يحاول تنظيم القاعدة من وقت لآخر بعث رسائل حضوره، متجاوزاً وبوثوق الإجراء ات الرسمية لتقليص هذا الحضور. الأحد الفائت قتل قاعديون يستقلون دراجات نارية الضابط في مباحث أبين محمد عمر السماوي، كأول ضحية لقائمة القاعدة التي تضم 55 ضابطا أمنيا كانت أعلنت عنها الشهر الماضي وتوعدت بتصفيتهم ما لم يقدموا استقالاتهم من أعمالهم الأمنية،وخيرتهم القيام "بإعلان التوبة أمام الناس في جامع زنجبار ، أو الاستعداد للقتل في أي لحظة".الأمر الذي يضع - بحسب مراقبين - السلطات في المحافظة والتي تخوض مايشبه الحرب المفتوحة مع القاعدة أمام تحدٍ جديد في حماية بقية أسماء القائمة، خاصة بعد استهداف أحد ارقامها. وأواخر الأسبوع الفائت أطلقت قذيفة صاروخية على سيارة دبلوماسي بريطاني في العاصمة صنعاء في تكرار محتمل لمحاولة انتحاري من تنظيم القاعدة لاغتيال السفير البريطاني في ابريل الماضي.. وقال جريجوري جونسن الخبير الأمريكي في الشؤون اليمنية "هذا الحادث - استهداف الدبلوماسي البريطاني- يأتي بعد اشتباكات استمرت لأشهر بين تنظيم القاعدة والحكومة اليمنية في محافظتي أبينوشبوة.. ويضيف "هذا أسلوب القاعدة في قول إنها ما زالت بخير وتستطيع شن هجمات في أي مكان باليمن حتى في العاصمة". وبالنظر إلى عمليات التنظيم المنفذة مؤخراً وتمكن منفذيها من الفرار يثبت مدى الضعف في عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ونقص المعلومات لديها حول تحركات عناصر التنظيم. وتكررت هجمات تنظيم القاعدة على أهداف محلية وغربية بمعدل اكبر منذ أعلنت صنعاء "الحرب" على التنظيم بدعم من الولاياتالمتحدة بعد أن أعلن المسؤولية عن محاولة تفجير فاشلة لطائرة أمريكية في ديسمبر الماضي. وأسفرت هجمات صاروخية أمريكية - لا تزال الحكومة تنفي أي مشاركة للطيران الأمريكي فيها- جرت من وقت لآخر لدعم الحملات العسكرية ضد القاعدة عن سقوط قتلى مدنيين في بعض الأحيان، مثلما حدث في أبين وصعيد شبوة وهو مصدر إحراج لحكومة تدرك المشاعر القوية المناهضة للولايات المتحدة التي يكنها الكثير من اليمنيين. ويظهر هذا الأمر جلياً من خلال نفي السلطة لتصريحات بعض مسئوليها نشرت في ال CNNوفي مقدمتهم رئيس أركان حرب الأمن المركزي يحيى محمد عبدالله صالح الذي قال إن طائرات أمريكية شاركت في ضرب بعض مناطق القبائل التي يعتقد بإيوائها لعناصر من القاعدة . مؤكداً أنه على الحكومة اليمنية أن لا تخجل من هذا الدعم الامريكي. ورغم ذلك فإن الرئيس علي عبد الله صالح حريص على الاستفادة من الدعم الغربي وإظهار أن اليمن يدفع ثمنا غاليا لالتزامه الذي يجري التشكيك فيه أحيانا بمكافحة تنظيم القاعدة. وذكر موقع الجيش على الانترنت أن اليمن خسر 12 مليار دولار في قطاعي السياحة والاستثمار منذ استهدف تنظيم القاعدة سفينة حربية أمريكية(كول) بتفجير في ميناء عدن عام 2000 أسفر عن مقتل 17 بحارا. وقال إن 64 من أفراد قوات الأمن قتلوا في معارك ضد القاعدة منذ بدأت الحملة في منتصف أغسطس الماضي. وفي سياق متصل أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسئوليته عن الهجوم الذي استهدف حافلة تابعة للأمن السياسي بصنعاء، وأخرى بمحافظة لحج الشهر الماضي. وقال بيان التنظيم إن الهجوم أدى إلى مقتل (14) من كبار ضباط الأمن السياسي"شعبة مكافحة الإرهاب" وإصابة آخرين ، فيما كان مصدر أمني قال حينها إنه قتل شخص واحد فقط وأصيب ثمانية آخرون. وحسب بيان تنظيم القاعدة فإن الهجوم يأتي ضمن سلسلة عمليات "نفي الخبث" والتي قامت به سرية من المجاهدين في ولاية صنعاء يوم السبت 16/ شوال/ ، عقب أن كان الضباط قد انتهوا من دورة استخبارتية في مكافحة الإرهاب بإشراف ضباط أمريكان، وتم استهدافهم في أول يوم لنزولهم الميداني بعد عملية رصد محكمة، وقد عاد من أسماهم البيان بالمجاهدين إلى قواعدهم سالمين ". كما أعلن التنظيم مسئوليته عن استهداف نائب مدير الأمن السياسي "الحاشدي" وإصابته بطلقتين في محافظة لحج ، واغتيال العقيد علي عبد الكريم البان مدير التحقيقات والقائم بأعمال نائب مدير الأمن السياسي مساء الجمعة 6/ رمضان/1431ه ، في منطقة "تُبَن" واستهداف مبنى الأمن السياسي يوم السبت 25/ رمضان، والذي نتج عنه تدمير السور، وتدمير سيارة تابعة للأمن السياسي، ومقتل (7) وإصابات أخرى في صفوف منتسبيه ، إضافة إلى تفجيرين في مبنى الأمن العام أدت إلى أضرار في المبنى. ومطلع الأسبوع الجاري وجهت تهمة للقاعدة بقتل ضابط في المخابرات بمحافظة حضرموت. وقالت مصادر أمنية إن مسلحين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية قاما الجمعة الماضية باغتيال الضابط عبدالعزيز باشراحيل أحد ضباط الأمن السياسي بحضرموت رمياً بالرصاص أثناء ما كان يتسوق مع أسرته في أحد الأسواق غرب مدينة المكلا. ولم يتسن التأكد من هوية الجناة الذين لاذوا بالفرار، لكن المصادر الأمنية أوضحت أن التحقيقات الأولية تشير إلى عدم وجود خلاف جنائي أو ثأر مع الرجل ما يعني أن العناصر المتشددة من تنظيم القاعدة قد تكون لها صلة بالحادث". وحسب ذات المصادر فإنه تم فرض طوق أمني في المنطقة التي شهدت الجريمة واستحداث عدد من النقاط الأمنية للبحث عن الجناة. وباتت الدراجات النارية مؤخراً مرادفة للموت، إذ بات المسلحون التابعون للقاعدة أو لغيرها يستخدمونها لشن هجمات على قوى الأمن في المحافظات التي تشهد اضطرابات. وطبقاً لتقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية فإن السلطات منعت استخدام الدراجات النارية كوسيلة للنقل بالأجرة في يونيو الماضي بمحافظة أبين الجنوبية، وذلك بعد تسجيل 28 هجوما شنها ناشطون بواسطة دراجات منذ بداية العام. وبحسب السلطات، اسفرت هذه الهجمات عن مقتل 15 عسكريا في محافظة ابين التي باتت تعد من معاقل تنظيم القاعدة، اضافة الى كونها من المحافظات التي تشهد أعمال عنف مسلح. وقال وكيل محافظة ابين احمد ناصر جرفوش إن "غالبية الهجمات ضد الضباط والجنود ومقار الاجهزة الامنية في محافظة ابين شنها اشخاص كانوا يقودون دراجات نارية. وفي محافظة شبوة التي شهدت قبل اسابيع حملة عسكرية ضد عناصر القاعدة ، توفي جندي وأصيب آخرون بعد انقلاب طقم عسكري يتبع الأمن المركزي إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين يعتقد أنهم من انصار القاعدة في مفرق المصنعة بمديرة الصعيد بشبوة . وعاد أهالي وادي يشبم بمديرية الصعيد مجدداً للنزوح منذ منتصف ليلة الأحد الماضي بعد أن حلقت فوق المنطقة طائرات عسكرية مقاتلة فاتحة حاجز الصوت والذين اعتبروها مقدمة لضربة قد توجهها الطائرات للمنطقة .