نصر المجالي من لندن: بانتظار مرحلة الانتخابات التشريعية المقررة في اليمن العام المقبل، بدأت حسب معلومات توافرت لدى إيلاف من العاصمة اليمنية تحركات كثيفة على صعد داخلية وخارجية، حيث تتحرك معارضة يمنية لإسقاط حكم الرئيس علي عبد الله صالح بالوسائل السلمية وعبر صناديق الاقتراع. وبعدما قال الرئيس اليمني انه لن يخوض الانتخابات فإن جبهات ثانية تستعد لخوضها ببرامج تتناول الشأن اليمني كله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتعليميا. وتستعد جبهات سياسية يمنية من شطري اليمن الجنوبي والشمالي للائتلاف تحت راية واحدة تقود المسار السياسي والتعبير عن أبناء اليمن كافة، وعلمت إيلاف أن بيانا سياسيا قريبا سيعلن عن برنامج العمل المشترك الذي لا يستثني أيا من الأطياف السياسية القائمة وهي في مجملها تناهض نهج الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ حوالي ثلاثين عاما بقوة عسكرية. وفي حديث خاطف مع إيلاف تكلم مخضرم السياسة اليمنية الدكتور عبد الله الأصنج وهو كان وزيرا للخارجية لسنوات السبعينات قبل صدور حكم بسجنه عن حكم الرئيس علي عبد الله صالح بالقول: "ما يهمنا في تحركنا السياسي الجديد هو التوصل إلى يمن ديمقراطي بعيد عن الفساد والمحسوبية والرشوة التي صارت مثالا للحكم الحالي في اليمن". والأصنج الكهل السياسي والمخضرم سواء بسواء يقول من منفاه الاختياري أمام إيلاف: "نحن عازمون على بناء يمن الجيل الجديد بدون رتب عسكرية مارشالية ،و ذاهبون إلى تطبيق قانون القوة عوضا عن قوة القانون التي يطبقها أصحاب الرتب العسكرية من أنصار الحكم العسكري". وعند سؤال السياسي المخضرم الذي كان له دور كبير في تحديد سياسات اليمن في سبعينات القرن الفائت عن الجبهات التي ستشكل معارضة قوية للحكم الحالي بقيادة المشير علي عبد الله صالح، قال الوزير الدبلوماسي الأصنج: "المعارضة الراهنة لحكم علي عبد الله صالح قوامها من المستقلين، وقد يظهر مرشحون في المرحلة المقبلة، ولكن هنالك فئات ثلاث لا بد من الإشارة اليها وهي : جماعة الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد والأكاديمي المثقف اليماني عبد الله النعمان وهو نجل رئيس الوزراء الأسبق عبد الله النعمان، وجماعة عبد الله سلام الحكمي، وقد يظهر آخرون". وفي الكلام على علاقات اليمن بالجوار وخصوصا المملكة العربية السعودية في أي تطور سياسي قد ينشأ، قال الدبلوماسي الأسبق المخضرم عبد الله الأصنج إن "العلاقات بين المملكة العربية السعودية واليمن لا يحكمها نظام حكم بعينه"، وقال رئيس اليمن الأسبق "علاقاتنا مع الشقيقة الكبيرة وهي المملكة العربية السعودية تتجاوز البروتوكولات والتصريحات الزائفة، نحن بلد واحد والقيادة السعودية سعت على الدوام الى بناء علاقات أخوة، ونحن من جانبنا لا ندين بالإخوة لعلاقات كهذه بل اننا نسعى لبناء جوار أخوي كبير". يشار هنا، إلى أن الوزير الأصنج، وهو من عمداء دبلوماسية اليمن في سبعينات القرن الفائت يعيش منفيا في الخارج بين العاصمة البريطانية وجدة السعودية، حيث منحته المملكة العربية السعودية الأمان على أرضها دبلوماسيا مرموقا، ولكن من دون التدخل في أي شيء "يخص الجار اليمني"، والسعودية في هذا تحترم الجميع على نحو بروتوكولي وهي لا تخترقه تقديرا منها لإرادة الجوار. وكان حكم الرئيس علي عبد الله صالح، قرر عبر محكمة عسكرية الحكم بسجن الوزير السابق عبد الله الأصنج لعشر سنوات، أمضى منها الوزير الدبلوماسي المخضرم سنتين قبل أن يفرج عنه للسفر إلى المنفى في مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، حيث لا يزال يعيش حال المنفى. وفي ختام الحديث الذي سيمتد، مع الوزير الأصنج عبر إيلاف ومعه عدد من اركان المعارضة العازمة على إطاحة حكم الفرد المتمثل بالمشير علي عبد الله صالح، أكد "ضرورة تعميم الديمقراطية بعيدا عن حكم العسكر"، وقال "نحن راغبون بالتغيير سلميا عبر انتخابات حرة ومباشرة تؤكد الحال الديمقراطي".