صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ريمة.. شتات وقسوة وجهاد ومن وسط أدغال العزلة سجل أبناؤها حضورهم الثقافي والإنساني
نشر في الوسط يوم 11 - 11 - 2009

تجاهلها الإمام واستعمرتها الثورة وخذلتها الوحدة .. تحقيق / محمد غالب غزوان ريمة القبيلة المذحجية الوحيدة التي كانت تتبع إداريا العاصمة صنعاء وكانت تلك التبعية وبالا عليها، امتصت رحيق زهرة شبابها وقذفت بها وهي عجوز هالكة ليظفر بها العتاولة من أجل تكريس الجهل والعزلة مرة أخرى، حيث تحول أبناؤها إلى شتات ينتشر في كافة أرض اليمن صراع من أجل الحياة وبثمن بخس ورغم أن تعداد السكان يبلغ مليون نسمة إلا أن شتات ابناء ريمة جعل البعض يعتد أن ريمة تشكل أكبر عدد سكاني في حيث يطلقون على ريمة صين اليمن الشعبية وأبشع ما تعاني منه هذه المحافظة الوليدة المخاطر التي تهدد الطفولة، فنسبة 70% من الأطفال الذكور يتم القذف بهم إلى سوق العمل بمجرد أن تصل أعمارهم إلى الثانية عشرة، حيث يواجهون المتاعب ويحرمون من التعليم، ولا يوجد شيء اسمه سن الشباب عند أهل ريمة فالشاب يعتبر كهلا جراء طبيعة البيئة الاجتماعية.. فإلى المحافظة المظلومة والمقهورة ريمة. التجاهل المتوكلي تقع ريمة في أوساط أدغال جبلية شامخة ويقال إن كلمة ريمة تعني بالحميرية السلالم التي تؤدي إلى المرتفعات ولم تواجه المملكة المتوكلية أي تمرد من ريمة ولم تفرض عليها سيطرة كاملة ولكن كانت تعتمد عليها في الجبايات التي كانت تفرض على العديد من المناطق بينما كانت مناطق أخرى لا تدفع أي جبايات بسبب صعوبة الوصول إليها وتعتبر ريمة أرض خير من الجانب الزراعي، فقد كانت تزرع البن قديما وكان العسل الريمي يشكل أجود أنواع العسل في مائدة المملكة المتوكلية وبقية ريمة تعيش في عزلة ولم تعان من مطامع غزو القبائل الأخرى لأنها محصنة بجبالها.. فهي تماما تشبه السلحفاة محصنة بدرع واق وبطيئة في السير وكذلك كانت تشتهر بزراعة الحبوب وبالذات الذرة الحمراء والذرة البيضاء والشامية أيضاً وسميت إحدى مناطقها ببلاد الطعام لأن القوافل كانت تصل إليها لاستقبال الخيرات الهابطة من الجبال العالية والتي تنقله القوافل بعد ذلك إلى ميناء الحديدة والمخاء وكانت تصدر بعض تلك البضائع إلى جدة ومكة وباقي السهول الساحلية في نجد والحجاز التي تعرف حاليا بالمملكة السعودية. ثورة الاستعمار ثورة 26 سبتمبر عام 1962م اهتمت بأهم المدن الرئيسية في ذلك الزمن وبقيت مشغولة في مواجهة المؤامرات التي كانت تحاك في السعودية من أجل إجهاض الثورة التي لم تتمكن من تحقيق أي تنمية أو بناء بنية تحتية وحتى حكومة 5 فبراير 69 كانت حكومة هشة حكمها التيار الملكي الجمهوري الذي فُرض على الثورة وكرس الجهل والعزلة وبدأ الوضع الاقتصادي ينهار في اليمن وبدأ أبناء ريمة يخرجون من قراهم ولكن بشكل بسيط وكانت مدينة الحديدة أول وجهات هجرتهم ومنها إلى السعودية ولكن سرعان ما انهار حكم التيار الملكي الجمهوري وسلم القاضي عبدالرحمن الإرياني زمام الحكم سلميا للرئيس الشهداء إبراهيم الحمدي الذي شهدت البلاد في عهده طفرة اقتصادية وهجرة بكرامة إلى السعودية والذي تزامن مع بناء وإنشاء عدد من المدارس والمراكز الصحية لمنطقة ريمة مع تدفق ريمي للهجرة إلى السعودية من الرجال الذين هم في سن العمل والذين كانوا بحوالاتهم يؤمنون عيشاً طيباً وتعليماً لأبنائهم، حيث تدفق للدراسة الكثير من أبنائها إلى مدينة الحديدة الأقرب لهم وكانت بالنسبة لهم بداية الهجرة لأن في أيام الإمام لم يهاجر أصحاب ريمة إلا ما ندر رغم أن نهاية جبالهم تتصل بسهل تهامة والتي يسهل العبور منها إلى مدينة عدن التي كانت وجهة لكل من يغترب ويهاجر في ذلك الزمان وأيضا كانت تسهل الهجرة إلى الحبشة من ميناء المخاء القريب من نهاية