دعت وزارة الداخلية المصرية في بيان عاجل على شاشات التليفزيون مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي سرعة الإنصراف من مواقع الإعتصام حرصاً على سلامتهم. جاء ذلك غداة تفويض حكومي للداخلية بالتعامل مع الاعتصامات التي أصبحت تمثل "تهديدا للأمن العام"، بحسب بيان لمجلس الوزراء. وقال هاني عبد اللطيف المتحدث باسم الوزارة لوكالة رويترز إنه لم يتحدد موعد لإخلاء مواقع الاعتصام بعد. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الامريكية، جون كيري، ان عزل الجيش في مصر للرئيس محمد مرسي وهو اول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد جاء بناءا على طلب ملايين المصريين. واضاف ان القوات المسلحة تسعى عمليا الى استعادة الديمقراطية، لان البلاد تدار من قبل حكومة مدنية. "استقواء بالخارج" في سياق متصل، رفض حزب النور في بيان فض الاعتصام بالقوة أو استخدام العنف مع المتظاهرين السلميين مشيرا إلي أن المخرج الوحيد لهذه الأزمة لن يكون إلا عن طريق المفاوضات وإيجاد حل سياسي. وأشار يونس مخيون رئيس الحزب أن وصف اعتصام رابعة والنهضة بأنه عمل إرهابي غير صحيح مشيرا إلي أن كلمة "إرهابي" كلمة فضفاضة تستخدم غالبا لاتخاذ إجراءات مفتوحة تحت مسمى محاربة الإرهاب وفى المقابل لم نسمع أنه تم وصف اعتصام ميدان التحرير بهذا الوصف على الإطلاق ولا من يهاجمون وزارة الداخلية فترات طويلة أو المنشآت. واصل المعتصمون في رابعة العدوية للأسبوع الخامس على التوالي بناء الحواجز على جميع مداخل المنطقة وواصل المعتصمون في رابعة العدوية في مدينة نصر شرقي القاهرة للأسبوع الخامس على التوالي، بناء الحواجز والسواتر الرملية على جميع مداخل الميدان واغلاق الشوارع الجانبية. وفي ميدان النهضة بالجيزة، قام المعتصمون بميدان النهضة بنشر اللجان الشعبية لرصد أي محاولات للتسلل للاعتصام أو محاولات الأمن لفضه. وأكدت جبهة الانقاذ الوطني، التي تعد المظلة الرئيسية التي تنضوي تحتها أحزاب المعارضة الرئيسية، في بيان دعمها ومساندتها للإجراءات القانونية التي تستهدف عودة الأمن والاستقرار وحقن الدماء والتصدي لكل أشكال العنف التي تمارسها جماعة الإخوان وحلفائها ضد المصريين. كما أكدت احترامها لحق المصريين في التعبير عن الرأي والتظاهر والاعتصام السلمي في إطار المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مطالبة "أجهزة الدولة بالإلتزام بالاجراءات القانونية الحازمة في مواجهة الخارجين عن القانون وعناصر الإرهاب المتسترة بالدين والتي تستقوي بالخارج". اجتماع على صعيد آخر، اجتمع محمد البرادعي نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية الخميس بوزير الخارجية الألماني غيدو فيستر فيله، الذي يزور القاهرة حاليا للإلتقاء بكبار المسؤولين، والإطلاع على الوضع السياسي وعلى الجهود المصرية لمحاولة إنهاء الأزمة الراهنة. وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن الدكتور البرادعي أوضح للوزير الألماني أن ما حدث في مصر كان ثورة شعبية، مؤكدا أن نزول ملايين المصريين للتظاهر ضد رئيس الدولة في أي نظام ديمقراطي هو أمر كفيل بإحداث التغيير المطلوب، ويدفع الرئيس للخروج من المشهد، كما أوضح البرادعي أننا تخطينا مرحلة النقاش في هذا الموضوع. وأكد الدكتور البرادعي في الوقت ذاته أنه من المهم أن نبذل كافة الجهود لحل الأزمة الحالية بعيدا عن إراقة الدماء، حفاظا على أرواح وأمن المواطنين بمُختلف انتماءاتهم مُشيرا من ناحية أخرى إلى أنه من حق الدولة الدفاع عن المواطنين إزاء أي ترويع أو تهديد يتعرض له أمنهم.