحت في إيقاف حرب صعدة، وتسعى حالياً لحل المشكلة الجنوبية،ومؤتمر الرياض أعطى بسخاء للتنمية الاقتصادية، وبالتالي أستطاعت السلطة أن تسحب كل الأوراق من تحت بساط المعارضة، بل أنه لم يعد هنالك حاجة لحوار وطني كما تنادون باستثناء حوار سياسي حول الانتخابات؟
* اعتقد أن الحوار حول الانتخابات ذو طابع سياسي يشمل اليمن كله .
وأيضاً هناك فرق بين صعدة والجنوب لأن صعدة قضية حقوقية أما الجنوب فهي قضية سياسية وبالتالي لا بد أن يشترك فيها كل فرقاء السياسة.
فالكل شركاء في الحوار السياسي لا تستطيع السلطة أن تحل مشكلة الجنوب لوحدها.
- لماذا؟
* لأنه موضوع سياسي لا يهم طرف واحد وإنما الكل، ولأن أساس القضية الجنوبية هي الشراكة.. والشراكة تعني تداول سلمي للسلطة .. تعني ديمقراطية حقيقية.. تعني فيدرالية أو حكم محلي كامل الصلاحية.. تعني تعديلات دستورية وهذه كلها لا بد أن تشترك فيها كل القوى السياسية التي هي موجودة في الشمال والجنوب .
وحتى في مسألة الانتخابات فإنه لا بد للجنوبيين أن يكون لهم رأي في قضية الانتخابات وكذلك في قضية التعديلات الدستورية وعملية كسر احتكار السلطة والثروة وهذه قضايا تهم الجميع .
وعلى العموم نحن نريد إصلاح سياسي ليمنع تكرار المشاكل سواء في الجنوب أو غيرها.
-البعض يتهم المشترك بالقصور في علاقاته مع الخارج،ما ردكم على ذلك؟
*هذا صحيح أن قدرة المشترك في العلاقات الخارجية ضعيفة، والمفترض أن تكون المعارضة الجزء الآخر لبناء الدولة وأن تكون لها وجهة نظر في العلاقة مع الخارج والسعودية والغرب والأحزاب والمنظمات الخارجية فهذا من حقها، فاليوم مثلاَ الحزب الجمهوري في أمريكا خارج السلطة ومع ذلك يرسل وفود من أعضائه في الحزب أو في البرلمان إلى دول أخرى ويناقش قضايا كثيرة لأنه الجزء الآخر من الدولة، لكن عندنا للأسف الشديد كان المفترض أن المشترك يعمل وزارة الظل، أي وزير مقابل كل وزير يعرف كل ما يدور عن هذه الوزارة، ويعرف أين الخلل وأين الصواب بحيث إذا جاءت غداً انتخابات وتسلمت المعارضة الحكم تعرف كيف تحكم ولديها برنامج واضح .
أيضاَ علاقتها مع الأحزاب في الخارج فأنت كحزب لا بد أن يكون لك علاقات مع تيارات سياسية إقليمية وعربية ودولية، اليوم أصبح العالم شيء واحد، وفكرة السيادة التقليدية انتهت، لا يوجد أحد قادر أن يكون وحده ويمتلك كل سيادته حتى أمريكا، فالأوضاع السياسية متداخلة تؤثر على الجميع الأمور الثقافية أصبح العالم كله مفتوح وأصبح وزراء الإعلام أشبه بحراس بوابة قد تهدم كل السور المحيط بها . أيضاَ السياسات تتبع الاقتصاد والثقافة وغيرها.
-أولاً أصلحوا علاقتكم داخلياً مع السلطة؟
* الأزمات الداخلية غالباً ما تتمثل في طريقة الحكم وهذه مشكلة ليست عندنا فقط، وإنما ذهب ضحيتها سياد بري في الصومال، وسوهارتو في أندونيسيا، وماركوس في الفلبين وغيرهم ممن ساروا في نفس الطريق الذي نسير فيه اليوم، والرئيس أيضاَ عمل دائرة بشرية حول نفسه داخل بيت الحكم، ومن الصعب أن يتجاوزهم اليوم ولن يقدر على أي إصلاح في ظل وجودهم، فإن أراد أن يتحرك يخشى منهم وإن أراد أن يقفز عليهم يخشى من الذي خارج، فالبيت الذي يؤسس على فساد إذا سقطت منه حجرة واحدة فإنه ينهار بالكامل، ما فيش فائدة إلا في هذا الضغط الخارجي الذي يمكن أن يساعد على التحرر من هذا الطوق.
-لكن الرئيس قال أنه سيحلق لنفسه قبل أن يحلق له الآخرين؟
*أيحين .
-قريباً سيتم الإعلان عن تعديلات وزارية ومن ثم تعديلات دستورية؟
*هل الوزير مشكلة؟ أم المشكلة في الإرادة السياسية، فلو تأتي بملاك وتأتي تجلس فوق رأسه وليس لديه صلاحيات فإنه لا يمكن أن يعمل شيء، فهل يحكمنا النظام القانون؟ وهل عملية التوظيف حسب الكفاءة والقدرة أم أنها توزيع مغانم؟!
البناء الإداري لا يمكن أن يتم بلا إدارة فعالة كفؤة في ظل رقابة شعبية برلمانية حازمة في ظل قضاء مستقل، وما دون ذلك خرط القتاد |.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.