جبال ريمة ولكن أهل ريمة لم يهاجروا إلا نادرا والنادر لا حكم له ولكن هجرتهم بدأت من بعد الثورة وبالذات من عام 70 بشكل ملموس للرجال البالغين ورغم أن تلك الهجرة كانت توفر الأمان لتأسيس جيل متعلم في ريمة التي أثبتت الوقائع بأن أبناءها يمتازون بالذكاء والصبر والجلد إلا أنه سرعان ما تم اغتيال الحمدي وتغير اتجاه الثورة وتغيرت الكثير من الخطط التي كانت ستنهض باليمن. إلحاق ريمة استمرت آثار الطفرة الاقتصادية لعهد الرئيس الحمدي حتى السنوات الأولى من عهد حكم الرئيس علي عبدالله صالح وتمكنت ريمة من إنتاج شباب متعلم بعض الشيء ويغطي بعض احتياجاتها من خريجين في المجال الصحي وبعض المنخرطين منها في السلك العسكري في القوات البحرية بعضهم حصلوا على رتبة ضابط وكانوا ركيزة لا بأس بها في البحرية وبدأ أبناؤها يتدفقون بشكل أكبر للهجرة إلى السعودية ولكن شهدت ريمة وقائع مفاجئة لم تكن بالحسبان وهي تشكيل خلايا للجبهة الوطنية الديمقراطية تعارض الحكم وتطالب بإسقاط النظام، كانت تلك المعارضة مسلحة خرجت على إثرها قوات عسكرية من الجيش تشكلت من معسكرات عدة أغلبية من تم اختيارهم للقتال كانوا من أبناء ريمة رغم قلتهم في صفوف الجيش في ذلك الزمان وحصلت مواجهات في منطقة ريمة.. بعد هذه الوقائع تم إلحاق كافة مديريات ريمة بمحافظة صنعاء وسبب تسمينها لذلك التقسيم إلحاقاً هو أنه لم يكن هناك أي توافق جغرافي واجتماعي كي تكون ريمة تابعة لصنعاء التي تقطنها القبائل الغرامة التي تستحوذ وتشارك في الحكم وتكرس الحروب والثارات والقطاع بينما ريمة كانت بعيدة جغرافيا عن صنعاء وتتمتع بنفس مدني، لا تميل إلى الحروب والقطعات ولا تفرض أبناءها في المواقع والمناصب ولهذا لم يشفع لها هذا الإلحاق حتى بالحصول على طريق ممهد يربط حتى واحدة من مديرياتها بالعاصمة صنعاء ولكن صنعاء فرضت عليهم مدراء النواحي والجنود وتواجدت عسكريا وجبائيا من خلال أخذ الزكوات والضرائب وأي اعتراض ريمي لهذا الإلحاق يواجه بالرد "كل اليمن واحد".. هذه العبارة التي تستغل دائما من أجل إلحاق سكان مناطق إلى أخرى من أجل الهيمنة عليها ولا شك في أن اليمن واحد ولكن ليس أهل ريمة مثل خولان من جانب المشاكسة وفرض الهيمنة فالعديد من التقسيمات الإدارية أضرت وهمشت فمثلا منطقة أوصاب لا تبعد غير 2 كيلومتر عن العدين مما يعني أنها إلى إب أقرب من ناحية تنميتها اقتصاديا ولكن تتبع محافظة ذمار وكانت ريمة إلى الحديدة أقرب ولكنها ألحقت بصنعاء التي استثمرتها في فترة زخم اقتصادي وكبددتها إهمالاً واضحاً.. فرغم كثافتها السكانية لم تحصل على مشاريع خدمية مقارنة بالمناطق الاخرى وحتى مشاركتها في الحكم ونصيبها فيه كحق تواجدها في قوات الجيش والأمن قياديا وعسكريا لم تحصل عليه. الوحدة تخذلها تحققت الوحدة وريمة من صنعاء وما هي من صنعاء ولكن كانت في حال أفضل وكان المغتربون يسدون العديد من العيوب رغم أن أغلبية مغتربيها يعملون في مجال المقاهي الشعبية التي هي أشبه باللوكندات مقرونة بخدمات الشيش ومنهم من كان يعمل في البقالات وقليل تمكن من بناء رأس مال ولكن الوحدة تلازمت باجتياح صدام حسين لدولة الكويت وكان موقف اليمن مزعجا لدول الخليج الأمر الذي زاد الطين بلة عند السعودية التي كانت منزعجة من تحقيق الوحدة اليمنية ومحتارة كيف تتعامل مع الجواز اليمني الموحد الجديد فكانت الفرصة الذهبية لتطبيق نظام الكفالة على اليمنيين وزادت الدولة اليمنية في تحذير اليمنيين المغتربين من الخضوع لقرار المملكة وطالبت المغتربين اليمنيين بالعودة إلى اليمن وكان أهل ريمة المغتربون مثل باقي اليمنيين الذين عادوا إلى الوطن الذي لم يستطع أن يستوعبهم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا فساءت أحوال كافة العائدين، لكن أبناء