فيما اعتبرها مراقبون مجرد رسائل معينة تحاول السلطة إرسالها للقبائل وإخافتهم من أجل الضغط عليهم لتبني مواقف تجاه من تصفهم السلطة بالقاعدة. وكان الدكتور "علي حسن الاحمدي" محافظ محافظة شبوة قد حذر في اجتماع حضره وكلاء المحافظة والقيادات الأمنية واعيان ومشائخ مديرية الصعيد في 3/10/2010م بالمركز الثقافي بعتق من مغبة التغاضي عن أعضاء القاعدة. وخاطب الأحمدي المشائخ قائلاً "إن أعضاء القاعدة يمرون ويسرحون في قراكم وانتم تشاهدونهم بعيونكم وإذا تم التغاضي عن هؤلاء فإن الخطر سوف يصبح كبيرا وسوف تندمون جميعا على عدم التنبه لهذا الخطر". وذكرت مصادر عليمة أن عددا من قيادات الدولة الأمنية والعسكرية وصلت إلى شبوة، في زيارة يتوقع أنها ذات صلة بأحداث يشبم، خصوصا بعد فشل اللجنة الأمنية في المحافظة من تحقيق أي نتائج تذكر بعد مضي أكثر من أسبوعين على حادث الكمين الذي استهدف محافظ المحافظة ونائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوى البشرية وعدد من القيادات الأمنية بالمحافظة. الى ذلك تشهد عدد من مدن الجنوب إجراءات عسكرية مشددة وطلعات جوية مكثفة بحسب شهود عيان قالوا ل" التغييرنت" ان عاصمة محافظة شبوةعتق ومديريات ، منها الصعيد وميفعة وبعض المديريات باتجاه محافظة أبين شهدت طلعات جوية مكثفة من مطار عتق العسكري. وبحسب الشهود فقد شوهدت أكثر من 20 طائرة عسكرية في اجواء المديريات، حيث تقوم بتشكيل سرب.. كل 5 طائرات تقوم بطلعة واحدة، ابتداء من السبت الفائت. وافاد الموطنون في المناطق الجبلية انهم شاهدوا مساء الجمعة الفائتة مرور طائرة صغيرة بدون طيار في منطقتهم، معتقدين انها طائرة أميركية، كانت تقوم بتصوير المنطقة. وقال الاهالي إن تعزيزات عسكرية وأمنية وصلت الى محافظتي أبينوشبوة " والتي تأتي بعد زيارة رئيس الجمهورية ونائبه إلى أبين قبل ايام. وتفيد مصادر رسمية ان الإجراءات الأمنية المشددة في المحافظة تأتي ضمن الإجراءات الخاصة بتأمين خليجي 20 في أبين، فيما يتوقع آخرون توجيه ضربات عسكرية لتنظيم القاعدة الذي ينشط في هذه المناطق. وتشير مصادر محلية أن الأجهزة الأمنية رفعت جاهزيتها الأمنية في مديريات المحافظة منها مديرية الصعيد والحوطة، حيث تم تعزيزها بعدد من الأطقم العسكرية، واستحداث نقاط أمنية على الطرق. في نفس السياق نفى متهم بمحاولة اغتيال موكب عسكري بشبوة الأسبوع الماضي ويدعى احمد عاطف من أبناء الصعيد في تصريحات صحفية علاقته بمهاجمة موكب محافظ شبوة. وأوضح انه لا علاقة له ب" القاعدة حيث تمت تبرئته قبل أربع سنوات وأطلق سراحه من السجون اليمنية.وأشار الى انه يقيم مع أسرته بمدير رداع بالبيضاء وأنه غير متواجد في الصعيد منذ سنوات.