كتب/ محمود الطاهر لعل العديد من الجماهير الرياضية اليمنية بشكل خاص، والعربية على وجه العموم تتساءل -حائرة- عن سبب عدم بروز الملاكمة في اليمن، وعدم وجود بطل على أقل تقدير يكون يمنيا على مستوى المنطقة العربية، لا سيما بعد أن وصل البطل اليمني "نسيم حميد كشميم" إلى ما وصل إليه في الملاكمة، من تألق .. واستعراض مهارات، ونازل أبطال العام، وحصد النجاح تلو الآخر وظل بطلا عالميا في وزنه "الريشة" فترة طويلة قبل أن يخسر نزاله الأخير بفارق نقطة. شخص آخر خانتني الذاكرة لذكر اسمه، فهو يصول ويجول على حلبات الملاكمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. والمراقب لما يدور يبحث عن مكان الملاكمة في اليمن. أحد الأشخاص سألني ما الذي يفعله اتحاد الملاكمة اليمني في جانب إعداد وصقل المواهب اليمنية لإظهار بطل يمني جديد بعد نسيم، تلعثمت في الإجابة ولم أستطع أن أرد عليه فحاولت الهروب من الإجابة بكل براعة لعلمي أن ما سأل عنه هذا الشاب لا يفكر به اتحادنا الموقر. ولأني من أبناء هذا البلد أعرف أنا وغيري أن اتحاد الملاكمة في اليمن ما هو إلا اسم شرفي فقط، ولا يوجد هناك من يشعر بالمسئولية الوطنية تجاه هذا الوطن، ويقوم بإعداد وتخطيط لإبراز أبطال يضاهون شبابنا الذين يرفعون علم اليمن في كل انتصار، وكل من يجلس على كرسي رئاسة الاتحاد لا يهمه سوى المخصصات المالية. حيث تواردت إلينا معلومات مؤكدة أن سبب عدم ظهور أبطال من الداخل ناتج عن عدم وجود الإدارة المثلى من ذوي الاختصاص والكفاءة الرياضية التي تعمل من أجل تطوير اللعبة ومستقبلها لتؤكد أن اليمن مليئة بالمواهب والأبطال، وما هي إلا كنوز مخفية تحت رمال الصحراء بانتظار الرياح التي ستزيح ذلك من فوقها لتظهر بكل وضوح. نائب رئيس الاتحاد اليمني للملاكمة محمود جميع مبارك يعترف أن سبب فشل الاتحاد اليمني للملاكمة هو سلبيات عمل رئيس الاتحاد وآلية العمل التي يدير بها الاتحاد، مما سبب تسيباً واضحاً للعبة وإخفائها من على الخارطة الرياضية اليمنية، وتكاد أن تنقرض تماما إن لم يتم التدخل الفوري من جهات الاختصاص ويقول جميع إن انعدام التنسيق مع قيادة الاتحاد المتواجدين في عدن والذين وصفهم بأصحاب الخبرات ويتم تهميشهم وتجاهلهم من أحد الأسباب التي أعاقت اللعبة. ويواصل نائب رئيس الاتحاد اليمني للملاكمة أن الاتحاد أشبه بالمجمد إن لم يكن مجمداً بالفعل ومعزولاً عن الخارج، ولا يوجد تواصل مع الاتحاد العربي والآسيوي والدولي، مستدلا بأن اتحاد الملاكمة اليمني لم يدفع الاشتراكات للاتحاد العربي منذ 16 عاما وحتى شهر مارس المنصرم. إضافة إلى ذلك فإن الاتحاد لم يعمل منذ تأسيسه على انتظام الاجتماعات لمناقشة مشاكل اللعبة والتعرف على معوقاتها لإيجاد حلول لاحتوائها والعمل قدما لإنجاح الملاكمة وإبرازها عربيا وآسيويا ودوليا، كاشفا أن الاتحاد ومنذ تشكيله وحتى يومنا هذا سجل ثلاثة اجتماعات دورية ورسمية، فضلا عن عدم وجود أرشيف للاتحاد يحفظ على أقل تقدير إن كان هناك مراسلات مع نظرائه في الخارج. ومن خلال ما ذكرت آنفا فإن الاتحاد اليمني للملاكمة مجرد اتحاد اسمي لا عملي فكيف لوزارة الشباب والرياضة أن تدفع مخصصات الاتحاد وهو يفتقد لأبسط مقوماته الأساسية كالأرشيف أو السجل المحاسبي، وهذا نضع عليه علامة استفهام أمام لجنة تقييم الاتحادات التي انتهت من نزولها الميداني وننتظر منها الإعلان عن النتائج التي توصلت إليها. ولم نسمع منذ أن تكون اتحاد الملاكمة أنه أعلن عن برامجه وأنشطته الموسمية أو أنه أقام دورات تدريبية أو تعريفية أو تحكيمية لأعضائه باستثناء تلك الدورة التدريبية التي أقامها الخبير الدولي رائد نعمان المشرف الفني للاتحاد تحت رعاية التضامن الأولمبي والتنسيق مع اللجنة الأولمبية التي تقيم ذلك لمختلف الاتحادات بشكل دوري سنويا. اتحاد الملاكمة يفتقر أيضا إلى وجود عنوان الكتروني على موقع الشبكة العالمية للتعريف بنفسه على الأقل وأن اليمن تمارس هذه اللعبة وهو الأمر الذي أدى إلى العزوف كليا عن المشاركات الآسيوية والدولية لاعتقادهم أن بلادنا بدون ملاكمة وأنهم اعتزلوها نهائيا بعد أن اعتزل البطل العالمي في وزن الريشة نسيم حميد الذي يبدو أن بلادنا تأثرت بذلك كما تأثرت أسواق المال العربية من الأزمة المالية العالمية التي بدأت في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبالرغم أنه يتواجد في بلادنا الخبير الكوبي إلا أن الاتحاد اليمني لم يستفد من خبرته شيئا، بالإضافة إلى ذلك فإن اتحاد الملاكمة لا يمتلك مقرا له كبقية الاتحادات في العاصمة صنعاء والاستفادة من الأثاث المكتبية المكلفة، فهو بالإضافة إلى كونه اتحاداً متنقلاً -إن جاز لنا إطلاق عليه تلك التسمية- فإن رئيس الاتحاد يقوم بالتدخل في الشئون التحكيمية والفنية وفرض الرأي إذا حدث وأن نظمت بطولة بالمزاج وعدم التفرغ للعبة أثناء العمل الحقيقي على اعتبار أنه رئيس اتحاد، كما يراه مصدر في اتحاد اللعبة. وعن طبيعة عمل الاتحاد التي من المفترض أن يقوم بها فاجأنا نائب رئيس الاتحاد اليمني للملاكمة بصراحته عندما اعترف أن طبيعة عملهم محصورة في متابعة المخصص المالي للاتحاد دون أن يوجد هناك عمل حقيقي يستدعي من الاتحاد المطالبة بتلك المخصصات.