للأسبوع الثاني على التوالي تستنفر الحكومة لمواجهة الأوبة التي ظهرت مؤخرا في اليمن حيث أقرت اليوم الثلاثاء في اجتماعها الدوري برئاسة الدكتور علي مجور رئيس الحكومة، تشكيل فريق عمل من وزارات الزراعة والري والصحة العامة والادارة المحلية والمالية للاشراف على عملية حملة مكافحة ذبابة الدودة الحلزونية في المحافظات المستهدفة بالتنسيق مع المجالس المحلية، لضمان عدم انتقال المرض إلى مناطق أخرى وخاصة القريبة من مواقع وجود هذه الذبابة. كما أقرت خطة تقدمة بها وزارتي الصحة والمياه لمواجهة وباء حالات الاسهالات في بعض مديريات محافظة حجة وحماية السكان المحليين من تكرار جائحة الاسهالات والناجمة عن تلوث مياه الشرب. وكانت الحكومة وجهت الاسبوع الفائت وزارتي الصحة والزراعة بمحاصرة ومكافحة داء النغف الدملي والقضاء عليه والتركيز على الجوانب التوعوية للمواطنين بطرق الوقاية منه وفي المقدمة دور النظافة العامة او الشخصية . كما وجت الوزارتين بالتنسيق مع السلطة المحلية لمكافحة الداء الذي تنقله "ذبابة الدودة الحلزونية" في الاماكن التى ينتشر فيها بعد ان اطلعت على التقرير الأولي المقدم من وزيري الصحة العامة والسكان عبدالكريم يحيى راصع والزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي حول داء النغف الدملي والإجراءات التي تم اتخاذها لمعالجة الحالات المصابة وكذا الوقاية من هذا الداء في المناطق التي تم تسجيل ظهور فيها لهذه الدودة، إلى جانب ابرز الاسباب الرئيسية في انتشارها والتي ترجع بدرجة رئيسية إلى عدم النظافة بما يهيئ الجو اللازم لتكاثر الذباب المتسبب في نقل المرض ونشره من الحيوانات إلى الإنسان وبالعكس. وكان تقرير الفرق الميدانية المكلفة بمكافحة وترصد داء النغف الدملي الذي ظهر في بعض مديريات محافظتي حجة وصعدة ، كشف عن ظهور حالتي اصابة بشرية جديدة و623 حيوانية بمحافظة حجة خلال اليومين الماضيين. وبحسب التقرير فقد تمت عمليات الترصد والمكافحة في أكثر من 120 قرية بحجة خلال يومين من بدء الحملة في 20 فبراير الجاري , افضت إلى إكتشاف حالتي اصابة بشرية جديدة الأولى لطفل بمديرية (اسلم) والاخرى لرجل بمديرية المحرق. ونبه رئيس الفريق الوطني لمكافحة الدودة الحلزونية بالادارة العامة للثروة الحيوانية الدكتور محمد الهيال في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) الى اهمية تكاتف الجهود الحكومية والشعبية وسرعة التدخل بتنفيذ حملات المكافحة لمنع انتشار هذا الداء حتى لا يتحول إلى وباء فتاك يتسبب بخسائر بشرية وإقتصادية كبيرة. وشدد التقريرعلى أهمية تكامل جهود وزارة الصحة العامة والسكان مع وزارة الزراعة والري في عملية الترصد والمعالجة والتوعية.. منوهاُ إلى أن وزارة الزراعة والري كلفت 22 فرقة للنزول الميداني وتنفيذ عملية الترصد والمكافحة من الإدارة العامة للثروة الحيوانية منها 12 فرقة إلى محافظة حجة و10 فرق إلى صعدة. ولفت الى أن عمليات الترصد والمكافحة تستهدف مديريات (خيران المحرق , مستبأ , وشحة , كشر , أسلم , عبس , عاهم) بمحافظة حجة , فيما تستهدف فرق الترصد بمحافظة صعده مديريات (رازح , شداء , حيدان , ساقين , مجز ,الظاهر). ونوه الدكتور الهيال أن فرق الترصد قامت خلال يومين من بدء الحملة بتعقيم ورش أكثر من 22 ألف و800 رأس من الأغنام والماعز والأبقار والابل والحمير وألف و274 حظيرة حيوانات بالمبيدات الحشرية بهدف وقايتها من تجمعات الذباب الناقل لهذا الداء. كما قامت بعملية معالجة عدد من الحيوانات وتطهيرها بالمضادات وفحص عدد من الحالات الجديدة , وتوعية المزراعين ومربي الحيوانات والمتعاملين معها في تلك المناطق بكيفية التعرف على المرض والتبليغ عن أي حالات جديدة. وحول إجراءات منع إنتقال الحيوانات من المناطق المصابة أكد الهيال ان الإدارة العامة للثروة الحيوانية أعدت رسائل للجهات الأمنية للمساعدة في تنظيم حركة وإنتقال الحيوانات من والى المناطق الموبؤة تحرزا من إنتشار المرض وبما يمكن من السيطرة والحجر عليها ,كما انه تم التواصل والتنسيق مع الجهات المسؤولة في المحافظتين والمجالس المحلية لتسهيل مهام الفرق لتفادي عراقيل ومعوقات المكافحة . وكانت وزارة الزراعة والري قد رصدت خلال الأسبوعين الماضيين 5 إصابات بشرية و1533 اصابة حيوانية في محافظتي حجة وصعدة بداء النغف الدملي والمسمى بالدودة الحلزونية ( العالم الجديد ).