متابعات - من لم يحتضن أطفاله هلعا، أمام مشاهد أجساد الأطفال الممزقة في قطاع غزة. لكن أمام هذه المشاهد المرعبة، تحرك الضمير الإنساني في مئات آلاف الناس عبر العالم، فخرجت الجموع تهتف بالحياة لغزة المنكوبة. صحيح أن موازين القوى الدولية لم تتغير، بيد أن هدير الأصوات في الشوارع، أطلق بشائر تصحيح موازين الضمير الآدمي فتعرف أخيرا على هوية الضحية الحقيقة. تحرك الضمير الإنساني، واعتصر المطرب الأميركي الشهير مايكل هارت، ألمه لمشاهد الرعب في غزة، ليطبق صرخة تحدي: غزة لن تسقط. هو ذا عنوان أحدث أغانيه، التي حملت نغمات استغاثة لإنقاذ مليون ونصف المليون فلسطيني، من الذبح في القطاع، بتوصيف مؤلم: «ومضات من ضوءٍ أبيض فجائية تضيء السماء فوق غزة اليوم أناس يفرون باتجاه مخبأٍ غير واعين إن كانوا أحياء أم أموات» هارت، المطالب بالاسم والإحساس للقلب الآدمي، يدرك انه في الولايات المتحدة، وتحديدا في لوس انجلوس حيث يعيش، ليس من السهل قول الحقيقة عن الوحشية الإسرائيلية، لكنه يقولها: «أتوا مع دباباتهم وطائراتهم بلهبٍ ناري مدمر ولا يبقى شيء إلا صوت يعلو فوق دخانٍ ضبابي: لن نسقط». ويضيف: «في الليل، ومن دون قتال بإمكانكم حرق مساجدنا ومنازلنا ومدارسنا لكن عزيمتنا لن تموت لن نسقط في غزة هذي الليلة» المطرب الأميركي الأبيض، الذي علا صوت الضمير لديه، على تاريخ الرجل الأبيض المحنى بالدم، يحمل في أغنيته أيضا موقفا إنسانيا، إذ كان يسعى إلى بيع هذه الأغنية عبر شبكة الانترنيت لمصلحة ضحايا المجزرة، لكن مشاكل تقنية حالت دون ذلك، فاكتفى بإتاحتها للجميع مجانا، لكنه ذكر مرتادي موقعه الالكتروني بضرورة التبرع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين«اونروا». والى جانب الموقف الإنساني هذا، يحمل هارت مهندس الصوت الذي بدأ العزف على البيانو منذ العاشرة من العمر، يحمل أيضا موقفا سياسيا: «النساء والأطفال سواء استبيحوا وذبحوا ليلةً بعد أخرى فيما من يسمون قادة الدول البعيدة اختلفوا من المحق ومن المخطئ لكن الكلمات العاجزة ذهبت سديً وهطلت القنابل كمطرٍ حامضي وبفضل الدموع والدماء والألم مازال بإمكانكم سماع ذاك الصوت عبر الدخان الضبابي: لن نسقط