"دعونا نتحدث عن الغد لاعن الأمس" بهذه العبارة أطلق رئيس الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك,عبده غالب العديني, مداخلته الموجزة والمكثفة في اجتماع التئم في صنعاء صباح الخميس ليجمع مبعوث الأممالمتحدة في اليمن,جمال بن عمر بالجنة التحضيرية المصغرة للحوار الوطني. وفي تطلعه للقادم الأجمل, قال العديني الخميس"دعونا نتحدث عن مستقبلنا القادم الذي يتمثل في الشراكة الوطنية الحقيقة" موضحا معنى الشراكة بالقول: "الشراكة التي أعنيها هي:شراكة في تشخيص المشكلات, شراكة في وضع الحلول وتحمل المسؤوليات لتنفيذها..شراكة في السلطة والثروة". وفي اللقاء الذي أكد فيه جمال بن عمر على سرعة الشروع في الحوار الوطني في مجرى العدالة الانتقالية, قال العديني: "علينا أن لا نتقاتل في من أجل امتلاك مساحتنا الفردية .. وعلينا أن نتحاور من أجل ساحة العيش معا في ساحة واحدة تجمعنا جميعا". ويتوقع عبده غالب العديني – وهو أيضا رئيس للدائرة السياسية للتنظيم الوحدوي الناصري - أن المرحلة القادمة ستكون صعبة وشاقة الأمر الذي قابله بالقول" علينا جميعا إدراك مسئوليتنا الوطنية كي نصنع حدا لخلافاتنا", مشيرا إلى أن على المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه السعي من أجل أن يكون كلا من الحراك الجنوبي والحوثيين ومعارضة الخارج والشباب في الساحات في مقدمة الجالسين على طاولة الحوار, الأمر الذي سيجعل من مواد الدستور تعبيرا عن الإرادة الوطنية الجمعية في بلادنا. من جانبه قال محمد النعيمي رئيس الدائرة السياسية لاتحاد القوى الشعبية, وعضو هيئة "المشترك" التنفيذية أن هناك متطلبات ضرورية ينبغي توفرها للشروع في الحوار الوطني المرتقب في سياق العدالة الانتقالية. وفيما أكد النعيمي أن نسبة المشاركة في الانتخابات عكست رغبة أكيدة لدى فئات ومكونات الشعب اليمني في التغيير الذي ينهي 33عاما من المعانات, إلا أنه لازال يعتقد بان الأجواء التي يتوخاها الأطراف اليمنية المعنية في الحوار الوطني المرتقب لازالت ملبدة بالغيوم, داعيا الأطراف المعنية بالحوار في سياق العدالة الانتقالية الى ترشيد خطابها والوقف الفوري للسجال الإعلامي غير المتسق مع مقاصد الحوار الوطني الجاد والمثمر. وأضاف النعيمي في تصريح للجنة الإعلامية العليا للانتخابات الرئاسية المبكرة" علينا جمعيا كيمنيين أن نهيئ المناخ المناسب على نحو نتوخى فيه توفر الأرضية المناسبة للحوار,ويفتح الباب كاملا وواسعا لمشاركة كل الإطراف اليمنية" مشيرا إلى أن تجاوز النخب السياسية حكما ومعارضة لماضيها الصراعاتي والسجال الإعلامي والسياسي بين بعض القوى يشكل الأساس الأكثر أهمية في مجرى الحوار المرتقب. وأضاف:" علينا أن ننطلق نحو المستقبل وفق مقاصد الثورة وأهدافها لبناء الدولة المدنية والحديثة التي تحقق لليمن واليمنيين عزتهم وكرامتهم وتحافظ على وحدتهم". وأعتبر محمد النعيمي حل قضيتي الجنوب وصعده أولوية وطنية في الحوار,الأمر الذي يجعل من مشاركة الحراك الجنوبي ومعارضة الخارج والحوثيين في الحوار الى جانب طرفي الحكم والمعارضة وشباب التغيير,مسألة تتعدى مجرد البيانات العلنية إلى بذل جهود مكثفة يكون من شأنها توفر الشروط المناسبة لمشاركة كل هذه الأطراف. ضمن تصريحات صحفية سابقة ومنفصلة حول الانتخابات, لكلا من محمد صالح القباطي رئيس الدائرة السياسية للحزب الاشتراكي, وسعيد شمسان رئيس دائرة "الإصلاح" السياسية,يمكن أيضا تسجيل بعض النقاط الواردة في حديثهما,ضمن الحديث عن الغد. قال القباطي, وهو أيضا عضو المجلس الأعلى ل"المشترك"أن المشروع الذي سيبدأ من يوم غد,هو مشروع أنتجته طبيعة الحدث الذي رسم بتضحياته مسارات المرحلة المقبلة" وفي سياق حديثه عن الأهمية الخاصة للرئيسي عبد ربه منصور هادي من حيث جنوبية هذا الأخير, يعتقد القباطي,أن هادي كرئيس قادم من الجنوب, سيخفف من سخونة وحدة الوضع في الجنوب,حيث يشكل حل القضية الجنوبية أهم تحديات المرحلة القادمة,وهي المرحلة التي يقودها الرئيس هادي وفق مهامه المحددة سلفا ببنود المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية, وهي بنود يسندها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014. فيما دعا سعيد شمسان, رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح الحراك الجنوبي والحوثيين إلى, التعامل بشكل موضوعي مع الحالة الراهنة, معربا عن أمله في مشاركة هذه الإطراف في العملية السياسية والحوار الوطني المرتقب بعد الانتخابات الرئاسية, وهو الحوار الذي ستعالج فيه جميع القضايا الوطنية وعلى مقدمتها قضيتي الجنوب وصعده. وأعتبر شمسان, المشاركة العالية في الانتخابات الرئاسية المبكرة هي "أبلغ رسالة أو صلها الشعب اليمني لكل الإطراف,وهي الرسالة التي عكست قدرة الثورة الشبابية الشعبية اليمنية على إنتاج وصياغة عقد اجتماعي جديد يفضي إلى دولة مدنية حديثة". نائف القانص رئس مكتب العلاقات الخارجية لحزب البعث العربي الاشتراكي كرس جانبا من حديثه عن الأهمية الدولية في دفع عجلة العدالة الانتقالية في اليمن, مشيرا إلى الأممالمتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. قال القانص وهو أيضا عضو الهيئة التنفيذية للمشترك أن المسئولية الدولية حيال العدالة الانتقالية, ولاسيما هيئات الأممالمتحدة تستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014. العدالة الانتقالية التي تفضي إلى دولة مدنية حديثة, لا يمكن تصورها دون الحل العادل لقضيتي الجنوب وصعده,هكذا يرى القانص. احمد على البحري رئيس الدائرة السياسية لحزب الحق وعضو تنفيذية المشترك,كثف حديثه عن الطريقة التي يجب أن تعامل بها قضيتي الجنوب وصعد في مجرى العدالة الانتقالية. قال البحري" على الجميع أن يعلم أن القضية الجنوبية هي القضية الرئيسية ويجب أن يجري التعامل معها على أنها قضية سياسية تتعدى مجرد المطالب الحقوقية لأبناء الجنوب". الإسقاط ذاته حافظ علية البحري في الحديث عن قضية صعده من حيث هي قضية سياسية أيضا,لكنه بشأن التعاطي المطلوب مع الأخيرة يؤكد على ضرورة جلوس جميع الاطراف المعنية بالحل على طاولة واجده يكون محورها صعده, تماما كما يجب الجلوس على طاولة أخرى يكون محورها القضية الجنوبية. وبخصوص موقف حربه (حزب الحق) من الحوار الوطني المرتقب قال البحري: "يجب أن لايقصى أحدا من هذا الحوار ويجب على الجميع الإسهام في توفير المناخان المناسبة في الحوار" مشيرا الى وقف السجلات السياسية والإعلامية التي اتخذت منحى عنيفا بين حزب الإصلاح الحوثيين من جهة وبين الحوثيين والسلفيين من جهة أحرى. وأضاف أحمد البحري " إذا أعتمد الحوار طريق أو أخر من طرق الإقصاء شأن الحوارات الوطنية في المرحلة الماضية سيكون الحوار الوطني القادم فشلا قاتلا يبدد على اليمنيين آخر فرصة تاريخية في صياغة إنجاز وطني معاصر".