اعتبر رئيس معهد تنمية الديمقراطية أحمد الصوفي إن قبول المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقرره في ابريل المقبل فقدان لمشروعيته وعودة إلى أوضاع ومناخات عام 94، أي أن يوماً واحداً خارج المشروعية بالنسبة للمؤتمر بمثابة انتحار له-حد قوله ، متهمااحزاب تكتل "اللقاء المشترك" المعارض بمحاولة تحويل مبدأ الحوار إلى تكتيك لانتزاع المشروعية عن المؤتمر، محذراً في ذات السياق من تجربة زيمبابوي في اليمن. وفيما أكد بأن "المشترك" إلى حد الآن فشل في تحديد ماذا يريد، لكنه قال إنه " نجح نجاحاً مبهراً في إخفاء ماذا يريد، بمعنى أنه ينشر ساتراً ضبابياً يبدو عندما تقرؤه بأنه بريء ومشروع، ولكن وراءه عمقاً سياسياً خطيراً" ، مشيرا الى انه استطاع أن يبتلع الحزب الاشتراكي لكنه غير قادر على هضمه، لأن مطالب الاشتراكي هي التي أعاقت المشترك أن يصل مع أي طرف إلى تسوية حول موضوع الانتخابات، وعليه فإن الاشتراكي يسعى منتحراً، لأنه لن يخسر شيئاً، فقد خسر كل شيء، وبالتالي يجبره على تذوق الخسارات ولكنه في نهاية المطاف سيدخل البلد والتجربة إلى ذلك الطور من المخاطر التي تصير فيه تجربة زيمبابوي وتجربة اليمن متشابهتين، أي إفقاد الحزب الحاكم مميزات الأغلبية ونزع الشرعية عن كل الهياكل ومؤسسات الدولة (برلمان، لجنة عليا للانتخابات) حتى مفهوم التعددية السياسية ينتزعون مشروعيتها. وأضاف" وإلا كيف نفكر بمبدأ وفاق وطني يقصي أحزاباً أخرى موجودة في البرلمان، مع أن أحزاباً أخرى في المشترك غير موجودة في البرلمان.. إذاً أليس هذا الاصطفاف غير الصائب وراء خيار انتزاع مشروعية المؤتمر الشعبي العام وإدخال البلد في حالة فراغ مؤسسي هو أخطر ما يمكن قراءته من تكتيكات المشترك؟". الصوفي في المقابل انتقد حزب المؤتمر الشعبي العام بأنه يسعى لشراء مشروعيته الشعبية من أحزاب لا وزن لها، وقال "إن المؤتمر حزب افتراضي يقاتل برجل واحد وبرصيده هو علي عبدالله صالح ، وهذا الرجل مهما أوتي فليس له إلا أذنان وفم وعينان، ولا يستطيع أن يغطي جبهات القتال، بل إن بعض أخطاء المؤتمر هي التي تجعل كرة الثلج تتضخم وتكبر في كل مكان". واعتبر في سياق حديث لأسبوعية الغد استجابة المؤتمر بعد إرهاق للمشترك في جزئية من الجزئيات هو أصلاً يضعه أمام اختبار إلى أي حد، هو يختبر وحدته الداخلية وواقعيته، فيقدمه للشارع بهذا الشكل ، ما يجعل من المؤتمر يلعب لعبة خطيرة جداً هي نزع أوراق التوت من أحزاب اللقاء المشترك، وهذه ميزة رهان المؤتمر بتحقيق الانتصار من خلال محارب واحد بيده مركز القرار، بخلاف المشترك، الذي يبدو منقسماً على نفسه، ولذلك يعتقدون أن أي مكسب يفوزون به خارج الانتخابات هو أضمن لهم من الانتخابات نفسها. وأكد الصوفي ان الانتخابات تمثل استحقاقاً، والدستور لم يقل إنه يجب أن يوافق المشترك على انتخابات حتى يتم إجراؤها، بل يحدد أنه في اليوم الفلاني يجري الانتخاب، ، مشيرا الى انه إذا لم يدرك علي عبدالله صالح معنى الدستور حينها لن يدرك معنى مخطط انتزاع مشروعيته، وسيبقى وحيداً بدون مؤسسات. وقال" هناك 22 حزباً سياسياً كلهم مسجلون في لجنة الأحزاب .. وهناك مؤسسات المجتمع المدني، ونحن نتحدث عن الديمقراطية على أساس الأقوياء إذا احترمنا فكرة المؤسسات، طالما عنك 22 حزباً فإنك لاتستطيع أن تحتكر مفهوم الوطنية على أحزاب بعضها ليس عندها ناد رياضي"، واضاف " أحزاب اللقاء المشترك لديها مطالب مشروعة ممكن تلبيتها لكن التلاعب بمبدأ الحوار وتحويله إلى تكتيك لانتزاع المشروعية عن الطرف الآخر فهذه مكيدة سياسية وتحايل على قاعدة الديمقراطية ممثلة بالصناديق للوصول إلى السلطة، ومحاولة للوصول إلى السلطة عن طريق إفقاد صاحب المشروعية مشروعيته".