ريمة كانوا لا محافظة لهم فمحافظتهم صنعاء مشغولة بقبائلها العسرين، تعمل من أجل إرضاءهم وخلق من أوساطهم تجار ومسئولين في ظل التنافس المحموم مع شريك الوحدة الحزب الاشتراكي الذي ندم بعد تحقيق الوحدة على عدم استجابته أن يكون عميلا للسعودية بعد أن وجد أن المواقف والصلابة الوحدوية لديه تحاول عمائم العم رشوان التهامها ولهذا لم يلتفت لأحد وكرس موقفه كدفاع عن نفسه وتخلى حتى عن أنصاره من القواعد الشعبية في الشمال وبدأت تظهر في الخطابات السياسية لقياداته العنصرية الإقليمية فلم تجد ريمة لنفسها مساحة في التنظيرات الاقتصادية للدولة ولكنها وجدت سجلات أخرى تطالبها بالزكاة والضرائب والجبايات وغيرها وانتشر أبناؤها في كافة المحافظات يكسبون رزقهم بصبر وجلد وآمالهم تتطلع إلى بعض مثقفيهم عسى ينقلون أوجاعهم إلى قيادات عليا تقدر حالهم ولكن تلك القلة من مثقفيها خيم عليها الصمت المطبق ولم تمر الانتخابات البرلمانية الأولى إلا وأهل ريمة قد دفعوا الكثير من أبنائهم اليافعين ممن هم في سن 16، 17 وما فوق إلى سوق العمل والذين أبدعوا في ابتكار أساليب ترويجية في مجال البيع بواسطة العربيات حتى كادت أن ترتبط بهم ارتباطا كاملا.. كان هذا الدفع للشباب على حساب قدرات كانت قابلة لأن تصبح كوادر متخصصة ولكنها تحولت إلى عمال مهمشين والمؤسف أكثر أن تلك الطاقات من الشباب التي خرجت إلى سوق العمل لم تتجه إلى ممارسة الأعمال الفنية والتضحية ببضعة شهور في العمل بالورش الميكانيكة والكهربائية واللحام وغيرها مثل ما يفعل أبناء تعز الذين يستحوذون على مهن متنوعة، هذا التخاذل أصاب البنية الاجتماعية الريمية في الصميم واستمرت ريمة تمارس حياتها وهي مكسورة الجناح وفاقدة للأمل بعد أن استعمرتها الثورة وخذلتها الوحدة وعاملتها الأم صنعاء معاملة الخالة وبرز المنافقون والهدارون والمترزقون على حساب اللحمة الريمية التي تعيش الشتات في أرجاء معمورة تعمل بكد وبثمن بخس ومن بخس إلى بخس وإلى اليوم. الطفولة في عمق الخطر مأساة الطفولة الريمية لا نستطيع أن نوجزها في فترة واحدة في هذا المقام، فهي متنوعة ومن بين تلك التنوعات الفظيع والأفظع.. وربما ما زالت عالقة في أذهاننا تلك المأساة التي اودت بحياة مجموعة من الأطفال بسبب فساد اللقاح قبل ثلاث سنوات تقريبا، فالمنطقة معزولة ومترامية الأطراف والمراكز الصحية بالكاد يتوفر في بعضها ممرض يهادن الألم ونسبة الفقر مرتفعة مما يصعب على الأسرة دفع ثمن نقله بسيارة إلى أقرب مدينة وتحمل مصاريف العلاج، فالطفل المريض يعالج بطريقة بدائية تضاعف آلامه إن سلمت حياته غير أن الكثير من الأطفال ممن هم في سن الثامنة وحتى الثانية عشر توكل إليهم مهمة نقل المياه بواسطة الحمير حتى الإناث توكل إليهن هذه المهمة ويتكبدن مخاطرها وقال لنا الآباء في تصريحاتهم أن هذا الامر يهون عندهم ولكن الخطر الحقيقي في غياب التعليم عن الغالبية العظمى من أبناء مناطق ريمة، فالمدارس نوعا ما متوفرة ولكن المدرسين في حالة غياب دائم وبحكم أننا في صحيفة الوسط سنورد لكم حال التعليم في ريمة في فقرة خاصة إلا أننا مضطرين لأن نوضح لكم أن أغلبية أطفال ريمة حين يصلون إلى سن الثالثة عشرة وبعضهم الرابعة عشرة يتم دفعهم إلى سوق العمل وتطلب منهم المغادرة إلى خارج محافظتهم، بعضهم بمفرده ما يعرضهم لمتاعب جمة منها الاستغلال الجنسي أما الذين يعملون برفقة أقاربهم أو معاريف من منطقتهم فإنهم يعملون فترة دوام تصل إلى خمسة عشر ساعة في مجال المباشرة في المطاعم أو التنظيف أو البيع والشراء وبأجر زهيد يتراوح ما بين 12-15 ألف ريال بدون أي عطلات أو إجازات أو ضمان صحي أو مكافآت وفوق هذا يشترط الآباء على رب العمل عدم إعطائهم الرواتب وحفظها أو تحويلها للأب ويتحول الطفل إلى مجرد آلة