اعتبر السيد الحوثي ما حدث - خلال اليومين الماضيين، في العاصمة - خطوة من أجل هذا البلد، من أجل هذا الشعب، من أجل كرامته، من أجل مستقبله، من أجل وحدته، وحريته.. وأنها كانت ضرورية، ولا بد منها. مشيرًا إلى أن تقديم هادي والحكومة استقالتيهما كانت الخطوة الشاذة غير السليمة، وأنها كانت غير جادة، الهدف منها مناورة من أجل الابتزاز، من أجل العمل على فرض تلك الالتفافات التي يسعون لفرضها في الواقع، ولكن "رُبّ ضارة نافعة"، وبما أنهم قدموا تلك الخطوة بسوء نية، فعساها - إن شاء الله - تكون خيرًا لهذا البلد. وكان عقب إعلان الرئيس والمكونات الاستجابة لتنفيذ المطالب الأربعة للحوثيين تدهورت الأوضاع بشكل مفاجئ لتصل إلى ذروتها في يومي 19 و20 من هذا الشهر، لتنتهي بتقديم الرئيس والحكومة استقالتيهما. إلى ذلك تنفرد "الوسط"، ومن خلال مصادر موثوقة ومتطابقة لديها، أن هادي تم دفعه إلى الاستقالة حين فرض عليه الحوثيون إصدار قرارين يقضيان بتعيين رئيس المجلس السياسي صالح الصماد نائبا للرئيس، ومهدي المشاط مستشارًا. وبحسب ذات المصادر فإنه، وعقب تسليم هادي كافة الأختام الرئاسية للحوثيين في ال21 من يناير، وباستلام رسمي من قِبلهم، عاد كلّ من الصماد والمشاط في اليوم التالي إلى الرئيس، وكان قد سيطر المسلحون الحوثيون على كافة مداخل ومخارج منزله.. وكان ذلك في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا، حيث قدّما له قرارين يقضيان بتعيينهما نائبا ومستشارًا له، وطلبا توقيعه بلهجة آمرة.. مشيرين إلى أنه يمكن أن يؤجل بقية القرارات. وبحسب ذات المصادر الموثوقة فإن الرئيس طلب منهم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وعلى الأقل الخروج من دار الرئاسة حفاظًا على ماء الوجه، إلا أن المشاط رد عليه من أنه ليس أمامه إلا التوقيع، وأنهم قادمون من عند السيد، وطلب الرئيس مهلة كي يعرض الأمر على بقية المستشارين.. وبعد عصر ذات اليوم طلب مستشاريه مع رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، وطرح عليهم مسألة الاستقالة بعد أن عرض عليهم القرار الذي يريد الحوثيون إصداره، والذي كان قد أجّله.. وبهذا الخصوص أكد رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح أن الرئيس والحكومة ليس هما من قدما استقالتيهما بقدر ما كتبها "أنصار الله" في يوم 19 من يناير، ونفى وجود أيّ تنسيق مع الرئيس عند تقديم استقالته، وأنه أرسلها إليه الساعة السادسة والنصف صباحًا، ونسخة منها إلى المكونات السياسية المجتمعة في موفمبيك مع بن عمر، وأنه اعتذر عن تقديم استقالتيهما معًا.. وكشف أن استقالة الحكومة جاءت عقب اجتماع مع أعضاء حكومته. إلى ذلك ما زال نجل الرئيس جلال هادي، ومع تقديم والده استقالته يمارس ذات الأعمال التي بدأها، وبالذات ما له علاقة بتمويل حركات الانفصال، وبهذا الخصوص قال مصدر موثوق ل"الوسط": إنه وبعد أن ضيّقت اللجان الشعبية عليه الخناق، فلم يعد قادرًا على الصرف من أيّ الجهات الإيرادية التي تعوّد عليها، لم يعد أمامه غير الصرف من إيرادات شركة التبغ والكبريت الوطنية، التي كان السبب وراء تعيين رئيسها حافظ السمة. وبهذا الخصوص كشف المصدر أن جلال قام - في اليومين الماضيين - بتحويل مبالغ مالية من شركة التبغ، والذي قام رئيسها بصرف المبلغ من فرع الشركة في عدن على أن تُسجّل كمصروفات خاصة. وبحسب مصدر "الوسط" فإنه تم تحويل مبلغ مليون ريال لنائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، ومليون آخر لقائد لواء بالمحفد يُدعى علي عمر الكازمي، وكذا مليون ريال لرئيس قناة "عدن" محمد غانم، بالإضافة إلى مليون ريال لرئيس إذاعة عدن يسلم مطر.