أجرت إذاعة مونت كارلو الدولية حواراً قصيراً مع عضو المجلس الأعلى في اللقاء المشترك المعارض سلطان العتواني. المصدر أونلاين ينشر نص الحوار: - تدعو المعارضة اليمنية دول مجلس التعاون الخليجي إلى الضغط على علي عبد الله صالح. ما هي وسائل الضغط الناجعة برأيكم؟ تملك دول مجلس التعاون الخليجي أوراق ضغط كثيرة على الرئيس علي عبد الله صالح، من خلال طبيعة العلاقة التي تربط هذه الدول بنظامه ومن خلال الدعم المادي الذي يُقدَّم له على مدى 33 عام، وأيضاً لأن نظام صالح شكل حائط بالنسبة لهذه الدول.. واليوم تقدم هذه الدول مبادرة لكي تخرج اليمن من أزمتها، ترمي إلى انتقال السلطة من علي عبد الله صالح بعد أن عمّت الثورة الشعبية كافة أرجاء اليمن... - لكن البعض يعتقد أنه ربما الرئيس علي عبد الله صالح يشعر وكأن دول الخليج لن تتخلى عنه. أعتقد أن هذا الموضوع حُسم اليوم، لأنه لا دول الخليج ولا علي عبد الله صالح يستطيعون المكابرة أمام الثورة الشعبية في اليمن. الشعب اليمني يطالب برحيل النظام والتغيير ومحاكمة النظام ودولة مدنية حديثة والعدالة والكرامة. من الصعب أن يعود هؤلاء الناس إلى بيوتهم بعد أن قدّموا التضحيات الغالية. فلا تستطيع أي قوة سواء كانت داخلية أو خارجية أن تجبر هؤلاء الشباب على التراجع عن مواقفهم. ولا تستطيع هذه الدول أن تتجاهل هذا الوضع في الوقت الحاضر. بالتالي، لم يعد أمامها وأمام علي عبد الله صالح إلاّ أن يحموا رأسهم من العاقبة والثورة الشعبية. مما يحتّم رحيل علي عبد الله صالح. - أنت تتحدث عن الثورة الشبابية. رغم قبول المعارضة للوساطة الخارجية، إلاّ أن الشباب الثوار كانوا قد رفضوها. فهم يرفضون أي مبادرة من هذا النوع. هل كانت المعارضة قادرة أن تمرّر هذه المبادرة، حتى لو قبلها علي عبد الله صالح ورفضها الشباب ؟ أولاً.. يجب الأخذ بالعلم بأن المعارضة ليست معزولة عن الثورة الشعبية. بالتأكيد، قد لا يكون الدور الذي تقوم به المعارضة في إطار العملية السياسية، ملبّياً لمطالب هؤلاء الشباب، لأن مطالبهم أكبر بكثير مما يمكن أن يتحقق عبر العملية السياسية. لكن المعارضة رأت بأن الخطوة التي يمكن أن تؤدي إلى رحيل النظام، تسمح بأن تتم عملية انتقال للسلطة بشكل سلمي وتتفادى سقوط ضحايا ودماء. وهي طبعاً تصب في الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه الشباب وهو إسقاط النظام. بالتالي، ليس هناك تناقض بين ما قامت به المعارضة وما تقوم به من أجل تحقيق بعض هذه الأهداف عبر العمل السياسي. - في حال سحبت دول الخليج نفسها من هذه المبادرة، ما هو الحل أو المخرج؟ في حال فشلت المساعي الخليجية، فهي ليست معزولة عن الجهد الدولي في إطار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. كل هؤلاء يقفون داعمين لهذه المبادرة. لكن إذا فشلت هذه المساعي، أعتقد أن الثورة الشعبية لن تتوقف وستتصاعد. ومن الممكن أن يعتمد الشباب أساليب تصعيد سلمية تصل إلى تحقيق أهدافهم. وهذا الأمر قد يكلف كثيراً الشعب اليمني. لكنه سيكون العلاج الأخير للقضية، وكما يقال: "آخر علاج هو الكيّ". إن لم تتحقق هذه الخطوة عبر العمل السياسي، أعتقد أن الثورة الشعبية مصممة على إسقاط النظام. وفي هذه الحالة، لن يكون النظام برمزه اليوم، وسيكون هو الوحيد الذي يمكن أن يسقط. وربما ما توفر من مزايا في المبادرة الخليجية لهذا النظام كي يرحل، لن يتوفر فيما لو سُحبَت هذه المبادرة وتصاعدت الثورة الشعبية.