تعمل لصالح أب عنده أكثر من ثلاثة أطفال دفع بهم إلى سوق العمل وينتظر عوائد كدهم أواخر كل شهر بعضهم حين يصل إلى سن معين يتمرد ويترك العمل ويذهب إلى مكان لا يعلم به أحد، يختفي سنوات حيث ينجح بعض هؤلاء المتمردين ويفشل البعض فتحيط به العقد وأحيانا ينحرف بينما بعضهم يكون على ذمة (خالة) زوجة أب فرغم صغر سنه تجده عاملا في اللوكندات، مضحياً بالراتب لأبيه بشرط أن لا يطالبه الأب بالعودة إلى البلاد حتى للزيارة وسنقدم لكم نموذجاً لذلك خارج إطار هذه الفقرة.. وقال لنا كثير من الآباء في ريمة -الذين عاتبناهم ولمناهم باسم صحيفة الوسط لوما كبيراً على دفع أبنائهم إلى سوق العمل ولهف رواتبهم - أن انعدام التعليم وعدم توفر المدرسين يجعل من أبنائهم المراهقين ممن وصلوا سن الثالثة عشرة وما فوق عبئاً كبيراً عليهم إضافة إلى صعوبة التعامل معهم.. ويزيدون أن الشاب حين يصل إلى سن العشرين في ريمة يجب أن يتزوج ويعتبر قد تأخر في الزواج وأهل
القرية يبدأون يتحدثون عن تعثره ولهذا يتم دفعهم للعمل مبكرا من أجل تسليمهم راية الزواج ومجابهة متطلبات الحياة. الأمومة والمرأة تعاني الامومة في ريمة من الإهمال كثيرا فمستشفى ريمة الذي هو أشبه بمركز صحي يعيش حالة من العقم ولا تتوفر فيه طبيبة أو طبيب نساء وولادة وكذلك لا يتوفر فيه طبيب أطفال الامر الذي يصيب الأم الريمية بالحرقة والقهر وهي ترى طفلها يتألم في وسط مدينة تسمى جزافا عاصمة للمحافظة تحيط بها جبال عالية وطرق وعرة وسيارات المسئولين الفارهة تتجول بكبر غير آبهة بمعاناة الأم في ريمة وكذلك المرأة بصفة عامة في ريمة تعيش حالة بؤس دائم فرغم توافر المدارس ما زالت الفتاة لم تحقق تقدما في مجال التعليم ومن يصلن إلى المستوى الجامعي والثانوي عددهن قليل جدا وعند دخولك مدينة الجبين عاصمة المحافظة تشاهد لوحة كبيرة فوق مبنى متواضع مكتوب عليها.. اللجنة الوطنية للمرأة .. ولكن تلك اللجنة مجرد لوحة فقط فالمرأة الريمية ما زالت محرومة وبائسة وحتى الآن لم يتم تأمينها صحيا وياما نساء لقين حتفهن من جراء عسر مخاض الولادة أثناء لصعوبة نقلهن وياما أطفال حديثي الولادة يموتون لعدم توفر أطباء اخصائيين وأجهزة حضانة للأطفال. والذي يجب على الدولة والمنظمات واللجان سرعة إرسال حضانات أطفال وأطباء ولادة وأطفال إلى ريمة رحمة بالأطفال والأمهات. إن حال الأمومة والمرأة يدمي القلوب ويبكي العيون فهل هناك قليل من النخوة لدى مسئولي ريمة والحكومة ممثلة بوزارة الصحة ورئاسة الوزراء ونأمل أيضا قليلا من الكرم من المنظمات الإنسانية الدولية المهتمة سرعة إنقاذ الأم والطفل والمرأة في ريمة وتقديم دعم صحي تحت إشراف ورقابة مشددة. النسيج الاجتماعي ويتكون النسيج الاجتماعي في ريمة من قبائل عربية يمنية أصيلة ولم تتأثر بأي خليط خارجي ونسيجها مسالم جدا وقابل للتحضر إلا أنه مليء بالتحاسد ويعمل أحيانا ضد نفسه ويسهل تجميعه ودفعه من قبل من يملك الإمكانية والشباب يعيش حالة إحباط من جراء فساد متفش وكثرة خريجي الجامعات الذين لم يجدوا أعمالاً ولا توجد في ريمة صراعات قبلية مسلحة ولكن تكثر بينهم الخلافات الباردة وخلافات المكايدة وخاصة من يسعون إلى الوجاهة والتي هي من وجهة نظرهم الاستيلاء على مخصصات المشاريع ونهبها أما العامة فهي مغلوبة على أمرها ولكنها تستجيب للرشوة وترشي مدراء المكاتب بسخاء فهان أمرهم عند هؤلاء المدراء الذين هم سبب بلاء ريمة المستشري وفي كل الأحوال النسيج الاجتماعي الريمي أصيل وفيه كثير من العزة والكرم ولكن الفقر يعبث بأخلاق الرجال والجوع كافر. مسبك وريمة مثل كان يقال قديما لكل من أصابه الفقر في السهل التهامي (مسبك وريمة) التي كانت مليئة بالخير وتطعم الجائع واليوم أصبح الفرار من ريمة مخرجاً من الكساد والعوز