بعد أن أتمت أحزاب اللقاء المشترك برنامج الاعتصام الجماهيري الحاشد الذي نفذته أمام جامعة صنعاء نادى المنادي بمكبر الصوت للجماهير المحتشدة أن تتفرق بهدوء وأن الاعتصام والمهرجان قد انتهى وطالبهم المنادي بالعودة إلى منازلهم. ولكن لم يتم ذلك بل أخذت مجاميع من الشباب تتجمع وهي رافعة الأعلام لتشكل مسيرة جماهيرية ضخمة أخذت تشق طريقها نحو الجامعة القديمة وهي تردد (الشعب يريد إسقاط النظام) تلك المسيرة العفوية التي شكلها عدد من الشباب المتحمس أخافت اللجنة الأمنية المنظمة للحفل من أن تتحول إلى مسيرة شغب ويندس في أوساطها بعض المكلفين بتحويل المسيرات السلمية إلى مسيرات فوضوية فقامت عناصر من اللجنة باللحاق بالمسيرة إلى قرب المركز الإيراني ومناداتهم بأن الاعتصام قد انتهى ولكن مسيرة الشباب شقت طريقها غير آبهة لذلك النداء فقامت مجموعة أخرى من عناصر تلك اللجنة بسبقهم إلى جولة القادسية ووقفت أمامهم في الجولة تطالبهم بإنهاء المسيرة ولكن تلك المسيرة تخطتهم لتنضم إليها مجموعة أخرى كانت متجمعة أمام (سيتي مارت) وكانت تهتف (يا حمادة قول لبوك أن الناس بيكرهوك) فتضخمت المسيرة وتضاعف حماس الشباب المشارك الذي أخذ يشق طريقه بالمسيرة متجها إلى الأمام بدون أن يكون لتلك المسيرة اتجاه محدد وكان بعض المراقبين يظنون أن المسيرة سوف تتفرق بمجرد أن تصل الجامعة القديمة ولكن استمرت في المسير بعد أن تعدت الجامعة القديمة وأخذت تشق طريقها باتجاه شارع حدة ثم بعد ذلك بدأت تتفرق بسبب عدم تحديد الاتجاه وأصبحت الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا ولكن عادت مجموعة منهم للاعتصام مرة أخرى أمام بوابة الجامعة الجديدة نفس المكان الذي انطلقت منه. ثورة الطلاب يقودها الحمدي من قبرة وفي مساء نفس اليوم الخميس الذي نفذت فيه أحزاب اللقاء المشترك اعتصامها كانت مجاميع من الشباب قد افترشت المدخل الأسفلتي الذي يؤدي إلى بوابة الجامعة الجديدة وأخذت تهتف: (يا حمدي عود عود شعبك يشحت في الحدود، يا حمدي عود عود من بعدك خانوا العهود) وقد فوجئت العديد من الجهات الناشطة باعتصام أولئك الشباب أمام الجامعة حتى لجنة الطلاب نفسها التي علمت باتصال هاتفي بأن هناك اعتصاماً شبابياً أمام الجامعة حيث لم يكن لهذه المجموعة أي تواصل أو تنسيق مع أي جهة سياسية وقد قامت مجموعة من لجنة الطلاب المنسقة للثورة الشبابية بالانتقال إلى أمام الجامعة حتى تتأكد من حقيقة ذلك الاعتصام المفاجئ وقد قمنا بمرافقة الشباب بعد أن تم إبلاغنا كوسيلة إعلامية، حيث وجدنا مجموعة كبيرة من الشباب يصل عددها ما يقارب مائة وخمسين شخصا أغلبهم عمال قد يئسوا من الحصول على عمل ومجرد وصولنا وزعوا علينا أوراقاً بعضها كانت مكتوبة بخط اليد والبعض الآخر مطبوعة ومكتوب عليها دعوة إلى أن يكون يوم الجمعة انطلاق شرارة مطالبة النظام بالرحيل سموها جمعة الغضب وأكدوا على أنهم سيواصلون اعتصامهم حتى ظهيرة يوم الجمعة لتنطلق شرارة غضبهم في المطالبة برحيل النظام واستمروا يواصلون هتافهم والتلويح باللافتات المكتوب عليها عبارات تطالب النظام بالرحيل تلك اللافتات هي من بواقي ما تم تركه من اعتصام أحزاب اللقاء المشترك في صباح ذلك اليوم واستمرت هذه المجموعة المتحمسة التي لم تجد من يتبناها تهتف حتى بعد منتصف الليل فداهمتها الأجهزة الأمنية وتمكنت من تفريقها واعتقال بعض الناشطين المؤثرين فيها وكان عدد من تم اعتقالهم أربعة أشخاص هم شمسان الأسكندر وهاشم الأبارة وريدان نور الدين ومتين المليكي والذين تم اقتيادهم إلى قسم شرطة 14 أكتوبر الذين تعرضوا فيه للاعتداء اللفظي الجارح والإهانة من خلال (الدهف) بالأيادي بطريقة عنيفة حسب تصريحهم وقد قضوا ليلتهم في قسم الشرطة وتمكنوا بعد ذلك من التواصل مع النائب البرلماني القاضي أحمد سيف حاشد في عصر يوم الجمعة الساعة الثالثة عصرا والذي بدوره ذهب إلى قسم الشرطة وطالب بإحالتهم للنيابة إذا كانت هناك جريمة مرتكبة من قبلهم بعد ذلك تم الإفراج عنهم ولكن بعد أن تحولت جمعة غضبهم إلى جمعة حبسهم وتم لهم بعد ذلك ترتيب أنفسهم مع اللجنة الطلابية التي قررت تجميد نشاطها إلى ما بعد الانتهاء من الامتحانات للترم الأول ومعاودة نشاطها بعد ذلك.