والحاجة وزاد الطين بلة تلك الفوضى الإدارية التي تعيشها المنطقة وغياب المجلس المحلي عن دوره الإشرافي والرقابي والذي تحول أعضاؤه إلى باحثين عن النصيب الخاص من كل مشروع ينفذ وأغلبية أعضاء المجلس المحلي للأسف دائما ما يضللون المواطنين أنهم خسروا مبالغ مالية من أجل الفوز في عضوية المجلس المحلي أثناء الترشيح وهم بصدد تعويض خسائرهم حسب تصريحات المواطنين للصحيفة فتحولت المجالس المحلية آلية من آليات الفقر ووبالا على الشعب. نقطة الثلوث نقطة الثلوث في ريمة هي مجرد نقطة مساعدة لحفظ الأمن لكنها تحولت إلى شبه نقطة استفزازية في أسلوبها مع المواطنين فالنخيط على أهل ريمة أصبح سنة وأثناء ما كانت صحيفة الوسط تبحث عن سيارة عند مغادرتها لريمة بعد صلاة المغرب من يوم الأحد المنصرم وصادفها الحظ بسيارة هايلكس وصعدت مع الركاب للمغادرة استوقفتنا النقطة وطلبت رسوماً على الركاب من سائق السيارة رغم أنه لا توجد في ريمة أي فرزة ومشينا على أقدامنا حتى قرب النقطة. يا أمن ريمة أنتم لستم مخولين من أرحم الراحمين بان تشاركوا الناس في أرزاقهم فاتقوا الله في أنفسكم أولاً. وا أسفاه.. ريمة محافظة جميلة من حيث مناظرها الخلابة، جبال شاهقة وبرد ناعم مطعم بندى لفحات البحر من سواحل الحديدة ندى تم تحليته ربانيا في الآفاق العالية وزادت من حلاوتها تلك الحصون التاريخية التي توحي أن ريمة ما تزال في باطنها الكثير من الآثار وأسرار الحضارات ولكنها أشبه بتلك الحسناء التي أصابها الجدري المتمثل بالإهمال الذي تعيش وقلة الإمكانيات والجبايات التي تدرها المحافظة فتظل الطريق وزادت شحة المياه من المعاناة فاختل توازن الوضع الاقتصادي في المحافظة التي تتكبد الكثير جراء مزاجية المدراء الذين كل واحد منهم يرى أنه قد امتلك المنصب بوثيقة رسمية وخاصة أن أغلبية مدرائها غير مستوفين لشروط شغل المنصب قانونيا وفوق هذا نخاطين ويسرفون في طريقة تعاملهم مع المواطنين وكأنهم هم من خلقوهم فبعض المدراء فراعنة ولا حل إلا عصاة موسى. مستشفى ادخل واخرج مستشفى الثلايا في ريمة كان قبل سنوات تجرى فيه العمليات ويقدم خدمات تصل إلى 50% مما هو مطلوب ولكن تم تغيير مدير المستشفى الدكتور المتخصص الحاصل على درجة الماجستير بمدير آخر حاصل على دبلوم مختبرات فتحول المستشفى إلى مختبر عاطل فقد قامت صحيفة الوسط بزيارة هذا المستشفى الذي وجدته خاويا على عروشه وكانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف والمدير غير متواجد طبعا، لأن من علامات المديرة حضور الدوام الرسمي الساعة الحادية عشرة وإلا كيف يصدق المواطنون أنه مدير ولم نجد ما يوحي أنه مستشفى غير البالطوهات البيضاء التي كان يرتديها الممرضون الذين استقبلوا الصحيفة.. لم يكن هناك أي مرضى في المستشفى أو حتى مترددين على العيادات يبدو أن المواطنين فضلوا الاعتماد على العلاج البدائي بدلا عن هذا المستشفى الذي يدخل فيه ويخرج مثل ما دخل بدون أي فائدة ويحمد الله على سلامة الخروج كما هو. حقيقة المستشفى يحتاج إلى إعادة نظر وعيب أن يبقى المستشفى بهذا الحال بعد أن كان في حال أفضل في السنوات الماضية حسب تأكيدات كافة المواطنين من كافة الأماكن التي كانوا يترددون منها وعلى قيادات المحافظة أن تدرك أن المجال الصحي أن تدخلت المحسوبيات فيه يضر بصحة الناس ويفتك بالأرواح فكافة المواطنين متضررين من تردي حال هذا المستشفى. صحة اركز رأسك مسئولي الصحة راكزين رؤوسهم والحال مزر في كافة المديريات صحيا، فمستشفى بلاد الطعام والذي يسمى مستشفى صرع هو الآخر تردت حالته وقالوا أن السبب تغير اتجاه الطريق منه ولكن هذا المبرر واه لأنه إذا كان المستشفى جيد فسيسعى الناس إليه حيث ما كان طالما هناك طريق إليه أما المراكز الصحية فقد بنيت في أماكن وعرة في أغلبية المديريات والعزل والقرى والسبب يعود إلى أنه يتم اختيار المنطقة في أرض تكون تابعة لمتنفذ أو بموجب صفقة بحكم أن الدولة تشتري الأرض شراء ولهذا لا يضرب حساب موقع الأرض وإنما حساب البائع والمستفيد من الصفقة وبالتأكيد أصحاب الصفقة مسئولون. مدير الصحة وبلقاء الصحيفة بمدير مكتب الصحة التي نقلت له الحال الصحي المزري قال مدير مكتب الصحة إنه في العام الماضي كان المستشفى يكاد يكون مغلقا وحاليا يوجد فيه جراح ومخدر وطبيب عام واعترف بعدم توافر طبيب أطفال وطبيب نساء وولادة وأشار إلى أن الكادر الصحي متغيب بحكم أن المحافظة منطقة طاردة وأنه يجب إدخال بند للحوافز في الخطة المالية وأوضح أن سبب عدم قيام بعض المراكز الصحية بدورها في المديريات والعزل والقرى أنها بنيت في أماكن ومواقع غير مناسبة وأكد أن الوضع الصحي سيشهد تحسنا خلال الأيام القادمة. وظفهم يا مدير أثناء ما كانت الصحيفة تزور مستشفى ريمة شكا للصحيفة بعض الفراشين المتعاقدين وهناك ست درجات عمالية لدى مكتب الصحة لم يقدم كشف أسمائهم للخدمة المدنية فيجب توظيف هؤلاء لأن الدرجات العمالية دائما يتم التسجيل لها حسب مزاج المدراء ولا تخضع للمفاضلة ودائما تذهب للمطبلين والمزمرين والراقصين ومبخري المدراء وظفهم يا مدير الصحة. مراكز القوى صدر قرار أن تصبح مديرايت ريمة محافظة وعاصمتها مديرية الجبين قبل أربعة أعوام وهي حاليا لم تكمل عامها الخامس والتي تم فيها تعيين الأستاذ أحمد مساعد حسين محافظا للمحافظة والذي ينحدر من منطقة صحراوية بعيدة في المناطق الجنوبية الذي وصل إلى محافظة لا يعرف عنها شيئا من الجانب الاجتماعي والجغرافي والاقتصادي علاوة على أنها في بداية عهدها ولا توجد طرق تمكن المسئول من التنقل في المديريات لمعرفة أحوالها وحال سكانها وشكاويهم ولهذا من تمكنوا من التقرب إليه كانوا هم عماده واعتماده طابور طويل من المتمصلحين هم الصف الثاني كما يحصل في أغلبية المحافظات التي يصعب التنقل فيها وعندما تم الاتجاه إلى نظام الحكم المحلي كانت القوارض الصغيرة قد أصبحت حيتاناً وتعددت صفوفها وعند تولي القيادات الجديدة زمام المحافظة وهم من أبنائها وأهل صنعاء أخبر بشعابها حسب ما يقال في المثل كان الحال لديهم مكشوف للخداع سابق ذهبت فيه الكثير من المليارات هباء منثورا وعبث بعملية التوظيف وتغيرت أماكن المشاريع وغيرها وهنا واجهت القيادة الجديدة مصاعب مواجهة تيار متغدي دسم وطموحات مواطنين فقراء تراودهم الآمال فانشقت عصا من يعول عليهم محاربة الفساد البين من انقطاع معلمين وعبث بالوظيفة واستصدار قرارات لتعيين مدراء غير أكفاء وتردي الاحوال انعكس إلى صراع من أجل كسب الصلاحيات وتحديد الحصص عند كافة القيادات ذات الصف الثاني والثالث حتى تمكن مدراء يظن فيهم مسئولوهم أنهم الذراع اليمين إلى بيع الوظيفة بمبلغ ثلاثمائة ألف ريال عينا بينا واستغل الصف الثاني من القيادات هذا الخلاف الذي تأججه التيارات التي استحوذت على حقوق المحافظة وميزانيتها السابقة التي لم يتحقق لريمة عاصمة المحافظة أي إنجاز أو تقدم غير بنايات بعضها متوقفة عن العمل فما بالنا بباقي المديريات النائية فمراكز القوى في ريمة تياران مؤتمريان لم يتلفتا إلى معاناة محافظتهما الأمر الذي زاد مدراء الإدارات قوة ومنهم الصالح وأغلبهم عابثون فاسدون.. سنوضح الكثير من ذلك الفساد في العدد القادم أما من ناحية مراكز القوى فإن المؤتمر مسيطر سيطرة ستؤدي إلى انهياره لأن من يحارب المؤتمر هو المؤتمر نفسه والتفاحة تدود من وسطها. الخارطة الدينية الخارطة الدينية كانت تنحصر في ريمة على المذهب الشافعي والصوفية التي كانت مذهب أغلبية السادة الذين كان لهم دور في التعليم البدائي في جبال ريمة ولهذا نفسهم الديني غير متعصب وحاليا هناك نشاط للفكر السلفي الوافد من نجد والذي أحيانا يلبس عباءة حزب الإصلاح وأحيانا يتحدث باسم الشافعية ولكن حتى الآن لم يشكل أي ضغط أو مرحلة مخيفة ووعورة المنطقة وفقرها لعب دوراً كبيراً في عدم انتشار هذا الفكر الوافد، كما لم تفكر قوى الإرهاب القاعدية المنبثقة من الفكر السلفي النجدي في استغلال جبال ريمة لأسباب أنها في أماكن غير استراتيجية من ناحية التخريب وستكون ذات استراتيجية عندهم إذا حصلت أي استكشافات نفطية أو غازية في السهل التهامي الذي لا يستبعد أنه غني بثروات نفطية كبيرة لكن هناك قيادات قاعدية من ريمة وكذلك مركز معبر السلفي بقيادة رجل ريمي فاستغلال أبناء وشباب ريمة قاعديا أمر وارد يجب أن يتم التنبه له والحل في تطوير ريمة إلى مستوى المحافظات الأخرى ولا خوف بعد ذلك من الفكر الديني في ريمة لأن الأصل فيه الاعتدال فهو غير تكفيري. محافظ ريمة علي سالم الخضمي ل"الوسط": قريبا سيتم إنشاء مستشفى ريمة المركزي وخلافاتي مع الأمين العام شخصية اتجهنا إلى محافظ محافظة ريمة ونحن نحمل هموم وأوجاع أبنائها وكنا نظن أننا سنقابل شخصية عسكرية تفرض ثقافتها علينا ولكن وجدنا الرجل شخصية ذات نفس مدني متحضر وثقافة عالية ولكنه قد أصابه الوجع من بعض الكتابات الصحفية التي روجت أن في ريمة مشاريع وهمية فطلب منا التأكد من حقيقة تلك المشاريع طالما نحن في ريمة وحملنا عتاباً للصحفيين الذين يكتبون تحت يافطات (يحدث في ريمة) وهم لا يعرفون ريمة ولم يصلوها وأن عليهم أن يتحروا الدقة من المعلومة إخلاصا للأمانة وأن يكونوا عونا للمحافظة ريمة وليس عليها مؤكدا أن هناك من يكتبون عن ريمة من أجل أهداف إن ظهرت تسوؤهم ومن أجل أشخاص فأضاعوا الأمانة وأساءوا للمهنة
ثم وجه المحافظ كافة المكاتب بالتعاون وبكل شفافية وأمانة وإلى الجزء الأول من نص الحوار: * الوسط: لا يوجد في محافظة ريمة مستشفى والذي يسمى جزافا مستشفى الثلايا هو عبارة عن وحدة صحية كذلك أغلب المراكز الصحية في المديريات أنشئت في أماكن وعرة وبعيدة عن السكان غير أنها لا تقوم بأي دور فالمستقبل الصحي في المحافظة مخيف ولا يبشر بخير؟ - المحافظ: سبق أن ذكرت في أكثر من فعالية ودعوت فيها أننا عندما تسلمنا زمام قيادة المحافظة عملنا على إعادة الهيكلة وقمت بعمل دراسة في كافة المجالات الخدمية والتي لها علاقة بالمواطن من صحة وتربية ومجال مهني وفني وإدارة وقمت بعقد لقاء مع كافة العاملين في هذه المجالات من أجل أن نضع أصابعنا فوق الألم ونقرر العلاج الناجع ونصل إلى تحقيق الأهداف والتي لن تتحقق إلا بعمل منظم وخلال الثلاثة الأشهر الأولى كانت البداية من أجل الإصلاح الإداري وكان المجال الصحي من أولويات اهتمامنا فصحة الإنسان الريمي غاية نسعى إليها من أجل تأمين هذا الإنسان. وفكرنا في إنشاء مستشفى مركزي عام فمن العيب أن توجد عاصمة للمحافظة بدون مستشفى بحكم أن حال المستشفى الحالي أشبه بمركز صحي ولهذا سعينا من أجل إنشاء مشروع مستشفى مركزي وتوسيع المستشفى الحالي وعملنا على التنسيق مع وزارة الصحة والهولنديين والمجلس المحلي ومن خلال هذا التحرك استطعنا أن نحسن الوضع إلى الأفضل بجانب أن قريبا سيتم البدء في إنشاء مشروع المستشفى المركزي لمحافظة ريمة وقد تم وضع حجر الأساس من قبل وزير الصحة بجانب أن المعهد الصحي هو قيد الإنشاء وقد وجهنا مكتب الصحة بتجهيز خارطة صحية تحتوي على تجهيزات وأثاث وكذلك تجهيز مستشفى صرع في مديرية بلاد الطعام ومستشفى في مديرية السلفية جاهزة ينقصها التجهيزات ومشكلتنا في ريمة والتي هي أكثر معاناتنا أنها منطقة طاردة للكوادر بسبب أن المنطقة ما زالت نائية وينقصنا الكوادر فحتى الآن لم يتقدم أي طبيب لطلب درجات وظيفية بشرط عدم طلب الانتقال بعد اعتماد الوظيفة واتخاذ المحافظة سلماً يوصله للوظيفة وكذلك بدأنا بنشاء بعض المراكز الصحية وفي موازنات عامي 2010، 2011م سنتجه بهذه الموازنات إلى تأثيث وتجهيز المباني المنشأة لأن فائدة هذه المباني تأتي من خلال تجهيزها وتشغيلها حتى يلمسها المواطن وهي خير من بقائها مبان صماء جامدة. ونأمل من وزارة الصحة أن تكون عونا للمحافظة كما عودنا وزيرها كذلك ندعو كافة المنظمات المهتمة بالصحة وصندوق الإنماء العربي الالتفات إلى محافظة ريمة فهي محتاجة ومهضومة ولا تملك في أوساط أبنائها أصحاب رأس مال فهي أكثر حاجة للمساعدة الصحية وكذلك من خدمات إنشاء مشاريع المياه والكهرباء وغيرها وكذلك الاهتمام بالطفولة الريمية والأمومة، فريمة تقع في قلب اليمن وسط أدغال من الجبال الشاهقة وليس على خط رئيسي ولهذا لا توجد فيها أي استثمارات رغم أن مجالات الاستثمار في المحافظة موجودة بشكل واسع في كل المجالات الاستثمارية إن فكر المستثمرون بذلك وننوه أن ريمة آهلة بالسكان وأصبحت تعاني من الهجرة إلى المدينة ونقص عدد السكان وإلا فهي أضعاف عدد سكانها الحالي. * الوسط: لاحظنا أن هناك تعثراً لبعض المشاريع بسبب صراعات مراكز القوى وقيل لنا أن السبب يعود إلى خلافات بينكم وبين الأمين العام للمجلس المحلي الذي لا يتواجد حالياً في ريمة وحتى مدير مكتبه وسكرتاريته ما حقيقة هذه الشائعات؟ - المحافظ: الحقيقة أن المجلس المحلي والسلطة التنفيذية ملتئمان ولا توجد خلافات في الجانب الإداري الذي تحكمه نصوص وبنود وقوانين ولهذا لا يوجد أي تأثير على سير العمل الإداري مهما كان هناك من خلاف ما دمنا نحترم القوانين والحقيقة الخلاف بيني وبين الأمين العام شخصي أما عن مراكز القوى فإن ريمة فيها أحزاب وتنظيمات سياسية متنوعة وكذلك فيها قبائل وتنوع مجتمعي ونحن نعمل على الالتزام بالقانون والحفاظ على أمن المحافظة وفق الدستور ولا تستطيع هذه المراكز أن تؤثر علينا فالعمل جار على قدم وساق وكل مراكز القوى مسئولة وتعمل معنا في مجال التنمية والاستقرار بروح الفريق الواحد. * الوسط: بالتأكيد هناك من سيستغلون خلافكم الشخصي مع الأمين العام من أجل عرقلة بعض المشاريع وربما هؤلاء المستفيدون سيؤججون الوضع بشكل أكبر لماذا لا يتم حل خلافاتكم رحمة بمواطني المحافظة؟ - المحافظ: أدرك تماما ما تقصد ونحن في ريمة بحاجة إلى الطريق والمستشفى والتعليم والكهرباء والمياه والاستغلال من مستغلي الخلافات موجود في كل زمان ومكان ومثل هؤلاء المستغلين موجودون ولكن كلانا أنا والأمين العام أكبر منهم وندرك تماما أهداف هؤلاء ومن يدخل في وسطنا لن نسمح له في تحقيق هدفه فرغم خلافي مع الأمين العام إلا أنني أثق انه لن يعطي أذاناً صاغية لمثل هؤلاء أما أنا لن أستجيب لهم أبدا لأني اكره الذي يصطادون في المياه العكرة وهذه التصرفات لا تخدمنا كأشخاص ومجتمع وأنا أدعو أخي الامين العام وكل زملاء العمل إلى أن نكبر ونترفع بحجم المهام الملقاة على عاتقنا وبحجم القيادة السياسية وأن يكون الرئيس قدوتنا في التسامح ولا عيب أن يتجاوز الناس عيوبهم والرجل الواثق من نفسه هو من يكون عمله من وحي القيادات النموذجية للبلاد وعلى رأسهم فخامة الرئيس حفظه الله طالما لدينا قوانين وأنظمة والمرجعية القانونية موجودة والسلطة المحلية تحظى بصلاحيات ونحن قادرون على حل مشاكلنا في إطار المجلس المحلي ولدينا كوادر وعقلاء وحكماء في هذا المجلس ولن نصدر مشاكلنا وسنحلها في إطار الطاولة الواحدة ونبذل جهودنا لتنمية المحافظة وسيكون توجهنا إلى صنعاء من أجل طلب ما يدفع التنمية في المحافظة إلى الأمام وليس من أجل إضافة الأعباء على القيادة التي هي مثقلة بهموم الوطن ولهذا يجب الالتزام بالقانون بدل البحث عن الصلاحيات ودعم المركز الشخصي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.